في غمار معركة الوجود التي يخوضها الشعب الفلسطني منذ مائة عام ويزيد، تسربت بعض المفاهيم والمصطلحات والتعابير والمفردات إلى الخطاب الغربي والعربي، وأخيرا إلى «غوغل» وكل أدوات الميديا، التي تلقفتها دون تمحيص، أو بالأحرى في نطاق تبني الرواية الصهيونية الملفقة.. الكاذبة..
وفي هذا الصدد فسنحاول أن نضيء حقيقة الغاز الفلسطيني والذي يسمى زورا وبهتانا بـ«الغاز الإسرائيلي»..!!
الزميل ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا الإخبارية، في مقال له نشرته «معا» في 21 الجاري، يذكر بأن هذا الغاز فلسطيني، وأن الرئيس الشهيد ياسر عرفات كان قد زار هذا الحقل، ودشن افتتاحه عام 1999، ووقع اتفاقية مع الشركة «بترش غاز» للتنقيب عن الغاز..
الإرهابي شارون فقد أعصابه.. وهو يتابع الحدث.. فقام بعملية سطو مسلح على الحقل.. وطرد الشركة البريطانية، وتعاقد مع شركة أمريكية، لاستخراج الغاز من بحر غزة العربي..
وهنا نتساءل.. أليس ما قام به الإرهابي شارون هو عملية لصوصية كبيرة؟؟!..
فلماذا يا سادة تغيب عنا الحقيقة.. ونسمي هذا الغاز «غاز إسرائيل».. كما وقعنا في الخطا نفسه عدة مرات ولا نزال.. فقمنا بتسمية مطار اللد المحتل بـ»مطار ابن غورون».. واسدود بـ «اشدود»، وأم الرشراش ب»إيلات».. الخ.
ليس سرا أن العدو الصهيوني عمل ويعمل على تغيير كافة الأسماء العربية، واستبدالها بأخرى عبرية، لتعزيز الرواية الصهيونية الملفقة، وهو ما يفرض علينا التصدي لما بقوم به، من خلال الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية، والتي هي الحصن القوي للرواية العربية ، الذي لا يزال عصيا على الغزاة..
الغاز فلسطيني ، والأرض فلسطينية .. وحيفا ويافا وعكا وبئر السبع .. مدن فلسطينية منذ الأزل وإلى اليوم، ولم تستطع كل الغزوات تغيير أسمائها، والتي تنبض بالحقيقة، وتؤكد أن هذه الأرض عربية .. كانت وستبقى حتى يرث الله الارض ومن عليها .. ولن تستطيع أمريكا ولا أوروبا ولا «غوغل» ولا كل قوى الشر أن تلغي الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في أرضه، ولا أن تلغي حقيقة هذه الأرض.. فقلبها عربي وسيبقى يضخ دما عربيا، خالصا، مقاوما.. حتى يتم تحريرها وطرد من دنسوها، وحاولوا تغيير أسماء مدنها وقراها وجبالها وسهولها وصحاريها وهضابها وشواطئها وهوائها..
الغاز فلسطيني.. والمياه فلسطينية.. والكهرباء فلسطينة.. والهواء فلسطيني.. ولن يغفر شعب الجبارين للصوص الصغار والكبار..
«وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» صدق الله العظيم.
(عن صحيفة الدستور الأردنية)