سياسة عربية

مظاهرات ومواجهات في الضفة تنديدا بالعدوان على جنين (شاهد)

أصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال جنوب نابلس- جيتي
عمت المظاهرات والإضرابات عددا من المناطق في الضفة الغربية المحتلة تزامنت مع مواجهات في محاور متفرقة للتعبير عن رفض اعتداءات الاحتلال في مخيم جنين.

ففي مدينة طولكرم انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة، الإثنين، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها.

ورفع المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها فصائل العمل الوطني وشباب وأبناء محافظة طولكرم، علم فلسطين، وجابوا شوارع المدينة، مرددين التكبيرات والهتافات الوطنية المنددة بالاحتلال وعدوانه ضد جنين، ودعوا العالم للتدخل لوقف الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.


وفي نابلس، جابت مسيرة غاضبة الشوارع الرئيسية، في حين أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، جنوب المدينة.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن ثمانية فلسطينيين أصيبوا بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت عند حاجز حوارة العسكري، جنوب نابلس.

كما شارك المئات الإثنين في مسيرة غاضبة خرجت في مدينة رام الله، تنديدا بالمجزرة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها.

وانطلقت المسيرة من دوار المنارة، وجابت شوارع المدينة، ردد المشاركون فيها الشعارات المنددة بجرائم الاحتلال.

وكانت مواجهات قد اندلعت مع قوات الاحتلال قرب حاجز قلنديا، وقرب الحاجز العسكري المقام على المدخل الشمالي لمدينة البيرة، أصيب خلالها عدد من المواطنين برصاص الاحتلال.


وفي أم الفحم بالداخل المحتل، تظاهر العشرات من الأهالي، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين ومخيمها.

ورفع المشاركون في الوقفة، التي جاءت بدعوة شبابية من أم الفحم، العلم الفلسطيني ورددوا هتافات ضد العدوان، وأخرى إسنادا لأهالي جنين ومخيمها.

ودعوا إلى وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على جنين منذ ساعات الفجر، والذي أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء، وإصابة العشرات، إضافة لدمار وخراب في الشوارع والبنية التحتية وحصار أهالي المخيم في منازلهم.

دعوات للأجهزة الأمنية

في سياق متصل، شدد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، على وجوب قيام عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة بالدفاع عن أبناء شعبهم الفلسطيني الذي يتعرض للقتل من الجو والبر على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وقال النائب خريشة: "ما يجري هو عملية عسكرية كبرى ينفذها جيش الاحتلال الشعب الفلسطيني في جنين ومخيمها ومحيطها، باستخدام آليات كثيرة وأعداد كبيرة من الجنود الذي يجتاحون المدينة، وكل هذا في مواجهة شباب يمتلكون إمكانيات بسيطة للدفاع عن شعبهم".

وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "يستمر العدوان ولا توجد تصريحات تدين هذا العدوان الإسرائيلي، كالعادة، هذا العالم يصمت على الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا، في حين يثير ضجيج مرتفع وقوي حينما يتحدث أحد بكلمات وليس مقاومة ضد الاحتلال، وهذه تكشف المعايير غير أخلاقية التي تحكم سلوك المجتمع الدولي".


وعن موقف السلطة وأجهزتها الأمنية وعدم المبادرة لصد العدوان الإسرائيلي والدفاع عن الشعب الفلسطيني، نبه خريشة إلى أن "الأصل في الأشياء أن تقوم السلطة وأجهزتها بحماية الوطن والمواطن، لكن على ما يبدو أن النخبة السياسية المتنفذة حتى اللحظة، لم تدرك صعوبة المرحلة التي نعيشها، والتي شرح طبيعتها قادة الاحتلال، حينما قالوا: لا لأوسلو، لا لحل الدولتين ولا لحل الدولة".

وتابع: "بنيامين نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) عاد وكرر أنه مع بقاء هذه السلطة ولن يسمح بانهيارها، لكنه يريد أن يجتز من عقول الفلسطينيين فكرة دولة فلسطينية، وبالتالي، إذا كانت هذه تصريحات قادة الاحتلال التي نسمعها بشكل دائم وتمارس عمليا على الأرض، مع ذلك، يبقى البعض من هذه النخبة المتنفذة متمسك بالتزامه على الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي وعلى رأسها التنسيق الأمني وأيضا يصر على البحث عن تسويات في هذا العالم الذي لا يحرك ساكنا، لأن من يدير هذه العملية هي الإدارات الأمريكية التي تلتزم بأمن الاحتلال وتدعمه".

وقال: "على السلطة أن تدرك أنها فشلت في مشروعها السياسي، وعلى الأقل المطلوب الآن، أن تكون هي الآن غطاء سياسي لهذه المقاومة التي تكبر في الشارع الفلسطيني، لأن الشعب الفلسطيني وصل لقناعة، أنه عبر مشاغلة ومقاومة الاحتلال فقط، نستطيع أن نحافظ على قضيتنا حية، داخليا وعلى المستوى العالمي".

وفي رسالته لعناصر الأجهزة الأمنية بالضفة، قال: "أنتم أبنائنا، نشعر دائما أنكم ذخر استراتيجي لشعبنا ومقاومتنا، اليوم لم يعد الصمت ممكنا، ولا أحد من شعبنا يمكن أن يسيء لأفراد الأجهزة الأمنية، نحن نريد منكم أن تنحازوا إلى إرادة شعبكم وتحموه من خلال ما تمتلكوه".