قتل عشرات المدنيين، وأصيب أكثر من مئة آخرين بجروح في الساعات الـ24 الأخيرة، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء، خلال معارك بين القوات الأفغانية ومقاتلي حركة طالبان، الذين يحاولون منذ أيام السيطرة على لشكركاه، عاصمة ولاية هلمند الرئيسية في جنوب البلاد.
وهز انفجار هائل العاصمة الأفغانية
كابول مساء الثلاثاء، وتصاعد عمود كثيف من الدخان، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس،
وسمع إطلاق نار متفرق في المدينة.
وقال مسؤول أمني إن الانفجار وقع قرب
منزل وزير الدفاع بسم الله محمدي في وسط كابول، ولم تتوافر على الفور تفاصيل
إضافية.
وأوضح يونس قانوني، وهو مساعد مقرب من
وزير الدفاع لصحافيين: "الوزير كان معي في صلاة، إنه بخير".
ودعا الجيش الأفغاني، الثلاثاء، سكان
لشكركاه إلى إخلائها والخروج من منازلهم، قبل بدء عملية تستهدف إخراج مقاتلي طالبان
منها، وقال الجنرال سامي سادات في رسالة وجّهها إلى وسائل الإعلام، مخاطباً سكان
المدينة: "يُرجى المغادرة في أسرع وقت ممكن؛ حتى نتمكّن من بدء عمليتنا"
ضد طالبان.
وتشكل مدينة لشكركاه منذ أيام مسرحًا
لمعارك عنيفة بعد محاصرتها من مقاتلي طالبان، الذين سيطروا، وفق ما قال مسؤولون
أفغان الثلاثاء، على 15 قناة إذاعية وتلفزيونية محلية في المدينة.
على جانب آخر، قالت السفارتان
الأمريكية والبريطانية في كابول، الاثنين، إن مقاتلي حركة طالبان ربما ارتكبوا
جرائم حرب في جنوب أفغانستان، من خلال أعمال قتل انتقامية بحق مدنيين، وهو اتهام
ينفيه مقاتلو الحركة.
وقال سهيل شاهين، عضو فريق التفاوض
التابع لطالبان في الدوحة، إن التغريدات التي جاءت فيها هذه الاتهامات
"تقارير لا أساس لها".
ونشرت السفارة الأمريكية بيانا على
تويتر، تتهم فيه طالبان بقتل عشرات المدنيين في منطقة سبين بولداك بإقليم قندهار
الجنوبي، التي تشهد قتالا عنيفا. ونشرت أيضا السفارة البريطانية البيان في تغريدة.
وقالت السفارة الأمريكية على تويتر: "أعمال القتل تلك يمكن أن تشكل جرائم حرب، ويجب التحقيق فيها، ومحاسبة
المسؤولين عنها من مقاتلي وقادة طالبان".
وتشكل التغريدات، المصحوبة بدعوات لوقف
إطلاق النار، تصعيدا لانتقادات الولايات المتحدة العلنية للحركة مع انسحاب القوات
الأمريكية من أفغانستان، وشن طالبان هجوما على مستوى البلاد.
ووصف وزير الخارجية الأمريكية أنتوني
بلينكن، الاثنين، التقارير التي تفيد بارتكاب طالبان لأعمال وحشية بأنها
"مثيرة للقلق، وغير مقبولة على الإطلاق".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن طالبان مسؤولة عن معظم "أعمال العنف المروعة والوحشية" في
أفغانستان.
وسيطر مقاتلو طالبان الشهر الماضي على
منطقة سبين بولداك الاستراتيجية، وهي معبر تجاري مهم يقع على الحدود مع باكستان،
ودار قتال عنيف منذ ذلك الحين، بينما تحاول القوات الأفغانية استعادة المنطقة.
حركة لجوء مع انتصارات طالبان.. وأمريكا تعد بحماية "المتعاونين"
طالبان تتقدم مجددا وتحذّر تركيا.. وقوات خاصة تتجهز لقتالها
هل يمكن أن تنجح الصين بما فشل به الآخرون في أفغانستان؟