نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تحقيقا لمراسلتها في سوريا، بل ترو، يتمحور حول الأطفال الأجانب المقيمين في المخيمات السورية من دون أمل في العودة إلى ديارهم.
وتقول ترو إن مستقبل الأطفال المحتجزين في شمال شرقي سوريا
"قاتم"، حيث "تخلت حكوماتهم عن كثير منهم"، وذلك بعد أن قابلت
عددا منهم في مركز الحوري في تل معروف، مشيرا إلى أن هذا المركز هو "فعليا
سجن".
وتروي الكاتبة أنه "على المقاعد في الفناء الصغير للمنشأة التي يديرها
الأكراد، يتجمع 120 طفلا، من أكثر من 25 دولة مختلفة"، موضحة أن "أحد
الأشياء الوحيدة التي توحد هؤلاء الأولاد هو أنهم نشأوا لسنوات تحت حكم تنظيم الدولة
ويجدون أنفسهم الآن بعيدين عن عائلاتهم وأوطانهم".
وتابعت: "هناك عشرات الآلاف من هؤلاء الأطفال في جميع أنحاء المنطقة
احتجزوا في ظروف تقول الأمم المتحدة إنها قد تكون شبيهة بالتعذيب".
اقرأ أيضا: NYT: الغرب يرفض استعادة أطفال تنظيم الدولة ويتركهم بالمخيمات
وفيما يحمل الكثير منهم جنسية أجنبية، تؤكد ترو أن لدى هؤلاء "أمل ضئيل في العودة إلى ديارهم لأنهم موصومون بالعار بسبب ارتباطهم بالتنظيم، وقد تخلت عنهم الحكومات - بما في ذلك المملكة المتحدة - التي ترفض إعادتهم إلى أوطانهم".
ويحوي هذا المركز العديد من الأيتام بعد مقتل عائلاتهم في حرب التحالف
بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة.
وتضيف أن الفتيان "من بين أكثر من 40 ألف طفل من سوريا والعراق وعشرات
الدول الأجنبية محتجزون في مراكز شبيهة بالسجون ومعسكرات مترامية الأطراف منذ
تفكيك "الخلافة" ويعتقد أن ما يصل إلى 35 منهم بريطانيون".
ولفتت أيضا إلى التحذير الذي أطلقته المقررة الخاصة للأمم المتحدة،
فيونوالا ني أولين، بشأن المرافق التي تحتجز هؤلاء الأطفال، قائلة إن "الظروف
سيئة للغاية لدرجة أنها قد ترقى في بعض الظروف، إلى حد التعذيب حيث لا يوجد مأوى
مناسب، فضلا عن الاكتظاظ وسوء التغذية".
من جهتها، تقول مليشيا "قسد" التي تدير المراكز والمخيمات إنها
"تعاني من الإرهاق الكامل وتفتقر إلى الموارد اللازمة لرعاية هذا العدد
الكبير من الناس".
وتشير الكاتبة إلى أنه في فبراير 2021، قدرت اليونيسف أن هناك أكثر من 22
ألف طفل أجنبي من 60 جنسية على الأقل يقبعون في المعسكرات والسجون في الشمال
الشرقي من سوريا، بالإضافة إلى عدة آلاف من الأطفال السوريين.
يشار إلى أن منظمة "سايف ذي تشلدرن" ذكرت في وقت سابق أنه في معسكر مخيم الهول
بالحسكة، "توفي 62 طفلا لأسباب مختلفة في الأشهر التسعة الأولى من العام
الماضي، منهم طفلان قتلا بشكل متعمد".