صحافة دولية

بوليتكو: جامعة أمريكية تنفق الملايين لدعم ترامب وقضاياه

خلط فالويل بين ما هو سياسي وتعليمي - جيتي

أشار موقع مجلة "بوليتكو" الأمريكية في تقرير أعدته ماغي سيفرنز إلى أن رئيس جامعة ليبرتي جيري فالويل جونيور السابق، أنفق في سنواته الأخيرة كرئيس للجامعة الملايين على القضايا المؤيدة للرئيس دونالد ترامب منها صفحة على فيسبوك للصلاة من أجل الرئيس وصورته عليها.

 وقالت إنه وبعد صدمته للإنجيليين عام 2016 ومصادقته على ترشيح دونالد ترامب وتفضيله على غيره من الجمهوريين قام فالويل بضخ ملايين الدولارات من أموال المؤسسات الدينية غير الربحية لدعم والترويج لترامب بحيث خلط بين ما هو سياسي وتعليمي. ووصلت الجهود لإنشاء مركز بحث لم تحصل أبحاثه على مصادقة من الأكاديميين ولم تظهر عليها الجهود الأكاديمية المعروفة في الجامعات الأخرى.

واستعان المركز بحلفاء ترامب ومنهم مستشاره السابق سبستيان غوركا ومحامية الرئيس الحالية جينا إليس والتي دعمت مواقف الرئيس التي لا أساس لها بشأن التزوير في الانتخابات. وأطلق على المركز اسم فولكيرك وهو جمع بين اسم فالويل ومؤسسه المشارك تشارلي كيرك، واشترى حملات دعائية موسمية على فيسبوك بـ 50.000 دولار وتم تصميمها كدعايات سياسية لدعم ترامب والمرشحين الجمهوريين. وجاءت في صورة "صلي من أجل رئيسنا" وظهر فيها ترامب وقد ضم يديه في صلاة. وفي دعاية أخرى "كن راديكاليا من أجل الجمهورية".

ويقول الموقع إن التفاصيل التي يقدمها حول نشاطات فالويل تكشف أن الجامعة غير الربحية تخرق بموجب قانون الضريبة 51 سي (3) وضعيتها التي يمنع عليها ممارسة السياسة ويطلب منها والجامعات الأخرى الالتزام بالحيادية في الشؤون السياسية كونها مراكز تعليم عال.

وقالت ماريبث باغيت التي تخرجت من الجامعة ودرست فيها حتى 2003: "تم تحويل أجهزة الجامعة إلى المصالح والقضايا السياسية" وتضيف: "صحيح أن المدرسة هي محافظة، نعم ولكن لا أحب أن تكون مدفوعة بأجندة كما في السنوات الأربع الماضية".

واستقال فالويل من منصبه في آب/أغسطس وسط فضيحة وتقارير عن حياته الشخصية وزوجته واستخدام أموال الجامعة للتجارة المرتبطة بأصدقائه وعائلته. ويبدو أن مداولات مجلس الأمناء حول النشاطات ظلت سرية منذ رحيل فالويل ومتشككة من الإعلام الذي ينظر إليه كمعاد للإنجيليين.

 

  اقرأ أيضا: 6 قضايا قضائية تنتظر ترامب بعد رحيله من البيت الأبيض

 وبحسب ثلاثة أشخاص على اطلاع بنقاشات الأمناء فهم منقسمون حول استمرار التركيز على السياسة أو إعادة التركيز على جذور الجامعة الإنجيلية. وقال أحد الأشخاص: "مجلس الأمناء منقسم" و"هناك من يريد أن تكون الجامعة جزءا من السياسة المحافظة". وهناك من يرى ضرورة لإغلاق مركز فالكيرك لأنه لا يسهم في الحفاظ على المعايير الأكاديمية العالية "لا يمكن إطلاق اسم مركز بحث على شيء لا ينتج بحثا أكاديميا، أوراقا أو أي نوع من البحث العلمي".

ويحظى المركز بدعم قيادات بارزة في الجامعة بمن فيهم القائم بأعمالها جيري بريفو، 75 عاما. وهو قس سابق وداعم قديم للقضايا السياسية المحافظة. إلا أن عددا من أصحاب الحصص في الجامعة غضبوا ورأوا أنها تخلت عن جذورها البعيدة عن الحزبية أثناء فترة فالويل.

وتقول كارين سوالو بريور التي عملت كأستاذة لمدة 21 عاما قبل مغادرتها العام الماضي: "مركز فالكيرك يمثل لي كل شيء خطأ في ليبرتي عندما كان فالويل هناك" و"هو بشكل واضح حزبي". وقالت إنها اتصلت مع عضوين في مجلس الأمناء بشأنه بدون تلقي أي رد.

وحمل فالويل أعداءه في الجامعة وخارجها المسؤولية لأنهم استخدموا أخبارا عن علاقات زوجته الجنسية لطرده من الجامعة، ولكنه رفض التعليق وكذا كيرك، 27 عاما.

وقال المتحدث باسم ليبرتي، سكوت لامب: "في الوقت الذي يجد فيه أي مركز أكاديمي من يعارضه لكننا تلقينا مئات الرسائل الإلكترونية الداعمة منذ رحيل فالويل في أيلول/سبتمبر".

وأضاف أن تبرعات ليبرتي للمنظمات السياسية متناسق مع مهمة وتركيز جامعة ليبرتي كجامعة مسيحية إنجيلية. إلا أن مركز فالكيرك الذي أنشأه فالويل عام 2019 واستخدم مال الجامعة لدعمه كان واضحا في دعمه للجمهوريين وترامب بالذات. وروج المركز خلال الصيف لترامب باعتباره المرشح المسيحي عبر منشوراته على منصات التواصل الاجتماعي حيث لديه 165.000 معجب.

وفي منشور للمركز بعد مؤتمر الحزب الجمهوري، كتبه مستشار للحزب الجمهوري: "الدفاع عن التصويت للرئيس ترامب" وقال فيه إن ترامب وفى بوعوده للإنجيليين خلال انتخابات 2016 ولوح بفكرة أنه سيعين معارضا للإجهاض في المحكمة العليا لو انتخب مرة ثانية. وقال ريان هيلفينبين، نائب رئيس الجامعة السابق ومدير مركز فالكيرك: "الأمر لا يتعلق بالتصويت لمرشح ضد آخر ولكن بمستقبل البلاد".

 وفي الأيام التي تبعت الانتخابات قام مركز فالكيرك بنشر معلومات وأمثلة عن التزوير في الانتخابات التي لم تثبت صحتها. وخصص المركز ثلاثة من المنشورات الصوتية للموضوع بما فيها واحد ظهر فيه محامي ترامب روديو جولياني وآخر لمتعهد بريد اسمه جيسي مورغان من بنسلفانيا قال إنه شاهد عمليات تزوير انتخابي.

 في منشور صوتي ظهر فيه بروفسور في الجامعة وهو يشجع المشرعين على تجاهل النتائج وتعيين مسؤولين انتخابيين في المجمع الانتخابي أو تجاهل موعد اجتماع المجمع الانتخابي. واجتمع في الأسبوع الماضي قادة الجامعة والمركز مع قساوسة فيرجينيا لمناقشة الانتخابات التكميلية في فيرجينا العام المقبل. ومن المفترض عدم تدخل الجامعات والمؤسسات غير الربحية بالانتخابات ودعم مرشحين بأعينهم. وكشف الموقع أن ليبرتي قدمت في 2018 2.2 مليون دولار لتحالف فيث أند فريدم لأمور تتعلق بالتعليم الانتخابي.

وقدمت تبرعا صغيرا لذراع تابع لمؤسسة التراث وستزن يونايتد، وهي مؤسسة محافظة يديرها حليف ترامب ديفيد بوسي. وقدم فالويل ملايين الدولارات من صندوق الجامعة بدون إعلام مجلسها وبعضهم لم يكن مرتاحا لمصادقته على دونالد ترامب المتزوج ثلاث مرات والعامل في مجال العقارات ولا ميول دينية لديه وفضله على عدد من الجمهوريين ممن لديهم صلات إنجيلية قوية. وقال شخص له علاقة مع أعضاء مجلس الأمناء: "لم يكن يعرف المجلس أو يمرر النفقات".

 لكن المتحدث باسم الجامعة أكد أن سبعة أعضاء من المجلس التنفيذي يمكنهم التصرف بدون إعلام مجلس الأمناء، وافقوا على النفقات. وتولى جيري فالويل إدارة الجامعة عام 2007 بعد وفاة والدة جيري فالويل سينيور. وهو الذي أنشأ الجامعة عام 1971 وكان مؤسسا مشاركا "للغالبية الأخلاقية" وانخرط في السياسة المحافظة في الثمانينات من القرن الماضي قبل أن يحل هذه المجموعة بعد عدة فضائح.

 وخفض في سنواته الأخيرة من مشاركته السياسية وركز على مهمة الجامعة التي رآها منافسا للجامعة الكاثوليكية في نوتردام وجامعة "مورمون بريغام يانغ". وبعد توليه المنصب كرس فالويل جهوده على الشباب لزيادة أعداد طلابها إلى 100.000 طالب إلى جانب طلاب يدرسون عن بعد وزاد من وقفيتها إلى مليار دولار.

وفي 2015 بدأ بزيادة انخراطه في السياسة ولعب دور صانع الملوك بدعم ترامب على حساب المرشحين الآخرين. وبعد انتخاب ترامب أصبحت الجامعة مقصد المسؤولين في الإدارة والحزب الجمهوري للحديث أمام الطلاب. وأنشئ مركز فالكيرك في 2019 بعدما دعم الفكرة كيرك نفسه الذي لا يحمل شهادة جامعية مع أنه كان متحدثا في الحرم الجامعي.

والفكرة منه بناء مجموعة من المؤثرين والكتاب لدعم وجهة النظر المسيحية المحافظة. وعلى خلاف مراكز البحث الأخرى لم ينتج فالكيرك أبحاثا ولكنه ركز على منصات التواصل والمنشورات الصوتية والمناسبات الحية.