"سراب" صفعة جديدة بعد صفعة "حد السيف" سجلت فيها كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس إنجازا أمنيا وتفوقا استخباراتيا جديدا، استطاعت تضليل وخداع أجهزة المخابرات الإسرائيلية وكشف نواياه في عملية معقدة استمرت قرابة عامين، أحبطت فيها مخططا سعى الاحتلال خلاله إلى تدمير القدرات الصاروخية لكتائب عز الدين القسام، وتحديد مواقع الراجمات لاستهدافها، وإرباك المنظومة الصاروخية والأمنية لكتائب القسام.
بالأمس القريب، وجهت كتائب القسام صفعة بعملية "حد السيف" التي شكلت ضربة لوحدة "سييريت ميتكال" الإسرائيلية جنوب قطاع غزة، واليوم تكرر ذات الضربة بصفعة "سراب" التي شكلت ضربة لجهازي الشاباك الإسرائيلي والاستخبارات العسكرية "أمان"، هذه الضربات شكلت هزة أرضية للاحتلال وقادته، وستجعله يقف عاجزا لا يستطيع أن يغطي على إخفاقه الأمني والاستخباري، أمام المعركة الصامتة بين تخوضها كتائب القسام.
استنفدت عملية "سراب" غرضها فكشف عنها، لكن تداعياتها لن تكون سهلة على القيادات الأمنية الإسرائيلية، استطاعت كتائب القسام أن توجه ضربة أمنية أربكت حسابات جيش العدو الذي كان يحلم بتدمير القوة الصاروخية للمقاومة، فيما كرست حركة حماس وعبر جهازها العسكري كتائب القسام بالكشف عن عملية "سراب" معادلة جديدة مع الاحتلال وجهازي الشاباك وأمان، هي "أن حماس اليوم أصبحت في موقع الجهوم بدلا مما كانت عليه في السابق في موقع الدفاع، وهذا بحد ذاته يعد نجاحا استخباريا جديدا للمقاومة ويدلل على قدرات أمنية مقدرة ويجب أن يشاد بها وعبقرية فذة لرجال الاستخبارات في كتائب القسام في توظيف الفرص لصالح المقاومة، رغم قلة الإمكانيات، مقارنة بما هو متاح لأجهزة الأمن والاستخبارات في دول أخرى.
المعركة الأمنية بين كتائب القسام والاحتلال لم تتوقف يوما، لكنها تدار في الخفاء، صراع العقول بين كتائب القسام والاحتلال لم ينته عند "سراب" أو "حد السيف"، وأجهزة المقاومة التي تسهر على راحة الوطن والمواطن تقف بالمرصاد لمخططات العدو الإسرائيلي الخبيثة، وتدرك جيدا أهمية العمل بصمت انطلاق من قاعدة أنها تخوض معركة على عدة جبهات بدءا من جبهة المواجهة المسلحة في أوقات التصعيد، أو معركة الوعي الأدمغة والعقول في عمليات توصف بالمعقدة جدا، لكنها تسجل نجاحات وتنتصر.
خمس وعشرون دقيقة بثتها قناة الميادين الفضائية كانت كافية لفضح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وقيادتها وإخفاقها وفشلها، بل تعدى الأمر ليصل رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية ورئيس دولة الاحتلال بحسب حديث الضابط "كمال" خلال وثائقي "سراب"، وهذا يعني أن حماس استطاعت أن توجه ضربة قاسية غير مسبوقة للاحتلال.
المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وكتائب القسام على وجه الخصوص قطعت شوطا كبيرا في صراع الأدمغة مع "إسرائيل، وعملية "سراب"، لن تكون الأخيرة في إطار معركة الأدمغة التي تخوضها وفق تصريحات قائد كبير في جهاز الاستخبارات العسكرية لكتائب القسام، الذي قال بكل وضوح إن كتائب القسام تولي اهتماما وتبذل جهدا كبيرا في معركة صراع الأدمغة مع الاحتلال، وستواصل خطتها وعملها الأمني وسيقف الاحتلال وقادته عاجزين أمام إبداعات العقول في كتائب القسام ولن يستطيع أن يحصد بعد اليوم إلا مزيدا من الخيبة والصدمة والسراب والأوهام.
لغز زيارات إسماعيل هنية المؤجلة إلى موسكو
أسئلة حول مشروع المقاومة في غزة
الوحدة الفصائلية في مرمى النيران الصهيونية