سياسة دولية

واشنطن تقرر منع ملايين الدولارات عن مصر لهذا السبب

إدارة بايدن قررت منع 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر- جيتي

قررت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، منع ملايين الدولارات عن مصر، في خطوة نادرة من جانب واشنطن ضد حليف مقرب، وفقا لـ"سي أن أن".

 

ونقلت "سي أن أن" عن مصادر أمريكية مطلعة، قولها إن إدارة بايدن قررت منع 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر بسبب عدم امتثال السلطات المصرية لشروط حقوق الإنسان التي وضعتها وزارة الخارجية الأمريكية.

وتأتي هذه الخطوة النادرة ضد حليف مقرب قبل أيام فقط من الموعد النهائي في 30 كانون الثاني/يناير لإعلان وزارة الخارجية عن خطط المعونات، وهي الجزء المتبقي من شريحة مثيرة للجدل بقيمة 300 مليون دولار من المساعدات تم تقسيمها في أيلول/سبتمبر مع إعطاء ما يزيد قليلًا عن النصف إلى مصر في ذلك الوقت، والمبلغ المتبقي محتجز حتى الآن بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.

 

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، نقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤول أمريكي، قوله إن إدارة بايدن قررت أنها ستحجب بعض المساعدات العسكرية المشروطة لمصر، بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان، وأن الأموال التي سيتم تقديمها سيكون هناك قيود على استخدامها.

وتقدم الولايات المتحدة لمصر مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا. ويضع الكونغرس شروطا تتعلق باحترام حقوق الإنسان غير أنه يحق لوزير الخارجية أن يتجاوز تلك الشروط ويسمح بتمرير المساعدات إلى القاهرة وهو ما جرت عليه العادة.


وقال مصدر مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الأمريكية إن "المكان الأخير الذي يحتاج إلى 130 مليون دولار هو مصر"، مضيفًا أنه تم إبلاغ الكونغرس وهناك "إجماع كامل" داخل وزارة الخارجية على توصية بأن وزير الخارجية أنتوني بلينكن لن يسمح لمصر باستلام الأموال التي سيتم تخصيصها الآن لدول أخرى.

وأكد مصدران في الكونغرس أنه تم إطلاعهما، الأربعاء، على خطط وزارة الخارجية، كما تم إبلاغ نشطاء حقوق الإنسان الذين تحدثوا مع شبكة CNN.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحفيين، الخميس، بأن وضع الأموال لم يتغير وأن بلينكن "لم يتخذ قرارا بعد". وتحدث بلينكن مع نظيره المصري سامح شكري، الخميس، حول مجموعة من القضايا، من بينها حقوق الإنسان، لكن بيان الخارجية الأمريكية عن الاتصال لم يشر إلى أموال المساعدات.

 

اقرأ أيضا: صفقة بيع أسلحة أمريكية لمصر تثير شكوكا بنوايا بايدن الحقوقية

ولم ترد السفارة المصرية في واشنطن على الفور على طلب للتعليق، لكن المصدر المسؤول بوزارة الخارجية قال إنه تم إبلاغهم بأنهم لن يتلقوا الأموال، مضيفا: "المصريون ليسوا سعداء".

ويعد منع أموال المعونة عن مصر هو الأول من نوعه لإدارة بايدن، بعدما تعهد في حملته الانتخابية بإنهاء "الشيكات المفتوحة لديكتاتور ترامب المفضل"، في إشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وفي حين أن هذه الخطوة عقابية ورمزية على حد سواء، يجادل نشطاء حقوق الإنسان بأن هذه الملايين التي يتم حجبها تتضاءل أمام صفقة بيع أسلحة ومعدات أمريكية بقيمة 2.5 مليار دولار إلى مصر، التي أذنت بها إدارة بايدن هذا الأسبوع فقط.

وقال سيث بيندر، مدير المناصرة في منظمة "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط"، إن "هذا هو الأمر الصحيح الذي يجب فعله، لكن للأسف تأثير وفاعلية هذا القرار تضعف بالمضي قدما في صفقة بيع الأسلحة، إذ تبلغ قيمتها تقريبا أكثر من 20 ضعف المبلغ المحجوب من المعونة".

ورد المصدر المسؤول في وزارة الخارجية بأن البيع، الذي يشمل عشرات طائرات النقل الكبيرة و3 أنظمة رادار، يخدم المصلحة الأمنية الأمريكية ويتم دفع ثمنه جزئيًا من أموال المساعدات العسكرية الأمريكية التي تلقتها مصر بالفعل.

وأضاف المصدر: "نسمح لهم بشراء الأشياء التي هي في مصلحتنا"، وتابع بالقول: "إذا سمحنا لهم بشراء أشياء يعتقدون أنها في مصلحتهم ولكنها لا تفيد الولايات المتحدة، فسأفهم هذه الحجة".

