سياسة دولية

هل تحول قمة طهران دون تنفيذ أنقرة عمليتها بسوريا؟

تركيا تسعى لمنع وجود تنظيمات تصنفها إرهابية على حدودها- أرشيفية

يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، لمدة يومين، تلبية لدعوة نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، يتخللها لقاء بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش مسار أستانا حول الملف السوري.

وقال بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، إن أردوغان ورئيسي سيترأسان، الثلاثاء، الاجتماع السابع لمجلس التعاون التركي الإيراني رفيع المستوى.

ومن المقرر أن يشارك أردوغان مع نظيريه الإيراني والروسي، في القمة الثلاثية السابعة، ضمن مسار أستانا، والذي سيعقد في طهران، لبحث تطورات الملف السوري، ومناقشة ملفات مكافحة التنظيمات "الإرهابية" بحسب الرئاسة التركية، وخاصة المرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا، والوحدات الكردية المسلحة في سوريا وتنظيم الدولة.

يضاف إلى ذلك بحث ملف الأوضاع الإنسانية في سوريا، والعودة الطوعية للاجئين السوريين، ضمن الاجتماعات التي سيعقدها الزعماء المشاركون.

 

لقاء ببوتين

وتعد زيارة طهران، فرصة لأردوغان وبوتين للقاء للمرة الأولى منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي، ومشاركة تركيا في رعاية المفاوضات بين موسكو وكييف، والتي توقفت لاحقا مع تصاعد حدة المعارك بين الطرفين في أوكرانيا.

وقال المحلل الروسي الخبير في الشرق الأوسط فلاديمير سوتنيكوف، إن "توقيت عقد هذه القمة لم يُحدّد بالصدفة".

وأضاف أنه "بينما تنفّذ روسيا عمليتها الخاصة في أوكرانيا، تريد تركيا أيضا أن تشن عملية خاصة في سوريا"، معتبرا ذلك "المسألة الأساسية في القمة" بحسب الفرنسية.

ومنذ شهرين تلوّح تركيا بشن عملية عسكرية، للسيطرة على المناطق التي تنتشر فيها قوات ما تعرف بـ"سوريا الديمقراطية"، والتي تشكل الوحدات الكردية المسلحة عمودها الفقري، وتصنفها أنقرة تنظيمات إرهابية، وتتواجد في منبج وتل رفعت وريف حلب.

وترفض أنقرة أي تواجد للوحدات الكردية المسلحة على حدودها، ونفذت سابقا عددا من العمليات لمنع أي تمركز لها على الحدود التركية، وتشكيلها نقطة انطلاق عمليات وهجمات تستهدف العمق التركي.

وكانت موسكو أعربت عن أملها في أن تتراجع تركيا عن تنفيذ عملية عسكرية جديدة شمال سوريا، في حين حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، من أن العملية يمكن أن تؤدي إلى "زعزعة استقرار المنطقة".

 

وكان الصحفي التركي إسماعيل جوكتان، قال في حديث سابق لـ"عربي21"، إن الزيارة تأتي في سياق التطورات الأخيرة في سوريا، وعزم تركيا على شن عملية عسكرية ضد "المليشيات الكردية"، لكن موسكو وطهران تدعمان النظام السوري الذي يحاول إبرام اتفاقية مع تلك المليشيات وإرسال قواته إلى المنطقة.

وأكد أن تركيا لا تريد مواجهة النظام والمليشيات الإيرانية في سوريا، لذلك فهي تريد أن تبعد النظام من المنطقة من خلال المفاوضات مع إيران وروسيا الدولتين اللتين تمسكان بجماح النظام.

وأشار إلى أنه سيتم عقد قمة ثلاثية بمشاركة الرئيس بوتين أيضا، لذلك فإنه يمكننا أن نقول إن المادة الأولى للزيارة ستكون سوريا.

هذا بالإضافة إلى حديث صحيفة "جمهورييت" التركية أن سيؤكد موقفه بشأن العملية العسكرية في سوريا في محادثات طهران وكيف أصبحت منبج وتل رفعت إشكالية كبيرة بالنسبة لتركيا.

ووفقا لمسؤولين في أنقرة، فإن الزعيمين الروسي والإيراني ليسا في وضع يسمح لهما بمعارضة العملية العسكرية التركية، مشيرة إلى أن تركيا وضعت الرأي العام الغربي في وضع لا يسمح له بالاعتراض على العملية بعد موافقتها على انضمام السويد وفنلندا للناتو، وأن الوقت قد حان بالنسبة لروسيا وإيران.

 

محاولات لعرقلة العملية

ورأى الباحث في معهد "نيولاينز" نيكولاس هيراس أن "إيران وروسيا تريدان الحؤول دون عملية عسكرية تركية أخرى في شمال سوريا"، مشيرا الى أن "إيران تؤسس لحضور في حلب ومحيطها ما يثير قلق تركيا، وروسيا تتراجع في سوريا لصالح إيران" بحسب الفرنسية.

وتطرقت تقارير في الآونة الأخيرة الى احتمال خفض روسيا حضورها العسكري في سوريا لانشغالها في أوكرانيا، وأن يعوّض ذلك بتعزيز الوجود الإيراني.

وكان الكرملين قال إن بوتين سيلتقي مع نظيريه التركي أردوغان والإيراني رئيسي، خلال زيارة طهران الثلاثاء المقبل.

وستكون هذه ثاني زيارة خارجية لبوتين منذ بدء تدخل موسكو العسكري في أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، بعد رحلة إلى آسيا الوسطى في نهاية حزيران/ يونيو.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن زعماء الدول الثلاث الضامنة لمحادثات أستانا الرامية إلى التوصل إلى تسوية للصراع الدائر في سوريا سيعقدون اجتماعا ثلاثيا.