سخط واسع أثاره رئيس الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي مجددا عقب حديثه
الأحد عن ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، وتحميلها مسؤولية أزمة سد النهضة، مع
إشارته إلى أن الجيش لم يطلب تبرعات بعد من المصريين.
وجاء تصريح السيسي خلال الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة، الأحد،
حيث قال: "لو مكنتش 2011 كان هيبقى عندنا فرصة كي يتم التوافق على بناء السد،
لكن لما البلد كشفت ضهرها وعرّت كتفها، لو مأخدتوش بالكم هيتعمل أكتر من كده، الباقي
نبقى قاعدين نحرك في بنائنا لبلدنا والتنمية، مش هنوصل لكل أهدافنا في يوم وليلة".
وأكد السيسي دخول مصر مرحلة الفقر المائي، مطالبا المصريين بالهدوء،
فقال: "تعاملوا يا مصريين مع القضايا بهدوء، القضية مبتتحلش كده، بتتحل
بالحوار والهدوء، إحنا دخلنا في مرحلة الفقر المائي، الخطة الآن لإعادة تدوير
المياه من خلال محطات معالجة، إحنا لازم نوفّر المياه".
السيسي وجه اللوم للمطالبين برحيله أيضا فقال: "الشعب المصري في قمة
هزيمته (1967) طلب من القائد (جمال عبدالناصر) استكمال المسار"، معتبرا ذلك
مؤشرا على وعي المصريين آنذاك، وواصفا المرحلة الحالية بأنها "قمة
الانتصار".
كذلك مما أثار غضب النشطاء، تصريح السيسي بأن: "الجيش لم يطلب
تبرعات من المصريين رغم حربه على الإرهاب في سيناء أكثر من 6 سنوات".
التصريحات أثارت غضبا وسخطا واسعين من السيسي لتهربه من مسؤولية
إخفاقاته وفشله وتحميله المتواصل لثورة 2011 جميع تلك الإخفاقات.
ودشن النشطاء عدة وسوم للتنديد بتصريحات السيسي عبر "تويتر"
و"فيسبوك"، أبرزها: "يا بجاحة أهلك يا سيسي".
النشطاء من إعلاميين وحقوقيين دافعوا عن ثورة 2011 أمام اتهامات السيسي
المتكررة، مؤكدين أنها لحظة الكرامة الوحيدة التي عاشتها مصر، حتى أتى السيسي وباع
الأرض وفرط في كرامتها.
النشطاء تساءلوا كيف لثورة لم تحكم أن تتسبب في إخفاقات طوال تسع سنوات؟
في حين أن الرئيس الحالي الذي لم يغب عن المشهد السياسي طوال التسع سنوات منذ أن
كان رئيسا للمخابرات يرفض أن يتحمل أي مسؤولية؟
وأعاد النشطاء تداول إحصائيات حول رواتب ضباط الجيش المصري شهريًا –
صادرة عن مركز كارنيجي للسلام عام 2016.
وجاء في تلك الإحصائيات أن راتب الملازم أول 5200 جنيه شهريا، وراتب
القيادات العليا وأعضاء المجلس العسكري بين 100 ألف و 500 ألف جنيه، وأن إجمالي
الرواتب الشهرية للضباط يقدر بنحو مليار و 513 مليون جنيها شهريا، وذلك قبل تطبيق
الزيادات المقررة للجيش من قبل السيسي منذ 2017 وحتى 2019.
وزير الدولة للشؤون القانونية الأسبق محمد محسوب قال: "لا قيمة
لاتهام يناير أنها سبب كل الكوارث، فالكل يدرك أن أحدا من أبنائها لم يوقع تنازلا
ولم يفرط، إنما العيب تسويق الكوارث بأنها قدر محتوم".
الباحث في الشأن القومي العربي محمد عصمت سيف الدولة دافع في منشور مطول
عن ثورة 2011، وقال: "مصر لم تكشف ظهرها ولا عرت كتفها فى #ثورة_يناير، بل في
ظلها نسي المصريون لأول مرة في حياتهم مشاعر الذل والخوف وخلت السجون من أي معتقل
سياسي".
مستشرق إسرائيلي: أجواء مصر اليوم تشبه أجواء ما قبل 25 يناير
ما هي دلالات ظهور سامي عنان بالمشهد المصري بهذا التوقيت؟
كيف تفاعل رواد مواقع التواصل مع رد السيسي على محمد علي؟