نشرت صحيفة "
الغارديان" تقريرا أعده جيسون بيرك، قال فيه إن المتهم الليبي، الذي تقول الولايات المتحدة إنه صانع قنبلة طائرة
لوكربي، تم اختطافه من بيته في حي بالعاصمة الليبية، طرابلس.
وقال فيه إن محمد أبو عجيلة مسعود سلم للولايات المتحدة، عندما قامت مليشيات مسلحة باختطافه قبل أسبوعين. وظهر أبو عجيلة لمدة قصيرة في محكمة بواشنطن يوم الاثنين، ووجهت له اتهامات بضبط عداد القنبلة التي انفجرت في الطائرة الأمريكية بانام 747، التي تحطمت فوق لوكربي في اسكتلندا عام 1989، وقتل كامل الركاب والطاقم وعددهم 270 شخصا، فيما وصف بأنه أكثر الهجمات الإرهابية القاتلة التي وقعت على التراب البريطاني. وقالت وزارة العدل الأمريكية إنها احتجزت مسعود في نهاية الأسبوع، لكنها لم تقدم تفاصيل عن الطريقة التي وصل فيها إلى الولايات المتحدة.
ونقلت "الغارديان" عن مسؤولين على معرفة بالقضية، قولهم إن مسعود اعتقل من بيت في حي أبو سليم، حيث حضرت قوة تابعة لعبد الغني الككلي، المعروف بغنيوة، والذي يقود جهاز دعم الاستقرار التابع لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، مشيرة إلى أنه في وقت اختطافه قالت عائلته إن مسعود اختطف على يد جماعة مسلحة، واتهمت الحكومة بالتزام الصمت.
وكان مسعود في بيته بعد الإفراج عنه قبل ستة أشهر من السجن، الذي قضى فيه 10 سنوات بجرائم ارتكبها في أثناء نظام معمر القذافي السابق. وكانت صحيفة "ناشونال" الإماراتية قد نقلت عن ابن أخت مسعود قوله إن خاله قد احتجز على يد جماعات مرتبطة بوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، ونقل إلى مصراتة التي تبعد 200 كيلومتر عن العاصمة.
وبعد احتجازه، نقل إلى قاعدة عسكرية في مصراتة، حيث كان بعهدة مليشيا في الميناء، حسبما قال المسؤولون العارفون بما جرى. وبعد أسبوع، اتصلت عائلة مسعود بالجماعة التي تحتجزه، حيث كانت قلقة جدا على حياته، ولكن جرى طمأنتها، والتأكيد لها بأنه سيعود بعد فترة قصيرة سالما ومعافى.
وبعد أسبوع آخر، حضر فريق أمريكي، ووضعوا مسعود في طائرة خاصة، ونقلوه من مطار المدينة إلى مالطة، حسبما قالت مصادر للغارديان. ونقلت وكالة أنباء رويترز عن عبد المنعم المريمي، ابن أخت مسعود، إن العائلة عرفت عن وجود خاله في أمريكا عندما شاهدت الأخبار يوم الاثنين. ولم تتمكن الصحيفة من التأكد من كل التفاصيل التي ذكرها المسؤولون، وهم على معرفة جيدة بالأمر، إلا أن الخبراء أشاروا "لمعقولية" الرواية.
ووصفت منظمة أمنستي إنترناشونال الككلي بقائد المليشيا السيئ، الذي تم توثيق تاريخ الجرائم التي ارتكبها أتباعه خرقا للقانون الدولي وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. وقالت المنظمة في تقرير لها نشرته في 2022: "على مدى عقد من الزمان، قامت القوة تحت قيادته بترويع سكان طرابلس في حي أبو سليم، من خلال التغييب القسري والتعذيب والقتل غير المشروع وجرائم أخرى خرقا للقانون الدولي".
ونفى الككلي مزاعم أمنستي، وقال إن جهاز دعم الاستقرار "ملتزم دائما بالقانون الليبي، الذي يأخذ بعين الاعتبار معايير العدالة وحقوق الإنسان، ويعمل في إطار مؤسسات الدولة".
وبحسب الملف القضائي لمسعود، فإنه كان عنصرا مهما في المؤامرة، إلى جانب عبد الباسط المقراحي والأمين خليفة فيهمة. وسجن المقراحي مدى الحياة، وهو المدان الوحيد في التفجير عام 2001. ويقول المحققون إن مسعود التقى مع بقية المخططين في مالطة، حيث طلب منه مسؤولو أمن ليبيون بتسليم الحقيبة التي احتوت على القنبلة، وطلب منه ضبط عدادها. وتقول الولايات المتحدة إن فهيمة ومسعود التقيا بعد ثلاثة أشهر مع الزعيم الليبي، الذي شكرهما "على القيام بواجب وطني كبير".
وكان القذافي في حينه على مواجهة مع الغرب، إلا أنه نبذ الإرهاب لاحقا، واعترف بمسؤوليته مقابل تخفيف العقوبات. وبعد سقوط القذافي، نقل مسعود، خبير المتفجرات المعروف في وكالة المخابرات الليبية، إلى السجن. وفي عام 2017، تلقى المسؤولون الأمريكيون نسخة من المقابلة معه أرسلها المسؤولون الليبيون.
وفي ذلك اللقاء، يقول المسؤولون الأمريكيون إن مسعود اعترف ببناء القنبلة التي استخدمت في هجوم طائرة بانام الأمريكية، حيث عمل مع الرجلين المكلفين بزرعها في الطائرة. وقال إن المخابرات الليبية هي التي كانت المسؤولة عن الخطة، وإن القذافي شكره والآخرين بعد تحطم الطائرة. وفي عام 2020 أعلنت وزارة العدل عن توجيه اتهامات لمسعود، إلا أن محاكمته ظلت نظرية؛ لأنه كان مسجونا في
ليبيا.