استنكر بشدة والد الشهيد الطفل الفلسطيني محمد الدرة، إقدام بعض الدول العربية على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن التطبيع خيانة لفلسطين وللشهداء والأسرى، وتصريح بسفك المزيد من دماء أبناء الشعب الفلسطيني.
"نهب الدول العربية"
وفي الذكرى الـ20 للانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استشهد مطلعها الطفل محمد الدرة (12 عاما)، أعرب جمال محمد أحمد الدرة من مواليد 1964، عن استهجانه وألمه الشديد لقيام الإمارات والبحرين بالتطبيع مع الاحتلال.
وعبر كاميرا "عربي21"، تحدث الدرة بغصة عن التطبيع، وخاطب كل بلد عربي طبع أو يخطط للتطبيع مع الاحتلال بقوله: "التطبيع مع هذا الكيان هو بمثابة احتلال للأرض العربية، واحتلال لموارد تلك البلاد وخيراتها، التي سيسلبها وينهبها".
وتوجه بالسؤال للمطبعين: "أين أنتم من المبادرة العربية التي صنعتموها، وأكدتم أنه لا يمكن التطبيع مع هذا الكيان إلا بعد قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس؟".
وأضاف متسائلا في حديثه لـ"عربي21": "لماذا التوقيع على اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال في هذا التوقيت الحرج وفي هذا الشهر بالذات، في الوقت الذي تضغط أمريكا علينا من أجل التعاطي مع صفقة القرن، وفي ظل الرفض الفلسطيني الكبير لها؟".
وأوضح والد الشهيد، أن الإعلان عن التطبيع، وتوقيع الإمارات والبحرين للاتفاقيات مع الاحتلال، تزامن مع جرائم ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ومنها: مجزرة صبرا وشاتيلا، واقتحام أريئيل شارون للمسجد الأقصى، وارتكاب جيش الاحتلال لمجزرة داخله، إلى جانب استشهاد محمد الدرة، وارتكاب مجزرة "البوليس الحربي" على طريق صلاح الدين بمدينة غزة.
وأكد أن هذا التطبيع يدلل على أن "المطبعين تنازلوا عن عروبتهم، ومنحوا الاحتلال الإسرائيلي شرعية لاحتلال فلسطين، ومنحه الشرعية أيضا في قتل كل أبناء الشعب الفلسطيني"، منوها بأن الدول العربية المطبعة مع الاحتلال "تمنحه صك غفران من كل دماء الشعب الفلسطيني".
جرائم الاحتلال زادت
ونبه الدرة إلى أن "جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، زادت وتيرتها بعد توقيع اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال"، مؤكدا أن "التطبيع خيانة لفلسطين وللشعب الفلسطيني، وخيانة لدماء الشهداء وللجرحى وللأسرى في سجون الاحتلال".
وأعلنت أبوظبي وتل أبيب، بمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 13 آب/ أغسطس 2020، عن التوصل إلى "اتفاق السلام" تتويجا لعلاقات سرية امتدت لأعوام، وتبعها إعلان مملكة البحرين تطبيع علاقاتها مع الاحتلال بتاريخ 11 أيلول/ سبتمبر 2020.
وقوبل التطبيع بحالة غضب شعبي ورسمي وفصائلي فلسطيني، وقامت السلطة الفلسطينية بسحب سفيريها من الإمارات والبحرين، واعتبرت القيادة الفلسطينية اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية.
يشار إلى أن الطفل محمد الدرة، الذي استشهد يوم 30 أيلول/ سبتمبر 2000، بعد يومين من انطلاقة شرارة الانتفاضة في 28 أيلول/ سبتمبر، عقب اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أريئيل شارون المسجد الأقصى المبارك، أيقونة لـ"انتفاضة الأقصى" التي استمرت خمس سنوات تقريبا.
اقرأ أيضا: هذا ما دار بين الشهيد محمد الدرة ووالده قبيل إعدامه (شاهد)
وأظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية، في 30 أيلول/ سبتمبر 2000، مشاهد إعدام حية للطفل الدرة (11 عاما)، الذي كان يحتمي هو ووالده خلف كتلة إسمنتية، في شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة.
وبحسب أرقام فلسطينية وإسرائيلية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن استشهاد 4412 فلسطينيا و48322 جريحا، فيما قتل 1069 إسرائيليا وجرح 4500 آخرون.
وبحسب تقرير إحصائي صادر عن مركز المعلومات الوطني التابع للهيئة العامة للاستعلامات الفلسطينية، أكد أن عدد الشهداء منذ اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2005، بلغ 4242 شهيدا، وعدد الجرحى 46068 منهم 8435 جريحا تلقوا علاجا ميدانيا
وبين أن عدد الشهداء الأطفال (أقل من 18 عاما) وصل 793، ووصل عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي 732 شهيدا، فيما بلغ من الإناث 270 شهيدة.
ما السيناريوهات المتوقعة لزيارة وفود تطبيعية للأقصى؟
باحثون شرعيون: لهذا يعد قياس التطبيع على صلح الحديبية فاسدا
مفتي القدس لعربي21: محاولات العبث بالأقصى ستبوء بالفشل