ملفات وتقارير

جولة خليجية "استثنائية" لابن سلمان.. ما علاقة إيران؟

تتزامن جولة ولي العهد السعودي الخليجية، مع الاستدارة الإماراتية تجاه إيران- واس

شرع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بجولة بدأها في عمان وستشمل كلا من الإمارات والبحرين وقطر والكويت، وقد سبقتها رسائل للملك سلمان لقادة تلك الدول.

ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر دبلوماسية أن ولي العهد السعودي يستهل جولته الخليجية "وهي الأولى له بعد القمة الخليجية التي عقدت في مدينة العلا (غربي السعودية) في كانون الثاني/ يناير الماضي بزيارة سلطنة عمان، ثم البحرين وقطر والإمارات والكويت".

وذكرت هذه المصادر أن جدول أعمال الجولة يشمل "مناقشة الملف النووي والصاروخي الإيراني بكافة مكوناته وتداعياته وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".

وأشارت المصادر إلى أن جولة ولي العهد السعودي تؤكد "على مبادئ حسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار، إضافة إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216".

من جهتها وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية جولة ابن سلمان بـ"الاستثنائية"، وهي تأتي في محاولة لتعزيز موقفه مع الحلفاء المجاورين وبناء توافق في الآراء بشأن التهديد الذي تشكله إيران.

وتتزامن جولة ولي العهد السعودي الخليجية، مع الاستدارة الإماراتية تجاه إيران، حيث زار مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، طهران الاثنين، والتقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره الإيراني علي شمخاني، في زيارة اعتبرها طحنون ذاته بأنها ستكون "نقطة تحول في العلاقات بين البلدين".

ومع وصوله إلى عمان، الاثنين، لإجراء محادثات مع سلطان البلاد، اعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخين باليستيين فوق الرياض ومدينة حدودية جنوبية. وألقت وزارة الدفاع باللوم على جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران في اليمن، وقالت إن شظايا سقطت على بعض الأحياء السكنية في العاصمة دون أن تتسبب في أضرار.

 

اقرأ أيضا: ابن سلمان يصل عُمان في جولة تشمل جميع دول الخليج

وتأتي الجولة كذلك مع استئناف القوى الغربية المحادثات مع طهران أملا باستئناف الاتفاق النووي الذي وقعته واشنطن ولندن وباريس وبكين وموسكو مع طهران في عام 2015.

ورغم توقف المحادثات بعد يومين من انطلاقها، ذكرت وكالة رويترز أن المحادثات ستستأنف الخميس في فيينا.

وفي جولة المباحثات الأخيرة، أثارت القوى الغربية الشكوك في عزم طهران على إنقاذ الاتفاق المبرم عام 2015 والذي ترى دول الخليج أنه معيب لأنه لم يتناول برنامج طهران الصاروخي وشبكة الفصائل الإقليمية التي تعمل لحسابها.

وحسب "وول ستريت جورنال" فإن دول الخليج لا تسعى لمواجهة عسكرية مع طهران، لكنها تشعر بالقلق من أنه حتى لو اتفقت القوى العالمية على اتفاق، فإن دعم إيران للفصائل الإقليمية المسلحة في جميع أنحاء المنطقة ونشرها للطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية سيستمر في تعريض أمنها للخطر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي رفيع: "من بين الموضوعات التي ستتم مناقشتها كيفية معالجة التهديد الإيراني المستمر بشكل فعال".

وقال مسؤولون خليجيون إن اليمن ومواضيع أخرى، مثل الاستثمارات والأمن الغذائي والتجارة، ستناقش خلال الزيارات التي تأتي قبل قمة مجلس التعاون الخليجي، في وقت لاحق من الشهر الجاري في الرياض.

وقال الديوان الملكي السعودي إن الأمير محمد سيناقش مع قادة دول الجوار العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ولم يذكر إيران على وجه التحديد.

وأضافت "وول ستريت جورنال": "تكافح السعودية للخروج من الحرب في اليمن". وتسعى إلى ضمان الدعم من الحلفاء الخليجيين، مع اكتساب الحوثيين أرضا جديدة، بما في ذلك حول مدينة مأرب الاستراتيجية الغنية بالنفط، بالقرب من الحدود السعودية.

وبينما يُنظر للصراع في اليمن على أنه حرب بالوكالة بين المتنافستين (السعودية وإيران) فإن لطهران علاقات تجارية عميقة مع الإمارات، كما تشارك قطر أكبر حقل غاز في العالم.

أما الكويت وسلطنة عمان، وهما "الأقل قوة" في المجموعة الخليجية، بحسب "وول ستريت جورنال"، فلطالما حاولتا الابتعاد عن الصراعات، مما سمح لهما أيضا بالمساعدة في كثير من الأحيان في التوسط في النزاعات الإقليمية.

وفي نيسان/ أبريل الماضي بدأت السعودية محادثات مباشرة مع طهران، ووصفت الرياض المحادثات التي جرت في العراق بأنها استكشافية إلى حد بعيد.