سياسة عربية

غسان سلامة متفائل بإنهاء صراع ليبيا عبر الحوار

أعلنت الأمم المتحدة مساء الجمعة، أن المندوبين في تونس وافقوا على إجراء الانتخابات الوطنية في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021- جيتي

عبر مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى ليبيا غسان سلامة، عن تفاؤله بشأن إنهاء الصراع في ليبيا، من خلال مسار الحوار المستمر بين الأطراف الليبية خلال الشهرين الماضيين.

 

جاء ذلك في حديث لسلامة مع وكالة "فرانس برس" غداة اختتام الوفدين العسكريين الليبيين مفاوضاتهما برعاية الأمم المتحدة في ليبيا لوضع بنود اتفاق وقف إطلاق النار التاريخي الذي أبرم في تشرين الأول/أكتوبر.


وفي غضون ذلك، تجري محادثات سياسية برعاية الأمم المتحدة أيضا، في تونس بهدف تعيين حكومة مؤقتة لتنظيم انتخابات وإدارة بلد يعاني من صراع وأزمة اقتصادية وجائحة كوفيد-19.

وأعلنت الأمم المتحدة مساء الجمعة، أن المندوبين في تونس وافقوا على إجراء الانتخابات الوطنية في 24 كانون الأول/ديسمبر 2021.

واستقال سلامة في آذار/مارس مبررا خطوته بأسباب صحية وإجهاد، لكنه كان مهندس جهود الأمم المتحدة الحالية للسلام في ليبيا وبقي مشاركا فيها عن كثب.

وخلال المقابلة حذر سلامة من منزله في باريس من أن "حربا مستمرة منذ عقد لا يمكن إيجاد حل لها في يوم واحد".

 

اقرأ أيضا: صحيفة: حراك تركي روسي بقضايا عدة استباقا لعهد بايدن

لكن بعد أشهر من هدوء نسبي وسلسلة من الخطوات الإيجابية، قال سلامة إن الليبيين أظهروا "اهتماما متجددا" بالحوار.

وتأتي التحركات الأخيرة بناء على مقررات مؤتمر برلين للسلام الذي تمكن سلامة من تنظيمه في كانون الثاني/يناير وجمع فيه قادة القوى الأجنبية الرئيسية في ليبيا للمرة الأولى.

وقال سلامة إن ليبيا أصبحت الآن قريبة من إجراء انتخابات آمنة بما يكفي "لتمثل بشكل مقبول إرادة الشعب".

وتابع: "أظن أنه يمكن القيام بذلك في الأشهر الستة أو السبعة المقبلة".

 

وحذّر محللون من أن اللاعبين المحليين والقوى الأجنبية قد يسعون إلى تخريب أي تسوية لا تخدم مصالحهم.


ودعم مقتل محام وناشط حقوقي بارز في مدينة بنغازي على يد مسلحين مجهولين، هذه الفرضية.

كذلك أحاط التوتر بالمحادثات العسكرية في سرت بعدما اتهمت حكومة الوفاق الوطني مجموعة مسلحة روسية برفض السماح لوفدها بالهبوط في قاعدة جوية قرب وسط المدينة، وهي خطوة قيل إنها تهدد "احتمالات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

لكن سلامة أشار إلى أن روسيا وتركيا اللتين وقعت كل منهما عقود إنشاء بنى تحتية بقيمة مليارات الدولارات مع ليبيا قبل سقوط القذافي، قد تستفيدان من السلام.

وأوضح: "الليبيون مستعدون لاحترام هذه العقود" وهم يعيدون بناء بلدهم، مضيفا: "في الحقيقة، هم في عجلة من أمرهم".

وحذّر سلامة من بعض السياسيين الذين وصفهم بأنهم "معرقلون" انتخبوا في 2012 و2014 "ولا يريدون ترك مقاعدهم".

لكنه أشار إلى أن الليبيين أمسكوا بزمام عملية التفاوض بأيديهم.

وقال: "أستطيع أن أقول لكم إن الليبيين يتخذون قراراتهم بأنفسهم كما لم يحدث من قبل، منذ العام 2011".


وفي حين لفت إلى أن مشاورات الأمم المتحدة أظهرت أن الغالبية العظمى من الليبيين يريدون انتخابات وطنية، ثمة وسائل أخرى لقياس التقدم، فتح طرق وإنتاج النفط بشكل منتظم وعودة النازحين إلى ديارهم. وتملك ليبيا أكبر احتياطي مثبت من النفط الخام في أفريقيا.

وأضاف: "سيستغرق الأمر وقتا. سيكون هناك فريق يريد بقاء الوضع على حاله وبالتالي يريد عرقلته. ومن المحتمل أن تكون ثمة دول أجنبية غير راضية أيضا".

لكنه قال إن المبادئ التي اتفق عليها خلال مؤتمر كانون الثاني/يناير في ألمانيا، بدأت تؤتي ثمارها.

وختم: "أنا سعيد جدا. الهيكلية التي أرسيت في برلين وجدت أخيرا طريقها إلى التطبيق".