مع إحياء الفلسطينيين للذكرى السنوية الـ73 للنكبة، تمكنوا بانتفاضة عارمة، من البحر إلى النهر، من إفشال مساعي الاحتلال للاستيلاء على منازل في حي الشيخ جراح، وتهجير أهاليها للمرة الثانية.
ويسعى الاحتلال لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية بتهجير قسري، وتسليمها لمستوطنين إسرائيليين، ما أدى إلى إطلاق شرارة انتفاضة حالية، وتمكن المقدسيون من فرض إرادتهم على الاحتلال الإسرائيلي، حيث أجبروا قضاءه على تأجيل النظر في تهجير سكان الشيخ جراح.
وفي محاولة لإنقاذ "ماء وجهه"، يواصل الاحتلال ممارساته القمعية في حي الشيخ جراح، وشمل ذلك البطش بحق المشاركين في فعاليات ذكرى النكبة، السبت، وخاصة لإنزال علم فلسطين و"بلالين" بألوان العلم.
"سنبقى في القدس.. بل وسنعود إلى حيفا"
ومع اندلاع الانتفاضة نصرة للأقصى وأحياء القدس المحتلة المهددة بالتهويد، لا يبدو المسن الفلسطيني "نبيل الكرد" متفائلا بالبقاء في المنازل المهددة في الحي فقط، بل يقول إنه متفائل أيضا بالعودة إلى مدينة حيفا.
ووفق معطيات الأمم المتحدة، يواجه 169 شخصا في حي "الشيخ جراح" بينهم 46 طفلاً، "تهديدًا فوريًا بالإخلاء من المنازل التي عاشوا فيها لأجيال".
اقرأ أيضا: ماذا يقول الأرشيف العثماني عن مزاعم المستوطنين في القدس؟ (وثائق)
وسكان هذا الحيّ، هم من 28 عائلة، مُهجّرة أصلا من منازلها التي طُردت منها، إبان أحداث النكبة عام 1948، وتسعى جمعيات استيطانية للاستيلاء على بيوتهم بوثائق يقول السكان والسلطة الفلسطينية إنها مزورة.
والأحد الماضي، تدخل المستشار القانوني لحكومة الاحتلال لتـأجيل جلسة أخيرة في المحكمة العليا كانت مقررة الاثنين، للبت في ملكية عدد من البيوت الفلسطينية، في انتصار واضح للانتفاضة، وكسر لعنجهية الاحتلال الذي يتذرع بـ"نزاهة قضائه واستقلاله".
وتنقل وكالة "الأناضول" عن الكرد قوله: "إذا استمرت الهبة الشعبية على ما هي عليه فنحن ذاهبون إلى التحرير، الوضع الذي عشناه (في حي الشيخ جراح) وجد صداه في كل مكان من فلسطين".
ويرى الكرد أن الفلسطيني اليوم "أقوى" من أي وقت مضى.
ويصف الكرد هبّة الأسابيع الأخيرة لنصرة الشيخ جراح والمسجد الأقصى، بأنها "رائعة".
الشيخ جراح يستنهض انتفاضة عارمة
وصعد الاحتلال مساعيه لسرقة حي الشيخ جراح في الآونة الأخيرة، ليبدأ أهالي الحي صمودا تمكنوا من خلاله من تحريك الشارع الفلسطيني بل والمجتمع الدولي بأسره.
وعلى مدار الأشهر الماضية، نظم أهالي الحي فعاليات أسبوعية، وصولا إلى بداية شهر رمضان المبارك الذي شهد توترا في عموم القدس المحتلة، بما في ذلك المسجد الأقصى وباب العامود.
وأخذت الأحداث منحى خطيرا مع قرب تنفيذ المستوطنين تهديدا باقتحام الأقصى، في 10 أيار/ مايو الجاري، غداة إحياء المرابطين ليلة الـ27 من رمضان.
ورغم بطش الاحتلال واقتحاماته المتكررة للأقصى، أفشل المرابطون خطة المستوطنين، فيما تحركت المقاومة في غزة للرد على انتهاكات الاحتلال، وعم الغضب أرجاء الأراضي المحتلة.
ساندرز: ينبغي أن تتوقف واشنطن عن الدفاع عن حكومة نتنياهو
من أم نبيل للحفيدة منى.. عائلة فلسطينية مناضلة بالشيخ جراح
ما حكاية الأوراق المطلوبة من الأردن لحماية منازل الشيخ جراح؟