قضايا وآراء

عن أهمية كسر حاجز الخوف في مصر

1300x600

بعد قليل بيان للقوات المسلحة المصرية... للأسف الشديد وقع كثيرون في فخ هذا الإعلان، فانتظرت بعض الشبكات الإعلامية لتنقل هذا الإعلان وبدأت العواجل باللون الأحمر تظهر على بعض الشاشات وتسمر (الثوار) أمام جهاز التلفاز، وفِي نفسهم أن جنرالا سيظهر ليعلن اقتلاع رأس النظام على الطريقة السودانية.

وعندما تم بث البيان مع صور درامية للدبابات ومشاهد تدمير الأهداف أدرك هؤلاء أنهم في واد والجيش في واد آخر يحارب ما يقول عنه الإرهاب في سيناء. 

 

السيسي نفسه إن خرج غدا وأعلن التوبة وتحويل الدولة إلى دولة مدنية وديمقراطية فأول من سيتصدى له ويقتله هو الجيش.


بدا واضحا على المحللين الجاهزين في الأستوديوهات للتعليق على البيان حالة اليأس والإحباط، فقد جاء على غير المأمول، كانوا يأملون بانقلاب عسكري أو على أقل تقدير ما يعرف بمهلة 24 ساعة! وهم من هم على مدار ست سنوات يصفون السيسي بالمنقلب الذي استخدم الجيش في سحق الدولة المدنية التي بدأت تتشكل بعد الخامس والعشرين من كانون ثاني (يناير).

كان من المفروض لكل ذي محلل يتمتع بخبرة وحكمة وبصيرة أن يتجاهل هذا البيان ويركز على حالة كسر حاجز الخوف والرعب الذي أصاب النظام نتيجة الدعوة إلى التظاهرات، فقد تحولت مدن وميادين مصر الرئيسة إلى معسكرات بثت الرعب والخوف ومنعت جموع الناس من الخروج في مليونية الجمعة بينما تجمع بعض أنصار النظام في مدينة نصر، حيث ارتكبت أبشع مجزرة في تاريخ مصر الحديث.

 

بيان مضلل

البيان بكل بساطة كان مجرد ردّ على الاتهامات بالفساد التي وجهت لرموزه في الأيام الماضية، فحاول أن يُبين ان المؤسسة لها جيش مقاتل يخوض المخاطر وهي ليست مؤسسة لبناء القصور وإنتاج الألبان واللحوم والجمبري والاستيراد والتصدير والتهريب.

لو أن هذا البيان أذيع في غير ظروف يوم الجمعة لما انتبه له أحد، والدليل على ذلك أن العشرات من البيانات المشابهة أذيعت في السابق وكانت تحمل نفس المضمون ولم يعرها أحد أي اهتمام.

من يعتقد أن تغييرا مفاجئا سيطرأ على بنيوية وتفكير الجيش الذي شكلت عقيدته طوال عقود فهو مخطئ، هذا الجيش بكافة قطاعاته متورط حتى الثمالة في نهب مقدرات الشعب المصري وقتل أبنائه، السيسي نفسه إن خرج غدا وأعلن التوبة وتحويل الدولة إلى دولة مدنية وديمقراطية فأول من سيتصدى له ويقتله هو الجيش.

الحل أن يثق الناس في قدراتهم ويؤمنوا بصوابية مطالبهم فقد خطوا هذه الجمعة وفِي الأيام السابقة خطوات مفيده على طريق ثورة شاملة من أهمها كسر حاجز الخوف وإرباك النظام، فيجب العمل على هذا وتطوير الأدوات للوصول إلى ثوره شاملة تعيد الاعتبار لثورة يناير.