صحافة دولية

WSJ: مليشيات إيران تتخذ العراق قاعدة لاستهداف قوات أمريكا في سوريا

تجنبت إدارة بايدن تنفيذ ضربات جوية داخل العراق ضد تهديدات الميليشيات الإيرانية - جيتي
أكد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن ميلشيات مدعومة من إيران وتنتشر شمال العراق كانت وراء استهداف قاعدة أمريكية في سوريا، ما أدى لمقتل متعاقد عسكري أواخر أذار/ مارس الماضي.

وأوضحت الصحيفة أن الضربة التي قتلت متعاقدا وأصابت أكثر من عشرين مدنيا وعسكريا أمريكيا في سوريا، كانت واحدة من أربع محاولات شنها مقاتلون مدعومون من إيران من الأراضي العراقية ضد القوات الأمريكية خارج البلاد منذ آب/ أغسطس.

وأشارت إلى أن الضربات عبر الحدود توضح الصعوبات التي تواجهها إدارة بايدن في الشرق الأوسط حيث تحول تركيزها العسكري إلى ردع الصين وروسيا.

وقال مسؤول أمريكي رفيع للصحيفة (لم تسمه)، إن "الولايات المتحدة لا تتطلع إلى الدخول في مناوشات متبادلة مع هذه الجماعات، وهو ما تريد منا بعض الجماعات القيام به. سياستنا هي تحميل إيران المسؤولية عن كل هذه الهجمات".


وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة إن هجوما شنته ثلاث مسيرات يوم 20 كانون الثاني / يناير على ثكنة التنف في جنوب شرق سوريا بدأ أيضا من العراق المجاور من قبل جماعة مدعومة من إيران.

كما تعرضت حامية التنف للهجوم في 15 آب/ أغسطس، باستخدام مسيرات KAS-04 تم إطلاقها من وسط العراق.

وتجنبت إدارة بايدن تنفيذ ضربات جوية داخل العراق ضد تهديدات الميليشيات، معتبرة أن مثل هذا العمل يمكن أن يغذي المشاعر القومية ضد الوجود العسكري الأمريكي المتواضع في البلاد وأن هناك طرقا أخرى لمحاسبة إيران.

يقول بعض المراقبين إن إحجام الإدارة عن الإعلان عن دور الميليشيات العراقية قد قلل من النفوذ الأمريكي في إبقائهم تحت السيطرة.


وسلط التقرير الضوء على التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة في تطوير سياسة للتعامل مع العراق بعد 20 عاما من الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003.

وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق لتقديم المشورة للقوات المحلية التي تقاتل فلول تنظيم الدولة وسعت للعمل مع رئيس الوزراء محمد السوداني الذي يناور بين واشنطن وطهران منذ توليه منصبه في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وسعت إدارة بايدن إلى تجنب الانتقادات في العراق بأنها تتدخل في السياسة الداخلية من خلال التشاور بهدوء مع مسؤولي بغداد بشأن الأخطار من الميليشيات المدعومة من إيران والتي لها نفوذ كبير في البلاد.

وقد أثار هذا النهج انتقادات من بعض المسؤولين والخبراء السابقين الذين يقولون إن الإدارة قللت من أهمية المشاكل في العراق، بما في ذلك الميليشيات التي تدعمها طهران، وفق "وول ستريت جورنال".

ويشتبه المسؤولون الأمريكيون في أن الجماعة هي واجهة لحركة حزب الله النجباء، وهي جماعة عراقية أسسها الزعيم المتشدد أكرم الكعبي، والتي صنفتها وزارة الخارجية الأمريكية على أنها منظمة إرهابية.

وقال ناصر الشمري، ممثل حركة حزب الله النجباء، لصحيفة وول ستريت جورنال إن هجوم المسيرات جاء من العراق وأن جماعته دعمته. لكنه نفى أن تكون جماعته قد نفذت ذلك.

وأضاف الشمري: "نحن في الواقع نشعر بالفخر في مثل هذه الاتهامات، لكننا لم نكن نحن".