قضايا وآراء

قصة ولا مناظر؟

1300x600
حالة من حالات الفرح والسعادة تسيطر على المشتغلين في السينما بمصر هذه الأيام؛ وسببها نجاح وتألق مهرجان القاهرة السينمائي.

هذه الدورة بالذات، تحت إدارة محمد حفظي كرئيس للمهرجان، وأحمد شوقي كمدير تنفيذي له. إن الملاحظ على هذه الدورة: عودة روح السينما التي افتقدناها في المهرجانات في الأعوام السابقة. وبشكل لافت هذه المرة، أصبح المهرجان ملتقى السينمائيين والهواة والجمهور على حد سواء، وذلك لتركيز معظم العروض في دار الأوبرا المصرية.

المفرح أن تشهد مصر عودة طوابير عشاق الفن السابع من جديد، حيث يتزاحم أهل بلدي على مشاهدة سينما مختلفة من كل حدب وصوب. أعتقد أنه لا مبالغة في هذا الاستقراء؛ فروح الانضباط والالتزام والجدية تُسيطر على المهرجان، وكذلك إدارة الندوات بطريقة فيها امتياز عما سبق، لتُثمر بشكل أفضل مع ضيوف المهرجان وأصحاب الأفلام المتنافسة.

وكذلك هناك على ما يبدو، دقة في اختيار الأفلام وتنوع في برامج المهرجان. ومفاجأة المهرجان كانت في الحصول على موافقة "نتفليكس" على عرض فيلم "الأيرلندي"، تحفة مارتن سكورسيزي؛ الذي شارك به مع أساطين التمثيل: مثل روبرت دينيرو، وآل باتشينو، وجو بيشو، وهارلاي كارتيل، كفيلم افتتاح لمهرجان القاهرة السينمائي.

كانت هذه مفاجأة كبيرة أسعدت كل جمهور الفن السابع. وأعادت الثقة إلى جدية مهرجان القاهرة؛ كحدث كبير ومهم إقليميا وعربيا. وكانت الفرحة الكبيرة أيضا بموافقة أكاديمية العلوم السينمائية الأمريكية، الجهة المنظمة للأوسكار، على انضمام مهرجان القاهرة السينمائي لقائمة المهرجانات المعتمدة للأوسكار.

لا شك في أننا نعيش أياما تذكرنا بمجد مهرجان القاهرة السينمائي في كل من دورتيه، الأولى والثانية وما تلاهما. عندما كان رجل الشارع مهتم بالمهرجان ويتسابق على مشاهدات أفلامه. وقتها كنا نرى نوعا طريفا من الجمهور يستوقفك أمام دور العرض، ويسألك باهتمام شديد ونظرة عميقة، وصوت ينم على الجدية الشديدة في المتابعة: "يا أستاذ الفيلم ده قصة وللا مناظر ولا مؤاخذة؟".