ملفات وتقارير

خبراء: توليد إثيوبيا للكهرباء من سد النهضة مأزق جديد لمصر

خبير مائي: مصر والسودان صارا أمام الأمر الواقع- جيتي

أكد خبراء لـ"عربي21" أن توليد إثيوبيا للكهرباء من سد النهضة مؤخرا، وضع دول المصب في مأزق جديد.

وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت مؤخرا عن بدء توليد الكهرباء من خلال توربينين بسد النهضة، ما أثار جدلا واسعا. وفيما اتهمت مصر والسودان إثيوبيا بخرق إعلان المبادئ، فقد عدّت الأخيرة الخطوة بأنها إيجابية للقارة الأفريقية ودول المصب.

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي إن المياه ستتدفق إلى السودان ومصر وعلاقاتنا أخوية مع الشعبين ولن يلحق بهما أي ضرر.

"أمر واقع"


وفي سياق تعليقه، قال خبير السدود محمد حافظ، إنه بعد توليد إثيوبيا للكهرباء بسد النهضة، فإن مصر والسودان صارا أمام الأمر الواقع، وباتا في مأزق ويخضعان للإدارة الإثيوبية في إدارة السد، وليس أمامهما سوى الموافقة على ما تسمح به الدولة الإثيوبية من مياه عبرالتوربينات، وإن مساحة الخيارات تضيق عليهما أكثر.

وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "القضية هنا ليست توليد الكهرباء، ولكن كمية المياه الخارجة من التوربينات والعجز الذي سيصل إلى قرابة الـ18 مليار متر مكعب من المياه المتدفقة إلى بحيرة ناصر"، لافتا إلى أن "رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد صدق في شأن استمرار تدفق المياه، لكنه كذب في نفس الوقت لأنه لم يتحدث عن الكمية، وهو يصر على الكمية التي يريدها هو وهي 31 مليارا فقط، وهذا معناه تناقص الكمية إلى قرابة الـ18 مليارا من الكمية التي تتدفق إلى بحيرة ناصر".

 

اقرأ أيضا: إثيوبيا تبدأ بإنتاج الطاقة من سد النهضة.. ومصر غاضبة

وأضاف د.حافظ: "النقطة الأخرى هي أنه لا بد أن نتذكر أنه أثناء مفاوضات واشنطن بين الأطراف الثلاثة برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كانت مصر تحاول أن تجبر إثيوبيا على الموافقة على ضخ 44 مليار متر مكعب، ولكن إثيوبيا وافقت على31 مليار متر مكعب، بحيث تحجز لنفسها 17 مليارا ونصف المليار، والمجموع المتدفق من النيل الأزرق إلى بحيرة ناصر هو 48 مليارا ونصف المليار، وبذلك تكون مصر خسرت أكثر من 17 مليارا ونصف المليار، وحاول ترامب الوصول بالكمية إلى 37 مليارا كحل وسط، ولكن إثيوبيا أثرت على موقفها ورفضت التوقيع".

"الوقت ليس في صالح دول المصب"


من جانبه أكد خبير العلاقات الدولية د.سيد أبو الخير أن الوقت الذى يمكن لمصر والسودان ضمنه إيقاف العمل بالسد؛ سواء في استكمال الإنشاءات أو توليد الكهرباء، انتهى، فكل الاتفاقيات التي وقعا عليها تنص على منح إثيوبيا حرية كاملة فى إنشاء وتشغيل السد، وكل ما جاء عن الكهرباء باتفاق المبادئ هو أسبقية كل من مصر والسودان في شراء الكهرباء من إثيوبيا.

وأضاف خبير العلاقات الدولية في حديثه لـ"عربي21" أن توليد الكهرباء من سد النهضة "لا يمثل خرقا لاتفاق المبادئ، باعتبار أن الأطراف الثلاثة قد وقعت عليه، أما التصريحات التي تطلقها مصر والسودان فهي لذر الرماد في العيون، فكل منهما وافق مبدئيا ونهائيا على إنشاء السد، وعلى الملء الأول والثاني وعلى توليد الكهرباء من السد".

ووصف الموقف المصري والسوداني بأنه "موقف سياسي دعائي لا تأثير له ولا أثر".

"لن ينفع إثيوبيا أو يضر بدول المصب"

اما أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة عباس شراقي، فيرى أن "التشغيل المحدود لأحد التوربينين لن يضر مصر أو السودان مائياً ولن ينفع إثيوبيا مائيا أو كهربيا، ولكنه يحقق الهدف الإثيوبي، وهو الاحتفال بالتشغيل حتى لو كان لإنارة "لمبة" واحدة؛ لرفع الحالة المعنوية بعد تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية، ولتحسين صورة الحكومة الإثيوبية خاصة آبي أحمد، بعد الحرب الأهلية مع جبهة تحرير شعب تيغراي".

وأضاف في تصريحات صحفية أنه "في حال التشغيل فسوف تأتي للسودان ومصر خلال الشهور القليلة المقبلة كل مياه التخزين الثاني الذي تم الموسم الماضي، على أن تعوضه إثيوبيا في الفترة 1– 20 تموز/ يوليو المقبل للوصول بإجمالي التخزين إلى حوالي 10 مليارات متر مكعب".