علق المتحدث باسم الرئاسة التركية
إبراهيم كالن، على ما ذكره وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك
بومبيو في
كتابه الجديد بشأن
تركيا، مشيرا إلى أنه شوّه الحقائق، لأغراض انتخابية.
تعليقات كالن جاءت في حوار مع الكاتبة هاندا فرات على صحيفة "
حرييت" التي أشارت إلى أنه بالتزامن مع استلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في 2017، فقد كانت تركيا تقاتل ثلاث منظمات إرهابية، وهي: تنظيم الدولة، ومنظمة "غولن"، ووحدات حماية الشعب الكردية في
سوريا.
وأوضحت الصحيفة أنه قبل الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في الولايات المتحدة، فقد ذهب خلوصي أكار عندما كان رئيسا للأركان والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن، ورئيس الاستخبارات هاكان فيدان، إلى واشنطن في أيار/ مايو 2017.
ونوهت إلى أن بومبيو في ذلك الوقت كان رئيسا لوكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت، وقد شارك في الاجتماع الذي كان يترأسه عن الجانب الأمريكي مستشار الأمن القومي الأسبق هربرت مكماستر.
وكتب بومبيو في كتابه عن تلك الفترة، أن الأتراك لم يكن لديهم فرصة لهزيمة تنظيم الدولة دون دعم أمريكي، ولذلك فقد اختار الرئيس (أوباما) العمل مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وعندما أخبر الوفد التركي بذلك فإن هاكان فيدان وإبراهيم كالن غادرا قاعة الاجتماع بغضب".
ونقلت الصحيفة عن إبراهيم كالن، أن بومبيو بهذه المسألة "يشوه الحقائق"، كاشفا ما دار في ذلك الاجتماع.
وأوضح كالن: "أخبرناهم بوضوح أن السياسة الأمريكية تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب الكردية خائبة للغاية".
وتابع كالن بأن هاكان فيدان تحدث عن التطورات في الميدان السوري بالتفصيل، وفي لقاء آخر مع بومبيو أكد على الموقف التركي، والأمر ذاته بدر من تشاووش أوغلو وخلوصي أكار.
وأكد كالن أنهم أكدوا أن السياسة الخاطئة للولايات المتحدة تعني دعم منظمة العمال الكردستاني في سوريا، ولقد ورثت هذه السياسة من عهد أوباما.
وأوضح المسؤول التركي، أن الطرح الأمريكي أن القوات التركية والمعارضة المدعومة من تركيا ليسوا قوة فاعلة في محاربة تنظيم الدولة لا أساس له من الصحة، ولا تقبل أنقرة بهذا الادعاء.
وحول "الغضب" الذي تحدث عنه بومبيو في كتابه، أوضح كالن أنه "موقف واضح" من الوفد التركي لأنه لا يمكن قتال منظمة إرهابية عبر منظمة إرهابية أخرى، كما أن دولة تزعم أنها رائدة العالم الحر، واقتصاد السوق الحر والرأسمالية، ومناهضة للماركسية، تعتبر منظمة تعرف بأنها ماركسية ولينينية في سوريا كحليف، تعد نزوة تاريخية.
وتابع كالن: "كتب بومبيو أننا كنا غاضبين، بالعكس لقد أظهرنا موقفنا الواضح هناك وليس الغضب".
هل حاول بومبيو كسر باب القاعة التي تواجد فيها أردوغان ومايك وبنس؟
وزار بومبيو عندما كان وزيرا للخارجية أنقرة، برفقة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي السابق، في تشرين الأول/ أكتوبر 2019.
وأوضح كالن أن الرئيس أردوغان طلب عقد لقاء ثنائي مع بنس أولا، "لكن الوفد الأمريكي لم يوافق أولا، وكانت هناك خشية من ترك نائب الرئيس الأمريكي وحده مع رئيسنا".
وبهذا الشأن كتب بومبيو في كتابه بشأن هذه المسألة: "كنت قلقا من عرض أردوغان فيديو وثائقيا عن محاولة الانقلاب في 2016، لبنس"، مضيفا أن "مقطع الفيديو طويل للغاية ومثير للاشمئزاز".
