ملفات وتقارير

إيران تطرح ورقة مساومة جديدة.. ماذا يجري في محادثات فيينا؟

قال مساعد الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إنه "لا فرصة لنا لمفاوضات استنزافية ولا رغبة لنا بها"- جيتي

انتهت جولة المحادثات الجديدة في فيينا الخميس، لإنقاذ الاتفاق الدولي حول الملف النووي الإيراني، وسط رفض من طهران للاستمرار في مفاوضات وصفتها بـ"الاستنزافية".


وقال مساعد الخارجية الإيرانية عباس عراقجي عقب محادثات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي؛ إنه "لا فرصة لنا لمفاوضات استنزافية ولا رغبة لنا بها"، مضيفا أنه "ينبغي أن نرى عمليا سرعة معقولة ومقبولة للوصول إلى اتفاق".


وبهذا الصدد، رأى تقرير نشرته شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، وترجمته "عربي21"، أن إيران طرحت ورقة مساومة جديدة بخطوتها الأخيرة المتمثلة في زيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة، مشيرا إلى أن استئناف المفاوضات في فيينا، قد يؤدي إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015.


واستدرك التقرير بقوله: "إلا أن استمرار إيران بالابتعاد عن شروط الاتفاقية بعد زيادة تخصيب اليورانيوم"، يزيد من صعوبة مسار عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، لافتا إلى أن الهجوم الذي وقع الأحد الماضي على منشأة إيران النووية "نظنز"، أدى إلى تعقيد الأمور أكثر.

 

محادثات مرهقة


وشدد على أن الزيادة الإيرانية لتخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 60% تعتبر كبيرة عن الحد الأقصى الحالي البالغ 20%، منوها إلى أن طهران قالت إن هذه الخطوة جاءت للرد على الهجوم الإسرائيلي الأخير.


وتابع: "60% من اليورانيوم المخصب لا يزال غير مناسب للاستخدام في صناعة الأسلحة النووية، التي تحتاج 90 بالمئة أو أكثر"، مؤكدا في الوقت ذاته أن وجود هذا المخزون، يمكن أن يقلل الوقت الذي تحتاج إيران لصنع قنبلة نووية، وهو ما تصر طهران بشدة على أنها لا تريد القيام به.

 

اقرأ أيضا: أجواء توتر تخيّم على جولة مفاوضات مرتقبة حول نووي إيران


وذكرت الشبكة الأمريكية أن اليورانيوم الإضافي التخصيب، سيكون أداة طبية، إلى جانب كونه مساومة جديدة في فيينا، مبينة أن وقف التخصيب بنسبة 60% أصبح الآن شيئا جديدا يمكن أن تقدمه إيران، مقابل رفع العقوبات الأمريكية.


وبحسب التقرير، فإن محادثات فيينا مرهقة، لأن إيران رفضت لقاء المفاوضين الأمريكيين وجها لوجه، ويجب نقل جميع المقترحات والاقتراحات المضادة ذهابا وإيابا من قبل الدبلوماسيين الأوروبيين.


وأشار إلى أنه ليس هناك شك في أن الولايات المتحدة وإيران تريدان صفقة؛ لأن الأخيرة تحتاج إلى رفع العقوبات الأمريكية للبدء في بيع النفط بحرية، لدعم اقتصادها المصاب بالشلل، إضافة إلى حاجة واشنطن إلى التعاون الدولي والرقابة، لضمان عدم قيام إيران سرا ببناء أسلحة نووية من شأنها زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

 

العقوبات والعقبات


وأفاد التقرير بأن الجولة الأولى من المفاوضات الأسبوع الماضي، حاولت تحديد الأمور التي سيتعين على كل من الولايات المتحدة وإيران القيام بها، للعودة إلى شروط الاتفاق النووي، المعروفة رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).


وتابع: "إذا سارت الأمور على ما يرام خلال الجولة الجديدة، ستبدأ إيران والولايات المتحدة مرة أخرى عبر وسطاء أوروبيين، في التوصل إلى مزيد من التفاصيل حول من يفعل، ماذا، ومتى، وسيقومون بمعالجة كيفية التحقق من كل خطوة.


وأوضح أنه على سبيل المثال، إذا التزمت الولايات المتحدة برفع العقوبات عن مبيعات النفط، فما مقدار النفط الذي تريد إيران تداوله قبل اقتناعها بعدم وجود عقبات؟ منوها إلى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يتعامل حاليا بحزم تجاه المفاوضات، لكنه سمح بالمضي فيها، حتى بعد هجوم "نظنز" الأخير.


لكن إذا لم تسر الأمور على ما يرام هذا الأسبوع في فيينا، فقد يقرر خامنئي إبطاء المحادثات، أو حتى إيقافها مؤقتا إلى ما بعد الانتخابات الإيرانية في حزيران/ يونيو المقبل، وفق تقدير "سي بي إس نيوز".

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع