كشفت صحيفة إسرائيلية عن "زيارة تاريخية قام بها، أواخر سبتمبر،
الشيخ محمد عادل الحقاني رئيس الطائفة النقشبندية إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية،
وجاءت الزيارة بغرض تقوية العلاقات بين أفراد الطائفة، وزيادة نفوذها الروحي
والديني في المواقع المقدسة للإسلام الصوفي، وفي الناحية العملياتية يتم استغلال
الزيارة من قبل المجلس الصوفي الإسلامي الأعلى في القدس والأراضي الفلسطينية".
وأضاف
ميخال باراك في مقاله بصحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21"، أن
"الزيارة تتم على خلفية التحدي لسيادة إسرائيل في القدس، وتقوية الشرعية السياسية
والدينية للسلطة الفلسطينية على خلفية خصومتها مع حركة حماس".
وأوضح أن "الحقاني من مواليد العاصمة السورية دمشق، ويعيش في
إسطنبول، ومن أهم الشخصيات الكبيرة في الإسلام الصوفي، ومنذ 2014 يقف على رأس
الطائفة الحقانية النقشبندية التي أسسها والده في النصف الثاني من القرن العشرين
في شمال قبرص، وتعود جذورها إلى القرن الرابع عشر في مدينة بخارى بآسيا الوسطى،
وتحظى الطائفة بانتشار كبير في أنحاء العالم من الهند وحتى الولايات المتحدة، بما
فيها إسرائيل".
وأشار باراك، الباحث في المعهد الدولي لدراسات الإرهاب، إلى أننا
"أمام شبكة اجتماعية عابرة للقارات، ينتمي إليها أكثر من ستين مليونا من
الأنصار الصوفيين، وقد زار الحقاني إسرائيل مع أكثر من مئة من أنصاره، وزار عدة
مواقع دينية مهمة، بينها الحرم الإبراهيمي بالخليل، والمسجد الحنبلي بنابلس، وقبر
رابعة العدوية، والمسجد الأقصى في القدس، ومواقع إضافية في رام الله وأريحا".
وأكد باراك، المحاضر بكلية الحكم والدبلوماسية والاستراتيجية بمركز
هرتسيليا متعدد المجالات، أن "الحقاني وصل إسرائيل ضمن جولة سياحية بدأت بها،
وتشمل بريطانيا وجنوب أفريقيا، وفي نوفمبر سيزور إيران، صحيح أن الزيارة لم تشمل
مؤشرات سياسية، لكن المجلس الصوفي الإسلامي طلب أن يكون للزيارة مظاهر سياسية، حيث
وقّع الحقاني في نهاية الزيارة على اتفاق لتقوية العلاقة بين الفلسطينيين
والصوفيين حول العالم".
وكشف النقاب أن "المجلس الصوفي الأعلى أسسه ياسر عرفات في 1995،
واعتبره جسما إسلاميا لتغطية سياسته، ما قد يمنحه شرعية دينية، وينتقص من حركة
حماس، لكن مع وفاة عرفات في 2004، تراجعت قوة المجلس، وفي 2016 تم تجديد العمل في
المجلس من قبل محمود عباس على خلفية صراعه مع حماس، ورغبته باستيعاب تمدد الفكر
الإسلامي الأصولي".
وأشار إلى أن "التقدير الإسرائيلي للمجلس الصوفي لديه مصلحة بالعمل
ضد حماس، التي تعتبره طابورا خامسا، وهو يتبنى الخط السياسي لمنظمة التحرير، ما
يجعل إسرائيل تراها زيارة تاريخية مقدمة لتغطية موقف السلطة الفلسطينية، كما تحمل
الزيارة أهمية فائقة لإسرائيل في ظل عدم وجود زيارات تقوم بها جماعات إسلامية
لإسرائيل؛ خشية اعتبارها اعترافا ضمنيا بالسيادة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة،
والتطبيع معها".
وختم بالقول إن "الحركات الإسلامية تعتبر مثل هذه الزيارات
تطبيعا على نار هادئة، وبالتالي فإن زيارة الحقاني تمنح ملايين المسلمين شرعية
لزيارة إسرائيل، ما يجعل من الأخيرة لها مصلحة بتقوية علاقاتها معه".
خبراء إسرائيليون: تراجع عباس في أزمة المقاصة إنجاز إسرائيلي
وزير إسرائيلي: عباس حجر الزاوية بالهدوء الأمني الذي نعيشه
جنرال إسرائيلي: 3 تهديدات أمنية تتطلب التعجيل بتشكيل حكومة