سياسة عربية

خلاف مصري ليبي يسبق القمة العربية.. هل يفشلها؟

(صفحة الخارجية الليبية على فيسبوك)

طرح الخلاف بين وزير الخارجية المصري، سامح شكري ونظيرته الليبية في حكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش خلال تحضيرات القمة العربية في الجزائر تكهنات وتساؤلات عن تأثير ذلك على مخرجات القمة بخصوص الأزمة الليبية.

ووقع الخلاف بعدما طالبت الخارجية المصرية ألا يكون لحكومة الدبيبة التي وصفتها بمنتهية الولاية أي دور في الإشراف على إدارة المرحلة الانتقالية وهو ما رفضته خارجية الدبيبة معتبرة أن الأمر كله شأن ليبي.

"شد وجذب"

وأكد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد أن "موقف الوزير سامح شكري كان قويا وواضحا خلال المناقشات، في مواجهة محاولات منح حكومة الوحدة الوطنية "المنتهية ولايتها" دورا في إدارة المرحلة الانتقالية تحت أي مسمى أو تبرير"، وفق تصريحات صحفية.

في المقابل، قالت المنقوش: "نحترم توجهات وأفكار بعض الدول لكن في نهاية الأمر هذا شأن ليبي، ويجب أن يكون لليبيين الكلمة الأولى والأخيرة فيه، ووجهة نظر حكومة الوحدة أن الحل الوحيد هو الوصول لانتخابات مباشرة وإنهاء كل المراحل الانتقالية"، بحسب لقاء مع قناة الجزائر الدولية.

فهل يفشل هذا الصدام مخرجات القمة العربية بخصوص الملف الليبي؟ وهل بدأت مصر في محاصرة الدبيبة عربيا؟

"دور مصري سلبي"

من جهتها قالت عضو البرلمان الليبي، عائشة شلابي إنه "برغم أن مصر دولة جارة وشقيقة إلا أن موقفها السياسي بدعم طرف ضد الآخر جعلها أحد أسباب الأزمة الليبية، لذا ليس من حق وزير خارجيتها أن يتدخل في الشأن الليبي ويحدد ما يجب فعله".

وأشارت في تصريحات لـ"عربي21" إلى أنه "من حق وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية باعتبارها الممثل الرسمي لدولة ليبيا في تحضيرات القمة العربية رفض التدخل المصري في أدق شؤون ليبيا، خاصة أن الصراع الدولي والإقليمي على ليبيا هو أحد أهم أسباب الانسداد السياسي"، وفق رأيها.

"تحييد دولي للصدام"

الأكاديمي المصري والمتخصص في شؤون ليبيا وشمال أفريقيا، خيري عمر رأى من جانبه أن "ما حدث في الجزائر هو تأكيد للموقف المصري الذي حدث في اجتماع الخارجية العرب ويؤكد رؤية مصر أنه لا يجب أن يمثل ليبيا حكومة واحدة في ظل وجود تقاسم السلطة التنفيذية وأنه يجب أن يكون مقعد ليبيا فارغا في أي اجتماعات في الجامعة العربية حتى تحسم أزمة الحكومة".

وأضاف لـ"عربي21": "الموقف الدولي غير ذلك كونه لا زال يدعم حكومة الدبيبة، لذا هذا الصدام لن يؤثر على قرارات الجامعة العربية مجتمعة كونه يمثل طرفين فقط وباقي الأطراف منشغلة بأمور أخرى قد تكون أهم من الملف الليبي عندهم"، وفق تقديره.

وتابع: "أستبعد قيام مصر بحشد موقف عربي ضد الدبيبة كون الدور الدولي هو من يحدد موقف الحكومة الليبية مستقبلا"، كما قال.

"قرارات ضد الدبيبة"

في حين قال الأكاديمي والباحث الليبي، عماد الهصك إن "الصدام لن يفسد سير القمة العربية لكنه سيزيد مستوى التوتر بين حكومة طرابلس والحكومة المصرية، ومن الغباء أن تعادي حكومة الدبيبة الحكومة المصرية، فخسارة مصر يعني بطبيعة الحال خسارة السعودية التي تتماهى في أغلب مواقفها مع الموقف المصري".

وأوضح أن "حكومة قيس سعيد هي الأخرى تستجيب على نحو ما مع موقف هاتين الدولتين المحوريتين، وبذلك تكون حكومة الدبيبة قد خسرت دولتين بحجم مصر والسعودية تحدّانها من الشرق، ودولة أخرى تحد طرابلس من الغرب هي تونس، فسيكون موقف هذه الحكومة ضعيفًا جدا في القمة العربية"، بحسب توقعاته.

وتابع لـ"عربي21": "من المتوقع أن تصدر القمة قرارات تحت ضغط سعودي مصري لن تكون حتما في صالح حكومة الدبيبة كون القاهرة تريد للقمة العربية أن تنجح ولكن وفق رؤيتها وإرادتها تجاه حكومة طرابلس"، كما قال.