كشف باحثون في جامعة "هارفارد" عن جرعة علاجية قد تحدث ثورة في محاربة الشيخوخة لدى البشر، وستكون متاحة في غضون خمس سنوات..
كشف باحثون في جامعة "هارفارد" عن جرعة علاجية قد تحدث ثورة في محاربة
الشيخوخة لدى البشر، وستكون متاحة في غضون خمس سنوات.
والجرعة العلاجية الجديدة التي جرت تجربتها على الفئران وتتكون من فيروس معدل، ساهمت في تجديد الخلايا وتعزيز الصحة وتعزيز صحة الأجهزة الحيوية في الجسم، وسط آمال يعقدها
علماء في "هارفارد" بأن يعزز العلاج الجديد صحة البشر ويجعلهم أكثر شبابا وقدرة على مكافحة الأمراض التي تفتك في البشر حاليا، وسط توقعات بأن يكون العلاج الجديد متاحا عام 2028.
وأجرى الباحثون تجارب على الفئران التي يبلغ عمرها 124 أسبوعا، أي ما يعادل شخصا يبلغ من العمر حوالي 77 عاما، حيث حصلت نصف الفئران على حقنة وهمية، كل أسبوعين، بينما تم حقن النصف الآخر بالعلاج، وهو فيروس معدل يحمل أجزاء إضافية من الشيفرة الجينية.
وقد أنتجت الفئران التي تلقت العلاج الحقيقي مجموعة من البروتينات عكست شيخوخة الخلايا، وأعادتها بشكل فعال إلى حالة
الشباب، كما أن صحة القلب والكبد كانت أفضل، ما يعني أنها ستعيش فترة أطول.
ديفيد سينكلير أستاذُ علمِ الوراثةِ بجامعة هارفارد أجرى دراسةً برفقةَ مجموعةٍ من الباحثين نُشرت في مجلةِ سيل (Cell)، أظهرت أنَّ الشيخوخةَ عمليةٌ قابلةٌ للعكس ويمكنُ دفعها "للأمامِ والخلفِ بحسبَ الرغبة".
تحدت الدراسة الاعتقاد الراسخ بأن الشيخوخة ناتجة عن طفرات جينية تقوض الحمضَ النووي وتسبب تلفا في الأنسجةِ الخلوية ما يؤدي إلى التدهورِ والمرضِ والموت. فوفقَ سينكلير فإنَّ الشيخوخةَ تأتي نتيجةَ فقدان المعلومات وعدم قدرة الخلية على قراءةِ حمضها النووي الأصلي، والمسؤولِ عن تشغيل الجينات وإيقافها هو "الجينوم".
لذلكَ فإنّ دراسة العلماء ركزت بالأساس على إمكانية "إعادةِ قدرةِ الخليةِ على قراءةِ الجينوم بشكلٍ صحيحٍ مرةً أخرى كما لو كانت صغيرة" إذ "لا يهم ما إذا كان الجسم يبلغ من العمرِ 50 أو 75 عاما سليما أو مصابا، فبمجردِ بدءِ هذهِ العمليةِ سيتذكرُ الجسمُ بعدَ ذلكَ كيف يتجددُ ويعودُ لشبابهِ مرةً أخرى.
ولاختبارِ هذهِ النظريةِ بدأَ العلماءُ في تسريعِ معدلاتِ الشيخوخةِ في الفئران، بحيثُ تصلُ إلى عمرِ الشيخوخة، بعدَ أسابيعَ قليلةٍ من ميلادها وهو ما نجحَ بالفعل.
وتمكن العلماء من عكسِ العملية بعد تمكنهم من تحديدِ عمرِ أنسجة المخ والعينين والعضلات والجلد والكلى لدى الفئران بعدَ ابتكار "مزيج" تمَّ حقنهُ في خلايا العقدةِ الشبكية التالفةِ بالجزءِ الخلفيِّ من عيونِ الفئرانِ العمياء وتمَّت تغذيتها بالمضاداتِ الحيوية لتأتي النتائجُ مذهلةً بحيثُ استعادت الفئرانُ قدرتها على البصر.
وبعدَ ذلكَ عالجَ الفريقُ "خلايا الدماغِ والعضلاتِ والكلى" ليعززَ العلاج الجديد آمال العلماء بتحقيق ذلكَ على البشر لجعلهم أكثرَ شبابا وقدرة على مكافحة الأمراض. إلا أن الأمر بحاجة للعديدِ من السنوات قبل أن تبدأ أي تجارب سريرية على البشر لمكافحة الشيخوخة، للتأكدِ مما إذا كانت آمنة وناجحة.