ويقول بومبيو إنه حاول دخول غرفة الاجتماع دون إذن، وذكرت الصحيفة أن الاجتماع الثنائي كان يضم جيمس جيفري الممثل الخاص للولايات المتحدة بسوريا في ذلك الوقت، والآخر هو إبراهيم كالن وكانا متواجدين لتدوين الملاحظات والترجمة.
وأوضح كالن أنه في بداية الاجتماع، طلب جيمس جيفري منه بالقيام بدور الترجمة بين أردوغان وبنس، بسبب ضعفه باللغة لتركية.
وأشار المسؤول التركي إلى أن أردوغان تحدث بالتفصيل عن ما جرى في 15 تموز/ يوليو 2016، ومحاولة الانقلاب على الديمقراطية التي أسفرت عن مقتل 251 تركيا، وإصابة نحو 2000.
ونوه إلى أن أردوغان شدد على ضرورة التراجع عن السياسة الأمريكية الخاطئة التي بدأها أوباما بتقديم الدعم لمنظمة العمال الكردستاني في سوريا، لافتا إلى أن تركيا حاربت تنظيم الدولة وتمكنت من تحييد أكثر من ثلاثة آلاف مسلح فيها.
كالن قال: "علمنا لاحقا بإصابة بومبيو بحالة من الغضب الشديد عندما كان في الخارج، وحاول الدخول إلى المكان رغم أن بنس لم يرغب في تواجده.
كالن: بنس لم يخبرنا بوجود بومبيو بالخارج
وأوضح كالن: "لم يطلب منا بنس حضور بومبيو للاجتماع، لم نمنع أحدا من اللقاء، ولم نرفض مشاركة أحد في المقابلة، ولم يكن لدى بنس مثل هذا الطلب".
وبعد اللقاء الثنائي، أوضح كالن أن مباحثات أجريت بين الوفود، وكانت هناك خرائط وصور، وكان الموضوع الرئيسي على الطاولة هو سوريا وخاصة منطقة منبج.
وتابع كالن: "في الاجتماعات أخبرناهم بإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من منبج، وإبعادهم حتى عمق 30 كم، وجرى الاتفاق على خطة عمل تستمر 60 يوما وجرى الإعلان عن ذلك أمام وسائل الإعلام من تشاووش أوغلو وبومبيو، لكن لم تلتزم الولايات المتحدة بخطة العمل المتوافق عليها، ولم يقدم الأمريكيون أي إجابات واضحة بهذا الشأن".
كالن: بومبيو أكد الانحياز الأمريكي لليونان والكتاب لأغراض انتخابية
وفي كتابه أعرب بومبيو عن فخره بشأن التعاون مع اليونان، وعلق كالن قائلا: "هو يتحدث بصراحة ويريد القول إنه لم يتخذ أحد مثل هذا الموقف مع اليونان منذ وزير الخارجية الأمريكي كيسنجر".
وتابع: "هذا تأكيد بأنه لا يوجد موقف محايد بين الحلفاء داخل حلف الشمال الأطلسي (الناتو).. كنا نعلم أن الإدارة الأمريكية كانت منحازة للجانب اليوناني، ولكن هذا اعتراف مسجل".
وقال كالن: "الأسوأ من ذلك، أنه من خلال تقديم الدعم المفتوح لليونان، زاد التوتر بين الحليفين، وبينما هم يتحدثون عن السلام في بحر إيجه، فقد انتهجوا سياسة ضدنا من خلال موقفهم المنحاز".
وأكد كالن أن اعترافات بومبيو توضح أن الطرف الأمريكي هو الذي يوتر العلاقات مع تركيا، مشيرا إلى أنه استخدم عبارات تؤكد صوابية موقف تركيا، وهو يستعد للانتخابات.
وحول السبب خلف قيام بومبيو بكتابة الكتاب، قال كالن: "بومبيو يشوه الحقائق وفقا لوجهة نظره، وسبب حديثه الآن شائع في السياسة الأمريكية، فمن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية ينشر كتابا له أولا".