صحافة إسرائيلية

مخاوف إسرائيلية.. المعركة ضد كورونا صعبة وتحتاج وقتا

يموت حوالي 0.1 في المئة من المصابين بالأنفلونزا- جيتي

عبر مختصون إسرائيليون عن مخاوفهم من تفشي فيروس كورونا في "إسرائيل"، مؤكدين أن السيطرة على الفيروس ستستغرق بعض الوقت، لأن المعركة ضده أصبحت أصعب بكثير.

ورجح أحد أكبر الأطباء الإسرائيليين، أن تمتد مدة الحجر الصحي على جميع القادمين من الخارج لأكثر من أسبوعين، وقال البروفيسور ألون موزس، مدير قسم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية في مركز "هداسا" الطبي، لموقع "تايمز أوف إسرائيل": "هناك احتمال كبير بأن يتجاوز ذلك".

واستبعد أن "يتراجع الفيروس بسبب ارتفاع الحرارة في الصيف كما اعتقد البعض"، بحسب الموقع الذي لفت في تقرير له إلى أن "معظم القيود المفروضة على فيروس كورونا في إسرائيل غيد محدودة الفترة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزراء وضعوا قواعد الحجر الصحي الجديدة لمدة 14 يوما".

ونوه الموقع أن نتنياهو على خلاف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن السياسة المتبعة في التعامل مع فيروس كورونا، حيث سخر ترامب في تغريدة له الاثنين من القلق بشأن تفشي كورونا، وقال: "توفي 37 ألف أمريكي العام الماضي بسبب الأنفلونزا الشائعة..، لم يغلق أي شيء، الحياة والاقتصاد مستمران، وفي هذه اللحظة، هناك 546 حالة مؤكدة من فيروس كورونا، مع 22 حالة وفاة. فكروا بهذا!".

وأكد الخبير موزس، أن "السبب وراء تطبيق إسرائيل لإجراءات لم تستخدمها حتى ضد أكثر سلالات الأنفلونزا الضارة مثل: أنفلونزا الخنازير خلال 2009، لأن الإنسانية لم تكن جاهزة لمرض "كوفيد- 19"، لافتا إلى أن "الناس يتمتعون ببعض الحصانة ضد الأنفلونزا حتى لو لم يتم تطعيمهم، لكنهم غير محصنين أبدا ضد الفيروس الجديد".

 

اقرأ أيضا: تسريح آلاف من موظفي أكبر شركة طيران بإسرائيل بسبب "كورونا"

وأضاف: "إذا أردنا الحفاظ على الأعداد الصغيرة (من الحالات)، يجب أن نكون متطرفين في إجراءاتنا، وهذا التقييد على جميع العائدين الإسرائيليين، وأي سائح يصل هو أمر مهم وأنا أؤيده"، مؤكدا أن "السيطرة على الفيروس ستستغرق بعض الوقت".

ونوه أن "أحد الاحتمالات أن هذا المرض سوف يتضاءل من تلقاء نفسه، عندما يأتي الصيف وتتغير الفصول؛ حدث هذا مع السارس عام 2003، ولكن هذا الاحتمال غير مرجح الآن، لأن هناك الكثير من المرضى حول العالم".

وشدد موزس، على ضرورة أن "تحافظ إسرائيل على قواعد عزل صارمة للأشخاص الذين قد يحملون الفيروس حتى مرور أسبوعين كاملين دون إصابة أي شخص جديد، وعندها ستنتهي الأزمة"، موضحا أن "هناك احتمالا آخر، أن لا يتم احتواء الفيروس حتى توفير لقاح له".

وأكد أن "فيروس كورونا يختلف عن مرض الأنفلونزا، وبالتالي يجب أن تكون التدابير أكثر تطرفا".

من جانبه، نبه الباحث في الجهاز المناعي تومر هيرتس، أن معدل الوفيات المرتفع لفيروس كورونا هو العامل الرئيسي الذي يميزه عن أنفلونزا الخنازير، موضحا أن "الفرق الرئيسي بين أنفلونزا الخنازير وهذا؛ هو معدل وفيات الحالات، والذي يتم حسابه بعدد الوفيات مقارنة بعدد الإصابات".

وبحسب حساباته، "يموت حوالي 0.1 في المئة من المصابين بالأنفلونزا، بما في ذلك أنفلونزا الخنازير، نتيجة للإصابة بها، لكن بالنسبة لتقديرات فيروس كورونا، فهي أعلى؛ حيث يموت 0.6 في المئة من بين المصابين ويتوقع أن تصل إلى 1 في المئة، كما أن حوالي 10 في المئة من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا يتم نقلهم إلى المستشفى، وهي نسبة عالية لمرض معد".

وبين الدكتور هيرتس، الذي يرأس علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة وعلم الوراثة بجامعة بن غوريون في النقب المحتل، أن "مقارنة فيروس كورونا بالإنفلونزا ومتلازمات الجهاز التنفسي الأخرى، يفسر الخط المتشدد الحالي للحكومة".

وحذر من أنه "في حال لم يتم السيطرة عليه، فإن فيروس كورونا يمكن أن يشل النظام الصحي في إسرائيل بطريقة لم تحدث نتيجة لأنفلونزا الخنازير أو أي أزمة صحية أخرى"، مؤكدا أن "المعركة ضد فيروس كورونا أصبحت أصعب بكثير، بعد أن أعلن يوم الأحد، العثور على الفيروس في رجل لم يكن في الخارج، ولم يكن على دراية بتواصل مع شخص مصاب آخر، وهي أول حالة من نوعها في إسرائيل منذ انتشار الفيروس".

ونبه أنه "بمجرد أن ينشر في المجتمع، من الصعب للغاية معرفة مكان الفيروس"، مضيفا: "إنها أول علامة على الانتشار في المجتمع، وهي المرحلة التالية، التي لا يوجد لدينا خلالها سجل للحجر الصحي، ولا نعرف من يتواجد وأين، وبسرعة كبيرة، قد يكون لديك العديد من الحالات غير الموثقة تتجول وتصيب الآخرين".