نقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن محلل إسرائيلي، قوله إن المرحلة القادمة قد تشهد حربا جوية بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.
وقال المحلل الإسرائيلي تسفي يحزكيلي، إن ما حدث مؤخرا من إطلاق حزب الله طائرات مسيرة فوق حقل كاريش للغاز، يمكن أن يطلق عليه بداية الحرب الجوية بين إسرائيل وحزب الله.
وأضاف: "نحن وحسن نصرالله (أمين عام الحزب) نخوض اشتباكات في عدة ميادين، ودخلت الساحة الجوية على الخط في الأسبوع الماضي وعلى إسرائيل أن تنتبه لها، لأنها سوف تبقينا مشغولين في المستقبل القريب، وسوف تجتذب هذه الساحة الكثير من النار".
اقرأ أيضا: قيادي بحزب الله: المسيّرات أدخلت العدو بحسابات جديدة
وحذر يحزكيلي من "تحسن قدرات حزب الله الجوية، والتي عزاها إلى نجاح الإيرانيين في استنساخ قدرات الطائرات بدون طيار الأمريكية والتي اشتروها من حركة طالبان بعد انسحاب الأمريكيين".
وقال المحلل إن عدم رد "إسرائيل" على الخطوة التي قام بها الحزب ستشجعه على تكرار الموضوع مرة أخرى، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الحزب قادر على المناورة، و"يعلم أننا لن نذهب إلى الحرب بسبب الطائرات بدون طيار".
وأعلن حزب الله مطلع الشهر الجاري، أنه أطلق 3 طائرات مسيرة غير مسلحة باتجاه حقل "كاريش" للغاز جنوبي لبنان، للقيام بـ"مهام استطلاعية"، في حين زعم الاحتلال أنه اعترض الطائرات الثلاث.
ومن جانبه، ذكر الجنرال تسفيكا حاييموفيتش، القائد السابق لقوات الدفاع الجوي، وعضو "الحركة الأمنية"، ذكر في مقاله على القناة 12، ترجمته "عربي21" أن "هذا الحادث كشف عن مواصلة الحزب لبناء قوته من وقت لآخر، مما يجعل الإسرائيليين في حالة من عدم المفاجأة، على اعتبار أن قدرات الحزب في مجال التهديدات شديدة الانحدار، من الصواريخ قصيرة المدى إلى صواريخ أرض - أرض بعيدة المدى، وعدد آخر من التهديدات الدقيقة".
وأضاف أن "القدرات الجوية للحزب تضاف لمجموعة متنوعة من المركبات الجوية غير المأهولة، يضاف لذلك تشغيل المسيّرات قرب السياج، وهي ظاهرة شائعة جدًا، خاصة تهديد صواريخ كروز على الساحل، وهجومه على سفينة حربية خلال حرب لبنان الثانية 2006، حيث تشكل هذه التهديدات بشكل روتيني الأصول البرية والبحرية للاحتلال، لاسيما وأن الحزب خلال السنوات التي أعقبت تلك الحرب انخرط دائمًا في مراكمة قدراته العسكرية، وصقلها، وزيادتها".
وأكد أن "حادث المسيّرات الأخيرة يشير الى أننا أمام سباق تسلح بين جيش الاحتلال من جهة، وإيران وحزب الله وأذرعهما في الشرق الأوسط من جهة أخرى، وفي السباق الحالي يتمتع الحزب بدعم إيراني كامل مالي وتكنولوجي، مما يزيد من قدرات استعداده للتحديات القادمة، رغم ما يفرضه الاحتلال من حظر تام على تخفيف قدرات الحزب، لكن كل التهديدات الصاخبة التي يطلقها ضباط الجيش وغيرهم في الأيام الأخيرة ليست في محلها، وتحتاج لقليل من التواضع أمام الحزب".
تكشف المعطيات الإسرائيلية عن حجم التهديدات التي بات يشكلها الحزب على الاحتلال، مع تنامي قدراته على الاستعداد لتفعيل هذه التهديدات، وصلت أخيرا للمياه الاقتصادية التي تعتبر تحديًا من الدرجة الأولى، وفي مدى القدرة على حماية أصول اقتصاد الطاقة لدولة الاحتلال، من خلال محاولات إطلاق الصواريخ على منصات الغاز في البحر المتوسط، مما يزيد الافتراض بأن الاحتلال سيكون في أي وقت أمام هجوم أو أكثر على الأصول البحرية، دون إشعار مسبق.
في الوقت ذاته، فإن الوسائل الدفاعية في البحر المتوسط عن المنشآت الحيوية الإسرائيلية قد لا تصمد كثيرا أمام تهديدات الحزب، الذي يحوز القدرة على اكتشاف الأهداف الجوية التي تحلق على ارتفاع منخفض، وتحديد موقع قدرة الاعتراض، وهذا نجاح للحزب أمام الاحتلال، مما يستدعي من الأخير الاستعداد لسيناريوهات أكثر تحديًا، بناءً على القدرات التي يعترف بها من قبل الحزب، أو إيران التي يمكنها الوصول بسهولة إلى الشواطئ اللبنانية.
لا يخفي الإسرائيليون أن تهديدات الحزب باتت تتمثل في إطلاق صواريخ شاطئية، وأخرى أكثر تقدمًا على منصة "كاريش"، أو تهديد غربي قادم من سفينة معادية في وسط البحر باتجاه إحدى الحفارات مجهزة بنظام صواريخ البرق وقبة حديدية بحرية، والعديد من الأنظمة والإمكانيات الأخرى من البحر فوق منصات الحفر ومن الجو، مصممة للتعامل مع نفس التهديدات المتنوعة، كما أن التحدي الإسرائيلي يصل إلى حد دمج قدرات الحزب المتمثلة بين صورة استخبارية دقيقة ومتزامنة، واختبارهم جميعًا في الحدث العملياتي التالي.
الخلاصة الإسرائيلية أن حزب الله يوسع نطاقه، ويحظى بشرعية أكبر للعمل العسكري، مما يستدعي من الاحتلال أن يتوقع ويستعد لأحداث مماثلة أخرى، والاختبار التالي لن يكون فقط في إحباط هجمات الحزب المقبلة، لكن حماية الأصول البحرية الاستراتيجية التي قد يُقابل هجوم الحزب عليها، أو حتى محاولة الهجوم عليها، برد عسكري إسرائيلي كبير.
الاحتلال فشل في إسقاط مسيرتين لحزب الله أطلقت نحو "كاريش"
قراءة إسرائيلية لمسيّرات حزب الله نحو "كاريش".. ليست الأخيرة
"هآرتس": مواقع رصد حزب الله الجديدة تثير قلقا إسرائيليا