فيما تتسع المواجهة
الإيرانية-
الإسرائيلية لتشمل الدول المجاورة في سوريا
ولبنان والعراق، وإيران ذاتها، فقد زعمت أوساط عسكرية لدى الاحتلال أن هذه
المواجهة باتت تضيف إليها دولة جديدة هي الأردن، بزعم أنها تعاني من الوجود
الإيراني بشكل يومي.
آساف غيبور المراسل العسكري لصحيفة
ميكور ريشون، زعم أن "الوجود
الإيراني في سوريا، واتساعه في المزيد من المناطق المحيطة بدولة الاحتلال من خلال
المليشيات الموالية لها، أثار قلق مؤسستها الأمنية والعسكرية في السنوات الأخيرة،
حتى أصبحت الضربات الجوية على القوافل الإيرانية التي تحمل أسلحة إلى سوريا ولبنان
روتينية، واحتلت مراقبة تحركات عناصر المليشيات الشيعية قرب الحدود الإسرائيلية مع
سوريا ولبنان مكانة مركزية في جدول قادة القطاعات العسكرية الإسرائيلية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التواجد الإيراني
المتسع يوما بعد يوم ينظر إليه على أنه تهديد خارج إسرائيل أيضًا، ففي جنوب سوريا
باتت المليشيات الإيرانية تتحدى الجيش الأردني باستمرار، حيث يسعى الملك الأردني
عبد الله الثاني لحشد الولايات المتحدة إلى جانبه في الحرب ضد هذا التواجد
الإيراني، وقد ناقش هذه القضية مع كبار المسؤولين الأمريكيين خلال زيارته قبل
أسابيع قليلة للولايات المتحدة، حيث التقى أيضًا بالرئيس بايدن".
وأشار إلى أن "المصادر الأمريكية والإسرائيلية تتحدث عن أن الملك عبد الله
طلب المساعدة في الحرب ضد المليشيات الإيرانية العاملة على حدود المملكة خوفًا من
هجوم فعلي عليها"، مشيرا بذلك إلى نشاطها في جنوب سوريا والعراق، وهناك تخوف
أن تحاول الإضرار بالأردن واستقرارها، كما يشمل نشاط المليشيات الإيرانية تهريب أسلحة
إليه، بعضها يصل أيضا إلى الحدود الإسرائيلية".
وزعم أنه "بفضل وسائل الكشف الإسرائيلية الحديثة، بما في ذلك
الرادارات والطائرات بدون طيار، وزيادة نشاط جيش الاحتلال على السياج الحدودي، فقد
تمكن من الاستيلاء على العديد من الأسلحة التي حاولت إيران تهريبها عبر الحدود
الإسرائيلية الأردنية، ففي عام 2021 تم ضبط 145 قطعة سلاح في عشر عمليات مختلفة،
وفي عام 2022 تم الاستيلاء على 508 قطع سلاح في 30 عملية، حتى العراق الذي يقع تحت
نفوذ إيراني قوي بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، وبعد انهيار تنظيم داعش فإنه يعاني من
العلاقة مع إيران".
ومن أجل الرد على
ما ذكرته المصادر، فقد اتصلت "عربي21" بالناطق باسم الحكومة الأردنية فيصل
الشبول هاتفيا لكن تعذر الرد على الاتصال.
وتواصلت
"عربي21" مع الناطق الإعلامي باسم وزارة الخارجية الأردنية للتعليق على
ما ورد في الصحيفة العبرية، وتأكيده أو نفيه، وحصلت على وعد بالإجابة عن التساؤلات، لكنها لم تتلق ردا حتى لحظة نشر هذا التقرير.
تكشف المزاعم الإسرائيلية عن شعور الأردن بالتهديد من اقتراب النفوذ
الإيراني من حدوده، أن المليشيات الإيرانية تسعى بشكل أساسي لتمكين خط الإمداد
البري من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان، ويسمح هذا العبور، الواقع في غرب
سوريا، لإيران بتزويد مليشياتها في سوريا بالأسلحة والذخائر لحزب الله في لبنان،
وفي الوقت ذاته تسعى تركيا لمنع سيطرة إيران على شمال سوريا على الحدود معها.