سياسة دولية

تعرف إلى قصة مهسا أميني ووفاتها التي أشعلت الاحتجاجات بإيران

جانب من الاحتجاجات في إيران

أثارت وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني خلال احتجازها لدى الشرطة بالعاصمة الإيرانية طهران موجة غضب في أنحاء البلاد وسلطت الضوء على حالة مجتمعها العرقي.


وبحسب منظمة حقوقية كردية، قُتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص في المنطقة الكردية بإيران الاثنين عندما فتحت قوات الأمن النار خلال احتجاجات على مقتل مهسا، في ثالث يوم من الاضطرابات على خلفية الحادث الذي وقع الأسبوع الماضي.


وفاقمت وفاة مهسا أميني التوتر بين النظام والأقلية الكردية التي تقول جماعات حقوقية إنها تتعرض للقمع منذ فترة طويلة على يد القيادة الإيرانية. وتنفي الجمهورية الإسلامية اضطهاد الأكراد.


أصل القصة


أوقفت شرطة الأخلاق الإيرانية في العاصمة طهران الشابة مهسا (22 عاماً) بتاريخ 13 أيلول/ سبتمبر بتهمة مخالفة قوانين اللباس في الأماكن العامة.


وتوفيت أميني يوم الجمعة الماضي في مركز التوقيف.


رواية الشرطة


وقالت الشرطة إن مهسا أميني أُصيبت بوعكة صحية بينما كانت تنتظر مع أُخريات في مركز شرطة الأخلاق التي تُلزم النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس فضفاضة في الأماكن العامة.


ويوم وفاتها، نشر التلفزيون الحكومي مقطع فيديو قصيرا من كاميرا مراقبة يظهر امرأة عُرّف عنها على أنها مهسا أميني تنهار في مركز الشرطة بعدما تحدثت معها شرطية.


وقال وزير الداخلية أحمد وحيدي إن "مهسا كان لديها على ما يبدو مشكلات صحية سابقة"، و"أجريت لها عملية جراحية في الدماغ حين كانت في الخامسة من العمر".


رواية العائلة


لكن والدها قال مرارا إن ابنته لم تكن تعاني من مشكلات صحية وإن الكدمات كانت ظاهرة على قدمها، مُحملا الشرطة مسؤولية وفاتها.


وعلق والد الفتاة أمجد أميني على ذلك قائلا إن "الفيديو مجتزأ"، ومشيراً إلى أن ابنته "نُقلت بصورة متأخرة إلى المستشفى"، وتابع: "لو كانت وصلت في وقت مبكر لما توفيت".


وأشار لموقع "امتداد" الإخباري أنها أصيبت بكدمات في ساقيها، وحمّل الشرطة مسؤولية وفاتها.

 

 

 


محاولة تهدئة الشارع


وفي محاولة لنزع فتيل الأزمة على ما يبدو، قالت وسائل إعلام إيرانية الثلاثاء إن مساعدا للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قدم العزاء لأسرة مهسا.


وقالت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء إن ممثل الزعيم الأعلى آية الله غلي خامنئي في إقليم كردستان عبد الرضا بورذهبي قام بزيارة استغرقت ساعتين لأسرة مهسا أميني الاثنين. ونسبت الوكالة إلى بورذهبي تصريحات نشرتها أيضا وكالة الأنباء الرسمية.


وقال بورذهبي لأسرة الفتاة: "ستتخذ جميع المؤسسات إجراء للحفاظ على الحقوق التي جرى انتهاكها". وأضاف أنه متأكد من أن خامنئي "أيضا متأثر ومتألم" لوفاتها.


وأوضح بورذهبي أنه قال لأسرة المرأة: "آمل أن يكون من شأن هذا التعاطف وسلامة نية أُسرتكم علاج الصدمة التي أصابت المجتمع".


وأردف: "كما وعدت أسرة الآنسة مهسا أميني سأتابع أيضا قضية وفاتها حتى النتيجة النهائية".


احتجاجات في طهران


من جهته، اتهم محسن منصوري، محافظ طهران، متظاهرين بمهاجمة الشرطة وتدمير ممتلكات عامة خلال احتجاجات على وفاة الشابة الإيرانية.


وقال في تغريدة على تويتر: "العناصر الرئيسية لتجمعات الليلة في طهران كانت مُنظمة ومُدربة ومُخططا لها بشكل كامل لإحداث اضطرابات في طهران".


وأضاف: "حرق العلم وسكب الديزل على الطرقات وإلقاء الحجارة ومهاجمة الشرطة وإضرام النار في الدراجات النارية وصناديق القمامة وإتلاف الممتلكات العامة... إلخ.. ليس من عمل الناس العاديين".


وأظهر فيديو من طهران سيارات شرطة نوافذها مهشمة بينما تطلق سيارة قريبة تابعة لقوات الأمن خراطيم مياه صوب مُحتجين.


وقال نائب قائد الشرطة في مقاطعة جيلان بشمال إيران إن الشرطة اعتقلت 22 محتجا بتهمة إتلاف ممتلكات عامة.


وفي المنطقة الكردية قالت منظمة هينكاو الحقوقية إن 13 مدينة شهدت احتجاجات أمس الاثنين وجرى اعتقال 250 شخصا.


وذكرت المنظمة أسماء ثلاثة أشخاص قالت إنهم قُتلوا خلال احتجاجات في ثلاث مدن مختلفة، بينها مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني. وقالت هينكاو إن شخصا تم تحديده سابقا بأنه قتيل اتضح أنه مُصاب فقط في الحقيقة.

 

 

 

 

 

رفض إيراني لتدخل أمريكا


من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الثلاثاء، إن بلاده فتحت تحقيقا في وفاة المواطنة مهسا أميني، عقب اعتقالها من قبل الشرطة، رافضا الدعوات الأمريكية للمساءلة.


وفي تغريدة عبر تويتر، وصف عبد اللهيان وفاة الشابة أميني بأنها "مأساوية"، قائلاً إنها "مثل بناتنا تمامًا".


وأعرب الوزير الإيراني عن استيائه الشديد من بيان أصدره البيت الأبيض "يطالب بمحاسبة المسؤولين الإيرانيين عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان".


وكتب عبد اللهيان: "بدلاً من ذرف دموع التماسيح، يجب على الولايات المتحدة إنهاء الإرهاب الاقتصادي".


ولفت وزير الخارجية الإيراني إلى أن "حقوق الإنسان لها قيمة متأصلة بالنسبة لإيران، على عكس من يتخذونها أداة ضد الخصوم".