ملفات وتقارير

بماذا ستصطدم زيارة مدير المخابرات المصرية لواشنطن؟

خرجت مطالبات حقوقية بإثارة قضايا حقوق الإنسان مع عباس كامل أثناء زيارته واشنطن- جيتي

بقدر ما تحمل زيارة مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، إلى واشنطن الكثير من المطالب، على رأسها دعم موقف مصر في ملف سد النهضة الإثيوبي، بقدر ما سوف تواجه بالكثير من الأسئلة والقضايا الشائكة المتعلقة بملف حقوق الإنسان.


وكان النظام المصري يتمتع بمساحة واسعة من عدم المساءلة في ظل عهد الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، الذي كان يصف عبد الفتاح السيسي بأنه "ديكتاتوره المفضل"، إلا أن الوضع في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن اختلف بشكل عكسي.


لكن الزيارة، بحسب مراقبين، لا يمكن فصلها عن تطورات الأوضاع في فلسطين، خاصة الحرب الأخيرة التي وقعت في قطاع غزة بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، على رأسهم حركة حماس، والتي أدت إلى إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، وعززت من دور مصر كوسيط.

 

اقرأ أيضا: WP: هذا ما يجب على مدير مخابرات مصر إخبار الكونغرس به


وتريد منظمات حقوقية وأعضاء بالكونغرس الأمريكي إثارة قضايا حقوق الإنسان مع أرفع مسؤول مصري يزور واشنطن منذ تولي بايدن الحكم خلفا لترامب، إذ طالبت ثماني منظمات حقوقية دولية إدارة الرئيس الأمريكي بالتحقيق في دور محتمل لمسؤولين مصريين في عملية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في تشرين الأول/ أكتوبر 2018.


وكشف تقرير صحفي حديث نشره موقع "ياهو نيوز" الأمريكي، أن قَتلة خاشقجي تلقوا تدريبا على أيدي ضباط مخابرات مصريين، وتوقفت طائرتهم في القاهرة قبل الوصول إلى وجهتهم في تركيا، وحصلوا من مصر على مواد مخدرة وعقاقير غير مشروعة لتنفيذ العملية.


مساءلة نظام السيسي


في غضون ذلك، طالب عضوان في مجلس الشيوخ الأمريكي، يرأسان تكتلا معنيا بحقوق الإنسان في مصر، وهما دون باير وتوم مالينوفسكي، إدارة بايدن بالضغط على كامل للحصول على أجوبة عن دور مزعوم بأن مصر ساعدت الفرقة السعودية المتورطة في قتل خاشقجي.


وحث العضوان في بيان، الإدارة الأمريكية "على إبلاغ (عباس) كامل بأن الإجراءات التي تتخذها الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرته في الأشهر المقبلة ستؤثر بشكل مباشر على قرار الإدارة بشأن الإفراج عن 300 مليون دولار من المساعدات العسكرية في أيلول/ سبتمبر، والتي أوقفها الكونغرس على وجه التحديد في انتظار التحسينات في مجال حقوق الإنسان".


بالتزامن، ارتفعت دعوات حقوقية لمطالبة الإدارة الأمريكية بممارسة المزيد من الضغوط على النظام المصري لتخفيف أحكام الإعدام التي أيدتها محكمة النقض المصرية بحق 12 متهما في القضية، منهم قيادات في جماعة الإخوان المسلمين، منتصف الشهر الجاري.


وكشف موقع مدى مصر (مستقل)، نقلا عن مصدر رسمي في مفاوضات سد النهضة (لم يسمه)، أن "ملف السد الإثيوبي مثّل جزءا كبيرا من أجندة المباحثات التي أجراها رئيس المخابرات، عباس كامل، في العاصمة الأمريكية".


مفاتيح الزيارة


وفي تعليقه، قال الناشط السياسي المصري في الولايات المتحدة الأمريكية، كمال صباع، إن "زيارة رئيس المخابرات المصرية مرتبطة بأزمة سد النهضة، لكن لا يمكن فصلها عن التغييرات التي حدثت في المنطقة بعد أن حسمت حركة حماس المعركة مع الكيان الصهيوني، وفرضت اتجاهات جديدة، وجعل من دور مصر دورا محوريا كوسيط بين الطرفين، وسوف تعتمد عليها إدارة بايدن في التعامل مع المتغيرات الجديدة".


وتابع لـ"عربي21": "المقاومة تسببت في إسقاط حكومة نتنياهو بشكل مدوّ، لذا يجب الإشارة إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية تحكمها المصالح في الأساس"، مشيرا إلى أن "إثارة ملف حقوق الإنسان لن يكون من قبل حكومة بايدن؛ لأن مثل هذا الملف لا يناقش مع رئيس المخابرات".

 

اقرأ أيضا: الكونغرس قد يستجوب كامل بشأن دور مصر بمقتل خاشقجي


وفيما يتعلق بأزمة سد النهضة، "التغييرات في حركة السفراء الأخيرة، وتعيين سفير مصر لدى إثيوبيا أسامة عبدالخالق مندوبا دائما بالأمم المتحدة، هو للتجهيز لجولة جادة من الحراك داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، ولا أعتقد أن يكون هناك ضوء أخضر لأي عملية عسكرية محتملة ضد السد الإثيوبي، فمصر تريد أن تلعب واشنطن دور الوسيط".


"إثارة التراب"


من جهته، لم يستبعد المتحدث باسم الجمعية المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، سعيد عباسي، أن تثار بعض الأتربة في وجه عباس كامل، ويُحمل برسائل للسيسي، قائلا: "أهم القضايا التي يتخوف منها كامل في الكونغرس هي قضايا أحكام الإعدامات الباطلة، وحقوق الإنسان في مصر".


وأضاف لـ"عربي21": "في الكونجرس، تم تشكيل تكتل معروف باسم "الكوكاس" يهتم بحقوق الإنسان في مصر بالدرجة الأولى"، مشيرا إلى أن "زيارة كامل تتعلق بوقف الحرب على غزة، لكن تمت مناقشة ضلوع مصر في جريمة قتل خاشقجي، فكانت كالصاعقة عليه".


واستدرك عباسي: "لا أعتقد أن كامل جاء إلى واشنطن من أجل الحصول على الضوء الأخضر لمواجهة السد الإثيوبي عسكريا، ولا رغبة للجيش ولا للسيسي في عمل عسكري، ولو أراد السيسي القيام بشيء ضد السد لقام بسحب توقيعه من اتفاقية المبادئ 2015"، وفق تقديره.


وبشأن مسألة المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر، أوضح عباسي أن "تعليق جزء من المساعدات الأمريكية يقلق السيسي ونظامه"، موضحا أنه "يعاني بشكل كبير من تدهور الاقتصاد، واحتياجه لأي مساعدات حتى لو لم يستفد منها الشعب المصري، لذا سيسعى كامل للحصول على موافقة لاستئنافها".