يواصل الجيش الليبي استعداداته لعملية تحرير مدينة سرت الاستراتيجية، بالتزامن مع دعوات أطلقها المجلس الرئاسي لإجراء تحقيق دولي "عاجل" في الجرائم التي ارتكبتها قوات حفتر في شتى مدن البلاد.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم الجيش الليبي العقيد محمد قنونو، الأحد، إن بلاده تخوض حربا ضد مرتزقة تدعمهم دول إقليمية وعالمية "عقب فشل عمليهم الجنرال الانقلابي خليفة حفتر".
وأوضح قنونو في سلسلة تغريدات عبر حسابه بتويتر أن "داعمي الانقلابيين والمتمردين في ليبيا، بعد فشل وهزيمة ممثلهم المحلي (حفتر)، أزاحوا الأقنعة، وتقدموا ليقودوا الخراب والإفساد بأنفسهم داخل ليبيا".
وأضاف: "لم نعد في حرب ضد متمرد انقلابي محلي".
وتابع أن "اليوم في ليبيا نخوض حربا ضد مرتزقة غزاة تدعمهم دول إقليمية وعالمية، أما عميلهم بعد فشله لم يعد يملك من أمره شيئا".
وأشار إلى احتلال المرتزقة لمدينة سرت، واتخاذها منطلقا لتهديد المدن الليبية، محذرا إياهم بأن مصيرهم "القتل أو السجن أو التشرد في الصحراء".
وأضاف قنونو، في تصريحات سابقة، إن تحرير سرت والجفرة (جنوب شرق العاصمة طرابلس) من المرتزقة الروس أصبح أمرا ملحا.
اقرأ أيضا: هذا ما خلفه حفتر وراءه في المناطق التي استعادتها "الوفاق"
وأوضح أن "مرتزقة فاغنر جعلوا من قاعدة ومطار الجفرة مركزا لقيادتهم وتمددهم للسيطرة على حقول النفط بجنوب البلاد".
وأضاف: "إننا على ذلك عازمون بإذن الله إن كان سلما فبها وإن كان بقوة السلاح فنحن لها".
إلقاء القبض على مرتزقة
في سياق متصل ألقت قوة أمنية سودانية، الأحد، القبض على 122 شخصا كانوا في طريقهم إلى ليبيا للمشاركة في القتال كـ"مرتزقة".
وقال المتحدث باسم قوات "الدعم السريع" (تتبع الجيش)، العميد جمال جمعة، إن قوة أمنية مشتركة تمكنت من القبض على 122 "متفلتا"، بينهم 8 أطفال، متوجهين للعمل كمرتزقة في ليبيا، بحسب الوكالة السودانية الرسمية للأنباء.
وأوضح جمعة، في مؤتمر صحفى بمدينة الجنينة في ولاية دارفور (غرب)، أن 72 من المقبوض عليهم سيواجهون تهما بموجب قانون الطوارئ تتصل بالاعتداء على معسكر "كتروم" للنازحين في دارفور وشراء أسلحة وتجنيد أطفال والتحريض ضد الدولة وإثارة النعرات القبلية، والنهب المسلح، فيما سيتم تسليم الـ50 الآخرين إلى الشرطة لوجود حالات اشتباه ضدهم.
وتابع أن القبض عليهم جاء بعد توفر معلومات موثقة بأن عددا من أبناء السودان يتم تجنيدهم للعمل كمرتزقة في ليبيا.
وجدد جمعة نفي الخرطوم وجود قوات سودانية رسمية تقاتل في ليبيا.
دعوة "عاجلة" للجنائية الدولية
من جهته، دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، المحكمة الجنائية الدولية للتحرك العاجل وإرسال فريق للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها قوات حفتر، متعهدا باتخاذ كافة الإجراءات وتقديم المساعدة اللازمة.
ورحب السراج في بيان نشره المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب، بإعلان المحكمة إجراء تحقيقات في جرائم الحرب التي ارتكبها حفتر.
وأكد السراج في رسال للمحكمة أن "الإفلات من العقاب شجع ميلشيات حفتر على ارتكاب مزيد من الجرائم بشكل همجي لم يكن له مثيل منذ جرائم النازية والتطهير العرقي في رواندا والبوسنة والهرسك".
وأكد أن "قصف المدنيين في مرزق وغيرها والمطارات والكلية العسكرية ومراكز إيواء المهاجرين بتاجوراء وإخفاء النائب سهام سرقيوة قسرا، وغيرها، جرائم ضد الإنسانية".
اكتشاف مقبرة جديدة
انتشلت "هيئة البحث والتعرف على المفقودين" على تسع جثث من أحد المواقع بمدينة ترهونة. بحسب قناة فبراير المحلية.
ومازالت الفرق التابعة للهيئة مستمرة في عمليات البحث والتمشيط بكافة المواقع التي يشتبه في وجود مقابر جماعية بها.
وعثرت القوات الحكومية مؤخرا على 11 مقبرة جماعية في مدينة ترهونة ومحيطها، بعد تحريرها من قوات حفتر.
الوفاق: أنظمة روسية بسرت.. ومرتزقة روس يدخلون حقل الشرارة
"الفاغنر" يعودون إلى الواجهة.. ويفخخون المنازل في سرت
الجيش الليبي يواصل معركة سرت.. لماذا تأخر الحسم؟