سياسة عربية

نائب أمريكي: ما حدث مع موقع "مدى مصر" لا يمكن قبوله

السلطات المصرية أطلقت سراح ثلاثة صحفيين بموقع "مدى مصر" بعد ساعات من اعتقالهم- أرشيفية

ندّد رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، آدم شيف، بما تعرض له موقع "مدى مصر" الإخباري المستقل، أمس الأحد، من اقتحام لمقره بمحافظة القاهرة، واعتقال ثلاثة صحفيين عاملين به لنحو أربع ساعات.

وقال شيف، في تغريدة له الاثنين، على موقع "تويتر": "داهمت السلطات المصرية مكاتب أحد آخر وسائل الإعلام المستقلة المتبقية في مصر، واحتجزت عدة صحفيين"، مؤكدا أن "هذا هجوم غير مقبول على الصحافة الحرة وما تبقى من الديمقراطية المصرية".

 

 

وشدّد رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، الذي يقود تحقيقا لمساءلة الرئيس دونالد ترامب برلمانيا، على أن ما حدث أمر لا يمكن قبوله.

وأطلقت السلطات المصرية سراح ثلاثة صحفيين في موقع "مدى مصر"، بعد ساعات من اعتقالهم. كما تم الإفراج عن الصحفي في الموقع ذاته، شادي زلط، الذي تم اعتقاله فجر السبت الماضي.

 

اقرأ أيضا: الأمن المصري يطلق سراح صحفيي "مدى مصر" بعد اعتقالهم لساعات

واقتحمت قوات أمنية رجّح موقع "مدى مصر" أنها تابعة لجهاز الأمن الوطني، مقر الموقع، في الساعة الواحدة والنصف، ظهر الأحد، وألقت القبض على رئيسة تحرير الموقع، لينا عطا الله، والصحفيين بالموقع: محمد حمامة، ورنا ممدوح.

وكانت قوة من 9 أفراد بزي مدني قد تحفظت على الصحفيين بداخل مقر موقع "مدى مصر"، وسرعان ما صادرت هواتف وأجهزة كمبيوتر أعضاء الفريق الموجودين، واحتجزتهم في غرفة من غرف المقر، وتم استجواب رئيسة التحرير والصحفي محمد حمامة، كل منهما بمفرده.

وجاءت مداهمة مقر موقع "مدى مصر" على خلفية نشره قبل أيام تقريرا يشير إلى إبعاد محمود، النجل الأكبر لعبدالفتاح السيسي، من منصبه بالمخابرات العامة للعمل في روسيا العام المقبل، لكن السلطات المصرية لم تعلق على ما جاء في هذا التقرير.

 

إلى ذلك، وصف الصحفي بموقع مدى مصر، حسام بهجت، ما حدث أمس مع طاقم الموقع يشبه "عملية اختطاف طائرة"، مضيفا أن "18 صحفيا كانوا في مقر شركتهم المرخصة التي تدير موقعا صحفيا قانونيا، عندما دخل عليهم عشرة رجال مسلحين يرتدون ملابس مدنية، واحتجزوهم ساعات عدة، ورفضوا الكشف عن هوياتهم أو الجهة التابعين لها، أو تقديم إذن النيابة".

وقال بهجت، في تدوينة له على صفحته بموقع الفيسبوك، إنه من حسن الحظ أن زميلة بالموقع استطاعت أن ترسل رسالة من كلمة واحدة إلى زوجها قبل أن يصادر هاتفها، ومن ثم وصل خبر احتجازهم إلى خارج الموقع.

وأضاف أنه "من حسن الحظ أيضا وجود مراسلين فرنسيين معتمدين في مصر من قناة فرنسا 24، قدِما لإجراء مقابلة تتعلق باعتقال الصحفي في الموقع شادي زلط قبل يومين، وقد تمكنا من إبلاغ سفارة بلدهما في القاهرة، ومن ثم حضر نائب السفير الفرنسي والملحق الصحفي للسفارة ومحامي الموقع، لكن قوات الأمن رفضت دخولهما".

 

وذكر بهجت أن "عناصر الأمن حققت مع الصحفيين كل على حدة، قبل أن يتم تسليم الصحفيَّين الفرنسيَّين إلى مسؤولي سفارتهما، ومن ثم اصطحاب صحفيَّين بريطانيَّين إلى منزليهما، للاطلاع على جوازي سفرهما".

وتابع: "بعد فترة انتظار في القسم الصحفيين الثلاثة، كلبشوهم في بعض بالأساور، وركبوهم سيارة ميكروباص في طريقها لنيابة أمن الدولة في التجمع. بعد وصول السيارة بهم لما بعد كورنيش المعادي السيارة فجأة لفت ورجعت بيهم تاني على القسم بعد حدوث تطور غير مفهوم. في القسم بلغوهم أنهم كانوا فعلا في الطريق للنيابة، لكن (حد محترم) تدخل وخلص الموضوع، ورجعوا لهم تليفوناتهم، وسمحوا لهم يكلموا أهلهم يبلغوهم أنه هيخرجوا فورا".