بعد عدم النجاح الإسرائيلي الأمريكي في تحقيق فكرة إنشاء حلف دفاع إقليمي لمواجهة إيران، فقد سعى الجانبان لإظهار ما يعتبرانه تعاونا أمنيا وعسكريا متناميا بينهما من جهة، والدول العربية الأخرى من جهة أخرى، لاسيما تلك المنخرطة في مسار التطبيع، وتلك التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال.
فقد أعلن وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس في كلمته بالمؤتمر الأمني للمعهد الأمريكي ASPEN أن "إسرائيل شاركت في عشرة تدريبات عسكرية متعددة الجنسيات مع دول المنطقة؛ لأن اتفاقيات التطبيع جعلت من الممكن توسيع العلاقات العسكرية والأمنية معها، وخلق ما نسميه البنية الإقليمية، خاصة مع انتقال إسرائيل إلى القيادة المركزية للجيش الأمريكي".
وأضاف في الكلمة التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمتها "عربي21" أنه "منذ اتفاقات التطبيع قبل عامين، شاركت إسرائيل في مئات المحادثات والاجتماعات حول القضايا الأمنية، وحرية الملاحة، والتجارة، والمجال الجوي، والفضاء الإلكتروني، وأن الولايات المتحدة تقود التنسيق بيننا وبين الدول العربية الأخرى، وتساعدنا، ويسعدني أن هناك قادة في المنطقة يتفهمون الحاجة للحفاظ على الأمن الإقليمي وحرية الملاحة والاقتصاد في البحر الأحمر والمجال الجوي وعلى الأرض وفي الفضاء الإلكتروني".
من جهته، أعلن الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط "CENTCOM" أن "التعاون بين إسرائيل والدول العربية في مجال الدفاع الصاروخي أولوية قصوى للولايات المتحدة، نافيا المزاعم بأنها تتخلى عن المنطقة، مؤكدا أن تكامل أنظمة الدفاع الجوي لإسرائيل والدول العربية مسألة حرجة، وتستغرق وقتا، لكنها في النهاية تخدم الأمن في المنطقة، خاصة في ظل تواصل الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار من قبل إيران والمنظمات المسلحة التي تدعمها".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: "قصة الغرام" بين الاحتلال والمغرب أفادت جيشنا
وأضاف في حوار مع موقع ويللا ترجمته "عربي21"، أنه "من أجل التعامل مع هذه التهديدات، تريد واشنطن تعزيز التعاون بين إسرائيل والدول العربية من خلال الجمع بين القدرات والإنذار المبكر والاستخبارات، وانضمام أكبر عدد ممكن من الدول في المنطقة، كاشفا أن اجتماعاته مع المزيد من الضباط الإسرائيليين سمحت له بفهم استراتيجيتهم من زاوية مختلفة، ووجهة نظرهم في الميدان، خاصة من يديرون الأنظمة الدفاعية، وعلاقتها بالابتكارات والتكنولوجيا".
وأكد أنه "ناقش مع نظرائه الإسرائيليين التحديات الأمنية المشتركة، لكنه ركز بشكل خاص على أنظمة الدفاع الجوي والتهديدات الصاروخية والطائرات المسيرة، بحيث ظلّ التكامل بين دول المنطقة هدفا مركزيا للقيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، بزعم أن دمج أنظمة الدفاع الجوي خطوة حاسمة ستساعدنا بحماية قواتنا وشركائنا في المنطقة، مما دفع وزير الحرب بيني غانتس لإبلاغ كوريلا ضرورة إيلاء اهتمام استراتيجي لترويج التعاون الأمني بين إسرائيل ودول الخليج".
تأتي تصريحات كوريلا خلال زيارته لدولة الاحتلال قادما من الأردن وقاعدة التنف في جنوب سوريا، حيث يتمركز جنود أمريكيون، وهذه زيارته الخامسة للمنطقة منذ أن تولى منصبه بداية هذا العام، والثانية لإسرائيل خلال شهرين، ولعلها زيارة تعويضية عن الإحباط الإسرائيلي من عدم دعوة الرئيس جو بايدن خلال زيارته الأخيرة للمنطقة للتعاون العسكري بين الولايات المتحدة والدول العربية وإسرائيل ضد إيران، فضلا عن عدم ذكره إطلاقا لكلمة إسرائيل في خطابه.
صحيح أن البيت الأبيض حاول في حينه تعويض خيبة الأمل الإسرائيلية من خلال بيانه الموجز عن لقاء بايدن مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتأكيده أن الولايات المتحدة ستسرع من التعاون بين المملكة وشركاء آخرين في المنطقة للتعامل مع تهديد الصواريخ والطائرات المسيرة، وتكامل أنظمة الدفاع الجوي وأنظمة الإنذار وتبادل المعلومات بينهم.
في الوقت ذاته، يدرك الأمريكيون، خاصة الجنرالات العسكريين منهم، أن دول المنطقة ربما بدأت ترى أولى ثمار اندماج دولة الاحتلال كجزء من القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة، رغم أنها عملية طويلة ستستغرق وقتا قبل أن تسفر عن تعاون أمني شامل بين إسرائيل والدول العربية، زاعمين أن اتفاقيات التطبيع تخدم الأمن الإقليمي، من خلال ربط الجيوش التي تواجه تهديدات ومخاوف أمنية مشتركة، بالتركيز على المجالات التي تتداخل فيها مصالحهم الأمنية.
كاتب إسرائيلي: "قصة الغرام" بين الاحتلال والمغرب أفادت جيشنا
استعراض إسرائيلي للعلاقات مع المغرب تزامنا مع زيارة كوخافي
غانتس: قفزة بمبيعات الأسلحة الإسرائيلية للعرب بعد التطبيع