أعلن ناشطون أمس الاثنين، أن السلطات
الإيرانية كثّفت حملتها ضد البهائيين، وأنها اعتقلت أفرادا بارزين في أكبر أقلية غير مسلمة في الجمهورية الإسلامية، ما أثار صدمة بين أتباع الديانة المحظورة في البلاد.
ونقلت تقارير إعلامية دولية عن عدد من النشطاء البهائيين في إيران تأكيدهم اعتقال العشرات من أفراد الأقلية أو استدعاءهم أو تفتيش منازلهم في حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو الماضيين.
ووفق ممثّلة مكتب "الجامعة البهائيّة العالميّة" للأمم المتحدة في جنيف ديان علائي، فإن حملة الاضطهاد بلغت ذروة جديدة أول أمس الأحد مع توقيف 13 من أتباع الديانة البهائية بشكل مفاجئ خلال مداهمات لمنازل وشركات تعود لـ52 بهائيًا في كافة أنحاء البلاد.
وأوضحت أن من بين المعتقلين شخصيات إيرانية بهائية بارزة، هم مهوش ثابت وفريبا كمال أبادي وعفيف نعيمي، الذين سبق أن أمضى كلّ منهم عشر سنوات في السجن وكانوا أعضاء في مجموعة بهائية تمّ حلّها وكانت تُعرف باسم "ياران".
وقالت علائي لوكالة فرانس برس: "هذه خطوة شائنة" مضيفةً أنه "تصعيد".
وتابعت: "لم نكن نريد أن نصدّق أن ذلك سيحدث لكن كان بإمكاننا رؤية الأمر أثناء التحضير له" مشيرةً إلى وجود "حملة تحريض على الكراهية" في وسائل الإعلام الموالية للحكومة الإيرانية.
من جانبه، قال عضو مكتب الشؤون العامة للبهائيين في الولايات المتحدة جيمس سميمي فار: "لأي سبب كان، هناك جهود حثيثة لاضطهاد مجتمعنا واختبار ما يمكن فعله ضدنا".
وسبق أن أعلنت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية في وقت سابق الاثنين، عن توقيف عدد من أتباع الديانة البهائية على خلفية شبهات بقيامهم بالتجسس.
وأفادت الوزارة في بيان عن "توقيف عدد من أتباع الخلية المركزية لحزب التجسس البهائي".
وتعود جذور هذه الديانة إلى القرن التاسع عشر في إيران وهي تدعو إلى الوحدة بين كل الشعوب والمساواة. ويؤمن أتباعها بتعاليم بهاء الله المولود في إيران عام 1817، ويعتبرونه أحد أنبياء الله وآخرهم.
ويعد أتباعها بالملايين في العالم، ويقدر عددهم في إيران بنحو 300 ألف.
وفي حين تكفل الجمهورية الإٍسلامية ذات الغالبية الشيعية للعديد من الأقليات الدينية حرية ممارسة المعتقدات، إلا أنها حظرت الديانة البهائية التي تعتبر أتباعها "مهرطقين"، وغالبا ما وجهت إليهم اتهامات بالارتباط بـ"إسرائيل"، عدوها الإقليمي اللدود.
وأوضحت وزارة الاستخبارات الإيرانية أن المتهمين الموقوفين "كانوا على صلة مباشرة بالمركز الصهيوني المسمى بـ"بيت العدل" ومقره فلسطين المحتلة"، في إشارة إلى المقر العالمي للطائفة في مدينة حيفا.
وأشارت الى أن "المركز المذكور قد نقل للشبكة المعتقلة استراتيجية إحياء تنظيم المذهب البهائي الضال في إيران تحت عنوان "خط الدعاية الهجومية" والمهمة الخاصة لجمع المعلومات المستهدفة"، وتم تكليف أفرادها "بمهمات نشر تعاليم الاستعمار المصنعة بهائيا على نطاق واسع والتغلغل في البيئات التعليمية على مختلف المستويات، وخاصة رياض الأطفال في جميع أنحاء البلاد".
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت في أواخر 2018، قرارا يدعو طهران الى وقف "المضايقة" و"الترهيب" و"التوقيف الاعتباطي" لأتباع أقليات دينية والإفراج عن بهائيين قالت إنه تم توقيفهم لانتمائهم الديني.