صحافة إسرائيلية

اعتراف إسرائيلي: جميع مخططاتنا فشلت أمام حماس في غزة

لاوفرت: لن ينجح أي اتفاق أو قمة أن تفرض شيئا على حماس، أو أن تجعل من اتفاق وقف إطلاق النار أمرا دائما

قال كاتب إسرائيلي "إن الوضع القائم في قطاع غزة اليوم لا يعبر عن إخفاق إسرائيلي ما، بل هو فشل قومي بامتياز، لأن الحل المطلوب لغزة يجب أن يحصل من خلال الدمج بين عدة طرق ووسائل في الوقت ذاته على المدى البعيد، ويجب إحداث تغيير جوهري لدى حماس". 


وأضاف رافي لاوفرت في مقاله على موقع نيوز ون، ترجمته "عربي21"، أن "هذا التغيير المأمول لدى حماس قد يؤدي إلى ثلاث نتائج حاسمة: أولها تمدين حماس والابتعاد عن العسكرة، وثانيها نزع سلاح غزة تدريجيا، خاصة من القذائف الصاروخية، وثالثها تنمية اقتصادية لكل القطاع، من خلال إزالة تدريجية للحصار المفروض عليها، وفتح المجال بصورة محدودة أمام العمال الفلسطينيين في إسرائيل، وترميم البنى التحتية". 

 

وأوضح أنني "أنظر بكثير من التعجب حين اقرأ للكتاب الإسرائيليين دعواتهم لإيجاد حلول سحرية للواقع الماثل في القطاع، وهي تحمل بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة المسؤولية عن عدم إيجاد هذه الحلول بعد عشر سنوات من وجوده في السلطة، بل إن الأسوأ من ذلك اتهامه بأنه لم يقم بالحد الأدنى لوقف مشكلة غزة عن التنامي والتعاظم".

 

وأكد أنه "لن ينجح أي اتفاق أو قمة أن تفرض شيئا على حماس، أو أن تجعل من اتفاق وقف إطلاق النار أمرا دائما، لأن الجماعات المسلحة التي تتبنى الإسلام السياسي مثل حماس، لا توافق على أي وقف لإطلاق النار مع العدو، وإنما التوصل إلى هدنة من أجل أن تأخذ قسطا من الراحة؛ كي تتعافى، وترمم قدراتها بعد الضربات العسكرية التي تلقتها". 

 

وأضاف أن "أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ولو جاء من خلال مؤتمر أو قمة دولية، لن تخدم المصالح الإسرائيلية، وإنما ستعود بالفائدة على حماس، وقد عشنا مثل هذه المواقف مرات عديدة أمام الحركة، ولم يتبق أمامنا وفق ما يطرحه أولئك الكتاب الإسرائيليون سوى حل وحيد لا ثاني له، ويتمثل بإعادة احتلال غزة، والسيطرة المطلقة على القطاع على المدى البعيد، أو نقل مسؤوليته للسلطة الفلسطينية".

 

وأوضح لاوفرت، وهو باحث إسرائيلي في القضايا الأمنية والعسكرية وشؤون الأمن القومي، أن "المشكلة في هذا الخيار أن السلطة حين تعود تحكم هناك في غزة، سوف تتكرر خسارتها لسيطرتها لصالح حماس من جديد، وهو ما لا نريده نحن الإسرائيليين". 

 

وأكد أن "مشكلة غزة من تسبب بها عمليا هو أريئيل شارون، حين انسحب منها، وبالتالي فإن جميع رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي مجتمعين منذ 2005 يتشاركون في المسؤولية عن استمرار مشكلة غزة، لأنهم كانوا شركاء في اتخاذ جميع القرارات الأمنية والعسكرية التي بحثت مستقبل القطاع، والعمليات العسكرية التي شهدها، والطرق المطروحة للتصدي لحماس، بعد سيطرتها على القطاع في 2007 خلال حقبة إيهود أولمرت".

 

وختم بالقول إن "الحل الحقيقي لمشكلة غزة ينبع من إيجاد جملة وسائل مختلفة في وقت واحد، من خلال تعاون بعيد المدى بين إسرائيل ومصر والولايات المتحدة، وهو ما تحاوله إسرائيل منذ زمن طويل، ما يتطلب تقوية نظام عبد الفتاح السيسي في مصر، والمحافظة عليه؛ لأن ذلك شرط أساسي لنجاح الخطة الإسرائيلية، مع وجود حكومة مستقرة في إسرائيل، ومنظومة علاقات جدية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب".