أثار إعلان التحالف الدولي، الذي تقوده
الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، تعليق عملياته في العراق، تساؤلات بشأن تداعيات
هذه الخطوة على عودة النشاط للتنظيم بصورة أكبر في العراق.
وبرر التحالف خطوته بوقف العمليات في العراق، بـ"عدم
التزام بغداد، بحماية القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف".
وجاء القرار في أعقاب تصويت مجلس النواب
العراقي بالأغلبية، الأحد، لصالح قرار يلزم الحكومة بالعمل على إخراج القوات
الأجنبية من البلاد.
وكشفت الحكومة
الألمانية الثلاثاء، أنها بدأت بنقل بعض العسكريين التابعين لها والمتواجدين في
العراق، إلى دول مجاورة لأسباب أمنية، وذلك بعد أيام من اغتيال أمريكا لقائد فيلق
القدس قاسم سليماني.
وفي غضون ذلك، أفادت
وكالة الأنباء الألمانية، أنه جرى نقل المقر الرئيسي للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم
الدولة جزئيا إلى الكويت.
وذكرت الحكومة
الألمانية في رسالة وجهتها إلى البرلمان، أنه "سيتم نقل حوالي 30 جنديا
ألمانيا، من أصل 120 متواجدين في العراق، إلى الأردن والكويت"، مشيرة إلى أن
القوات الألمانية تقوم بالأساس بتدريب قوات الأمن العراقية.
اقرأ أيضا: تضارب وإرباك وتعارض تصريحات لواشنطن في أقل من 24 ساعة
الدكتور أمير الساعدي الباحث
العراقي في الشؤون السياسية والاستراتيجية، رأى أن القرار لن يكون له الكثير من
التداعيات على العراق، خاصة أن قواته اكتسبت الكثير من الخبرات في مجال محاربة
التنظيم.
وقال الساعدي
لـ"عربي21" إن زمام الأمر باتت بيد الحكومة العراقية، بعد قرارها إلغاء
التعاون مع التحالف وإنهاء وجوده على أراضيه، بعد الاعتداء المباشر من واشنطن على
سيادته باغتيال شخصيتين هامتين، دون إذن من الحكومة.
وشدد على أن الخدمات
التي كان يقدمها التحالف على الأراضي العراقية، يمكن تحويل مسارها بشكل عسكي عبر
إرسال ضباط وخبرات ورتب عراقية كفؤة، لتلقي التدريبات في دول التحالف، والعودة
للعراق كمدربين، عبر اتفاق جديد.
ولفت الساعدي، إلى أن
القوات العراقية، اكتسبت خبرات كبيرة ضد تنظيم الدولة، والدول التي تنفذ مهام
مباشرة وأعمالا حربية هي 26 دولة من أصل 73 مشاركة في التحالف، مشيرا إلى أن تركيا
والأردن فتحتا أبواب التدريب للقوات العراقية، ويمكن الاستعانة بهما للتدريب على
بعض أنواع الأسلحة وخاصة طائرات أف 16 ودبابات أبرامز.
لكنه في الوقت ذاته قال
إن الحاجة الآنية للتعاون مع أمريكا، في الحرب على عناصر تنظيم الدولة وليست
الحاجة الاستراتيجية، "هي في الضربات الجوية، لأن واشنطن تمتلك مقاتلات
استراتيجية، لديها القدرة على إصابة أهداف بدقة بالغة".
وأضاف: "هناك
أيضا الجهد الاستخباري، الذي كشفت العديد من التقارير أن عناصر داعش تتسرب من
سوريا للعراق، والتي اكتفت الولايات المتحدة برصدهم، وعدم تقديم المعلومات الكافية
للقوات الأمنية العراقية من أجل توجيه ضربات وقائية قبل وصولهم للحدود".
إقرأ أيضا: آخر ما كتبه سليماني قبل اغتياله بساعات (صورة)
من جانبها قال المحلل
العسكري والعميد المتقاعد من الجيش العراقي السابق صبحي ناظم توفيق إن، خسارة
العراق للجهد الاستطلاعي والجوي للتحالف، يمكن أن يطلق يد عناصر تنظيم الدولة
مجددا.
وأوضح توفيق
لـ"عربي21" أن القوات العراقية كان من المفترض أن تكون اكتسبت خبرات منذ
2003 وحتى ما بعد 2014 بعد ضياع ثلث العراق بيد تنظيم الدولة، لكن الخطير أن هذه
القوات بدون التحالف لن يكون معها الغطاء الجوي اللازم، ولا التقنيات الاستخبارية
عبر الأقمار الصناعية.
وأشار توفيق إلى أن
عودة نشاط تنظيم الدولة من مواصلة الضغط عليه، ورقة بيد واشنطن يمكن أن تستخدم إذا
تصاعد التوتر مع بغداد، وقال: "الحكومة العراقية والبرلمان الهزيل، يطالبان
بقضايا لا تمت لمصلحة العراق ولا الدستور بصلة، وواشنطن هي التي تقرر متى وفي أي
ظرف تترك العراق".
وشدد على أن منع الرصد
وتقديم المعلومات الاستخبارية نتيجة خروج التحالف أو وقف مهامه، كفيلان بعودة نشاط
تنظيم الدولة، لأن المسألة لا تتعلق فقط بمواجهته على الأرض.
وأضاف: "القوات
الأمريكية لم تحضر إلى العراق، كيف تغادره بهذه السهولة وتتركه لإيران، عسكريا،
وحتى أكبر قوة عظمى بعد الولايات المتحدة لا يمكنها إجبارها على الانسحاب من
هناك".
وأكد في المقابل أن
مواجهة تنظيم الدولة، بالدبابات والطائرات ليسا الخيار الوحيد، في بلدين وهما
سوريا والعراق، يعدان مرتعا لنشوء مثل هذه الأفكار بسبب الدمار والخراب ووجود آلاف
الجثث تحت ركام المنازل المدمرة حتى الآن.
لهذا قد تلجأ إيران إلى إطالة ردها على اغتيال "سليماني"
الحرب ليست السبب الوحيد.. لماذا ينتقد أمريكيون قتل سليماني؟
هكذا يؤثر اغتيال سليماني على مشاريع إيران.. أين سيكون الرد؟