مقالات مختارة

دم "شيرين" لن يضيع..!!

1300x600

يوما بعد يوم ، وحدثا اثر حدث.. يثبت كيان العدو الصهيوني الغاصب ، أنه كيان عصابات.. وليس كيان دولة مدنية.. تحترم القوانين والتشريعات الدولية ، وتحترم شرعة حقوق الانسان.. وتدافع عنها.. وتلزم مواطنيها ومؤسساتها تحقيق المساواة بين كافة مكونات المجتمع.. ونبذ العنصرية.. والتمييز العنصري.. والفوقية والتمييز بين المواطنين.. فالجميع يفترض ان يكونوا متساوين امام القانون.. لا فرق بين يهودي وعربي.. ولا بين درزي ويهودي . ولا بين الاشكناز والسفارديم والفلاشا.. فالجميع امام القانون واحد..

ولكن ما يجري في هذا الكيان الغاصب وعلى ارض الواقع ، يخالف ما أشرنا اليه جملة وتفصيلا.. فهو كيان محكوم بالايدلوجيا الصهيونية.. القائمة على العنصرية، والتمييز العنصري.. والفوقية، وعدم الاعتراف بالآخر، والاصرار على نفي الشعب الفلسطيني صاحب الارض.. منذ أن خلق الله الأرض وما عليها..

ألم ينص قانون « القومية» الصهيوني، الذي أقره «الكنيست» في عهد الارهابي «نتنياهو»، على أن «ارض فلسطين من البحر الى النهر هي ارض اسرائيلية حصرا.. ولا حق للشعب الفلسطني في هذه الارض» .. وهذا يعني بصريح العبارة .. بانه لا يحق للشعب الفلسطيني ممارسة حق المصير ، ولا اقامة دولة فلسطينية ، على هذه الأرض ..!!

وجاء اغتيال الصحافية الشجاعة شيرين أبوعاقلة في جنين ، ليعري هذا الكيان ، ويؤكد ما أشرنا اليه... بانه كيان عنصري ، قائم على الكراهية... ويمارس «الابرتهايد».. كما مارستها جنوب أفريقيا في العهد البائد..

لقد أثبتت التحقيقات والأدلة القاطعة وخاصة الرصاصة التي بحوزة السلطة الفلسطينية، بأن الجيش الاسرائيلي هو من أطلق النار على «شيرين أبو عاقلة».. وأن الرصاصة التي قتلتها انطلقت من بندقية جندي صهيوني مختبئ في ناقلة جنود ، كانت متواجدة بالقرب من موقع الجريمة البشعة.. ..

العدو الصهيوني وعلى لسان كبار مسؤوليه: وزير الدفاع غينيس، ورئيس الوزراء يائير لبيد.. اعترفا بأن شيرين قتلت برصاص جندي اسرائيلي.. ولكن بطريق الخطأ كما يدعيان.. وهذه أسهل طريق للالتفاف على الجريمة..

ومن هنا رفض رئيس وزراء العدو ، إجراء تحقيق للوقوف على أبعاد الجريمة.. ورفض أيضا محاكمة الجندي الصهيوني الذي أطلق النار على شيرين عن سابق إصرار وترصد وبقصد القتل.. وقد أصبح هذا المجرم معروفا، معللا ذلك وبكل وقاحة «بأن إسرائيل لن تحاكم جنديا أطلق النار دفاعا عن نفسه وعن شعبه».. وهو تبرير وقح، واعتراف بأن هذا الكيان المسمى «إسرائيل» كيان محكوم بالعصابات، ولا يعترف بالشرائع والقوانين الدولية، وقوانين الحرب التي تحرم قتل المدنيين، وتحرم قتل الصحفيين، وتعتبر مثل هذه الجرائم.. جرائم ضد الانسانية.. وتحيل مرتكبيها إلى محكمة الجنايات الدولية..

ونتساءل؟؟

لماذا لا تقوم أمريكا ومن لف لفها، برفع الغطاء عن هذه العصابات، ما دامت تتبجح بحقوق الانسان، وتتبجح بحماية الصحفيين والمدنيين في زمن الحروب.. نجزم أنها لا ولن تفعل.. بل على العكس بادرت بتبرئة سلطات العدو من جريمة الاغتيال!!..

فتاريخ أمريكا ملظخ بالسواد، وقد ارتكبت ما هو ابشع من ذلك، وسجلها في سجن أبو غريب أبشع من ذلك بكثير.. بكثير..!!

باختصار..

دم شيرين أبو عاقلة لن يضيع.. وشعب الجبارين لن يغفر.. ولن يسامح.. أو يساوم على دمها، وعلى دم كل الشهداء.. ويعرف تماما أن القصاص من القتلة المجرمين.. الإرهابيين هو: بمواصلة المقاومة والنضال حتى تحرير فلسطين كل فلسطين، من دنس الصهاينة المجرمين.. وحينها سيطل علينا وجه شيرين، ووجوه كل الشهداء من علياء.. يعانقون القدس والقيامة. وكل فلسطين.

الخزي والعار للقتلة.

والمجد والجنة للشهداء.

 

(الدستور الأردنية)