طرحت الزيارات التي يقوم بها ساسة في ليبيا إلى دولة قطر في هذا التوقيت تكهنات عن دور قطري لحل الأزمة الليبية بالتنسيق مع دول أخرى فاعلة في الملف الليبي منها مصر وتركيا.
وقام رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة بزيارة إلى الدوحة التقى خلالها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أكد بدوره ضرورة دعم الجهود الدولية، لإجراء الانتخابات في ليبيا باعتبارها الخيار الوحيد للشعب الليبي، للوصول إلى الاستقرار ورفضه للمراحل الانتقالية.
زيارة عقيلة
ويزور رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، الدوحة حيث يلتقي فيها أمير قطر ومسؤولين آخرين من أجل بحث حلول للأزمة الراهنة وإعادة العلاقات من قبل الشرق الليبي مع قطر بعد قطيعة لسنوات، وسط أنباء عن تعيين عقيلة مبعوثا خاصا له إلى الدوحة لترتيب الزيارة وعودة العلاقات.
وتأتي هذه الزيارات وسط تقارب بين مصر وتركيا في الملف الليبي والضغط على الحلفاء من أجل وقف التصعيد والاقتتال بسبب الانقسام الحاصل على السلطة التنفيذية، وكذلك وسط مصالحة إقليمية في المنطقة وتقارب بين القاهرة والدوحة.
وأثارت هذه التطورات تساؤلات عدة حول الدور الذي يمكن أن تقوم به قطر في حلحلة أزمات ليبيا وتشكيل تكتل ثلاثي مع تركيا ومصر.
اقرأ أيضا: الدبيبة يبحث مع أمير قطر الجهود الدولية لإجراء الانتخابات
تكتل ثلاثي
ومن جهتها، توقعت عضو البرلمان الليبي، عائشة الطبقلي أن "يتم تشكيل تكتل ثلاثي بين قطر وتركيا ومصر من أجل محاولة الوصول إلى حلول للأزمة الليبية الراهنة، لكن لن ينجح هذا التكتل أو الحلول من الخارج إلا بتوافق الأطراف المحلية والجلوس معا على طاولة الحوار الليبي-الليبي".
وقالت في تصريح خاص لـ"عربي21": "عقدت في السابق عدة اجتماعات ومؤتمرات إقليمية ودولية لكنها لم تحل الأزمة بل بعضها ساهم في تعقيدها، لذا على كل الأطراف الليبية الجلوس على طاولة الحوار ووضع مصلحة الوطن والمواطن أمام أعينهم وتقديم التنازلات لحل أزماتنا التي طالت مدتها ودفع ثمنها المواطن البسيط".
دعم حكومة باشاغا
ومن جانبه، قال عضو لجنة المسار الدستوري بمجلس الدولة في ليبيا، محمد الهادي إن "الجميع يعلم العلاقة القوية بين قطر وتركيا وكذلك الاتفاق التام بينهما في كل المواقف إلا في الملف الليبي كانت هناك بعض الآراء المختلفة والتي ظهرت مؤخراً من خلال دعم قطر لحكومة باشاغا وهذا راجع للدعم الذي يتلقاه محمد صوان الشريك الأساسي لهذه الحكومة".
وأشار الهادي إلى أن "تغطية قناة الجزيرة القطرية لأحداث الاشتباكات الأخيرة داخل العاصمة والتي سبقت ساعة الصفر بيوم التي كان من المخطط لها لدخول حكومة باشاغا وغيرها من الأحداث كشفت الستار عن عدة تحالفات وعلاقات كانت غير ظاهرة مما أجبر البعض على البحث عن مخرج أو إعادة توازنات جديدة تعيد ترتيب بعض الأوراق".
وتابع خلال تصريحات خاصة لـ"عربي21": "هنا يظهر الدور القطري الذي حاول اقتراح حل ثالث يجمع بين الحكومتين بحيث يبتعد كل من الدبيبة وباشاغا وتسمى حكومة ببعض الترشيحات منهما ومشاركة الأطراف الأخرى"، بحسب معلوماته.
توازن ومصالح اقتصادية
من جانبه، أشار الصحفي، عاطف الأطرش، في تصريح خاص لـ "عربي21" إلى أن "لدولة قطر مصالح كثيرة في ليبيا ويهمها المصلحة الاقتصادية بشكل خاص، ويمكنها من خلال ارتباطاتها لعدد من التيارات والتنظيمات السياسية الليبية أن تخلق نوعا من التوازن مع الأطراف السياسية الأخرى".
وأضاف: "رأينا مؤخرا مغازلة البرلمان لقطر بإرسال أحد نوابهم كمبعوث دبلوماسي للبحث في المصالح المشتركة بين البلدين، وهذا يمكن تفهمه خصوصا مع تراخي القوى الإقليمية في دعم المعسكر الشرقي المتمثل في روسيا بعد ورطة الأخيرة في أوكرانيا".
هل يعقد "عقيلة والمشري" صفقة لحكومة ثالثة في ليبيا؟
بعد محاولاته دخول طرابلس.. تعرف على القوات الموالية لباشاغا
حفتر يهدد ساسة ليبيا.. هل يخوض حربا جديدة؟