المبلغ الذي لن تتلقاه مصر الآن هو 10% من حوالي 1.3 مليار دولار من المعونة العسكرية التي تمنحها الولايات المتحدة لمصر كل عام.

لم يستخدم بلينكن سلطته لتمرير شريحة الـ 300 مليون دولار، لكن الإدارة تعرضت لانتقادات شديدة من قبل النشطاء وبعض المشرعين لتجاوزها الشروط التي وضعها الكونغرس والإفراج عن أي أموال على الإطلاق. كان الرصيد المتبقي البالغ 130 مليون دولار مرهونًا بإنهاء ما يُعرف بالقضية 173، والتي شهدت مقاضاة وتحقيقات لجماعات حقوق الإنسان، فضلاً عن حظر السفر وتجميد الأصول. وسيتعين أيضًا إسقاط التهم الموجهة إلى 16 فردًا مستهدفًا لأسباب سياسية.

تم إحراز بعض التقدم، وفقًا للنشطاء، بما في ذلك الإفراج الذي يبدو أنه على صلة بـ 16 شخصًا وإلغاء بعض تحقيقات القضية 173. وهم يجادلون بأن هذا التقدم مرتبط بضغط الولايات المتحدة. لكن الاستهداف والاضطهاد مستمر، والشروط الأمريكية لم تنفذ.

 

اقرأ أيضا: إدارة بايدن تحجب جزءا من مساعدات مصر بسبب مخاوف حقوقية

وقالت أندريا براسو، المديرة التنفيذية لمبادرة الحرية: "وضعت إدارة بايدن معيارًا منخفضًا بشكل لا يصدق لمصر، أقل بكثير مما كان يقصده الكونغرس، لتلقي مساعدتها العسكرية الكاملة". وأضافت: "في الوقت نفسه، نحن نعلم الآن أن الضغط ينجح عندما يكون لخطابنا أسنان. وحقيقة أن أي تقدم تم إحرازه في إطلاق سراح السجناء هو فقط لأن الإدارة تمسكت بحزم بشروطها، وعلينا الإصرار على أن القيام بذلك هو السبيل الوحيد إلى الأمام في العلاقات مع مصر".

في عام 2017، حجبت إدارة ترامب ما يقرب من 300 مليون دولار من المساعدات المتعلقة بحقوق الإنسان، وبينما تم الإفراج عن 195 مليون دولار في نهاية المطاف، تم منع ما يقرب من 100 مليون دولار.

وفي أيلول/سبتمبر، تم تخصيص 170 مليون دولار وتسليمها إلى مصر لمكافحة الإرهاب ومراقبة الحدود.

 

استياء أممي من ملف حقوق الإنسان بمصر

 

 وفي آذار/ مارس 2021، حثت 31 دولة غربية مصر على ضمان مساحة آمنة لنشطاء المجتمع المدني، بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان، في بيان هو الأول من نوعه منذ عام 2014.


وأعرب النظام المصري عن استيائه من مجلس حقوق الإنسان؛ بسبب المواقف تجاه الانتهاكات في مصر.


وأعربت البعثة الدائمة لمصر لدى مكتب الأمم المتحدة عن" أسفها" لما وصفته بـ"التسييس الفج، والتصعيد غير المبرر"، في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.


البيان المصري، جاء ردا على بيان وقعت عليه 31 دولة من أعضاء مجلس حقوق الإنسان، بالأمم المتحدة، أدانت أوضاع حقوق الإنسان بمصر، وطالبت السلطات بوقف محاكمة المعارضين السياسيين والصحفيين والنشطاء تحت مظلة قوانين مكافحة الإرهاب، والإفراج عنهم دون قيد أو شرط.


وقال وفد مصر إن "هناك دولا ترى أن لها حق تقييم الآخرين، وتستخدم المجلس الأممي كغطاء للتعتيم على انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان"، متهما عددا منها بالعنصرية، ومصادرة ممتلكات اللاجئين، واستخدام العنف لقمع المظاهرات.


وقالت سفيرة فنلندا في جنيف، كيرستي كوبي: نحث مصر على ضمان مساحة للمجتمع المدني، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان، للعمل دون خوف من المضايقات، الاعتقال، الاحتجاز، أو أي شكل آخر من أشكال الانتقام".


ودعت مصر إلى "رفع حظر السفر وتجميد أصول المدافعين عن حقوق الإنسان ".


يشار إلى أن معظم الدول الموقعة على البيان الأممي هي أوروبية، وانضمت إليها الولايات المتحدة، وأستراليا، وكندا، ونيوزيلندا.