قلل سياسيون ومختصون في الشأن الإعلامي من محاولات أذرع قائد الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، تجميل صورته أمام الشعب المصري، من خلال كشف بعض عمليات الفساد المحدودة أو الفاسدين الصغار تحت مسمى محاربة الفساد.
وتلقفت وسائل إعلام محلية إحالة جهاز الكسب غير المشروع موظفين بمؤسسة الرئاسة، في قضية التجاوزات بملايين الجنيهات بمؤسسة رئاسة الجمهورية، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.
وكشف مصدر صحفي مقرب من صناعة القرار الإعلامي لـ"عربي21" أن "الوقائع حدثت منذ عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، واستمرت حتى عام 2013، وأن مضمون الخبر لا يعبر عن العنوان الذي روجت له وسائل الإعلام".
وأوضح أن "الهدف من مثل هذه الأخبار هي محاولة تجميل صورة (الرئيس) السيسي في أعقاب محاولات المقاول والفنان المصري، محمد علي، تشويه صورته أمام الرأي العام المصري".
امتصاص غضب الجماهير
وعلق السياسي المصري، الأمين العام السابق للمجلس الثوري، محمد شريف كامل، بالقول: "إن فساد السيسي ومنظومته فاق كل ما عرفته مصر من فساد؛ بهدف تدمير ثروات مصر، ولا دليل أكثر من التنازل عن الأرض والماء والغاز...".
وأضاف لـ"عربي21" أن "السيسي أكد بنفسه هذه المقولة، حين خرج على الشعب يبرر فشل تفريعة قناة السويس بأنه يعلم أنه لا حاجة لها، لكنه قصد من ذلك ما أسماه رفع الروح المعنوية للشعب، فبدد مليارات الدولارات، ثم عاد السيسي مرة ثانية ليؤكد ذلك في رده المضطرب على المقاول محمد علي بتأكيده أنه يشيد القصور من أجل مصر".
وأعرب عن اعتقاده أن تفشل محاولات السيسي تبييض وجهه، قائلا: "محاولة السيسي امتصاص غضب الجماهير بإلقاء القبض على صغار الفاسدين، كبر مركزهم الإداري في الدولة أو صغر، لن ينجح في رفع الضرر الذى أصابه وسط مؤيديه"، مشيرا إلى أن "هذا أسلوب تلجأ له الأنظمة الفاسدة بعض الوقت، لكنه لن ينجح في تهدئة جموع الشعب لكل الوقت".
واختتم حديثه بالقول: "إن ما تشهده مصر الآن هو بداية النهاية للسيسي ومنظومته، ولن تنجح محاولات التهدئة، حتى لو قام بإحالة زوجته وأبنائه للمحاكمة، فقد أصدر الشعب حكم إدانة بحقه بقضية الفساد، ليضاف لقائمة الاتهام الموجه له بالقتل والإرهاب".
للصبر حدود
واستبعد رئيس اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، مختار العشري، أن تنجح أذرع السيسي في محو صورة الفساد في ذهن المصريين، قائلا: "لا أعتقد أن محاولة الخائن قائد الانقلاب العسكري البحث عن كبش فداء يفدي به نفسه، وينقذ به كرسي الرئاسة، الذي يرى أنه يهتز بالتضحية ببعض موظفي ما يسمى الرئاسة سوف يقنع الشعب المصري بعد أن سمع بأذنيه اعترافه بما اتهمه به مقاول الجيش والممثل محمد علي".
وأضاف لـ "عربي21": أن "الشعب المصري صبور جدا، لدرجة يظن فيها البعض أن لا أمل فيه أن يغضب لكرامته أو حريته أو قوته، لكن الحقيقة أن هذا الحلم وهذا الصبر له ما وراءه؛ لأنه إذا ما خرج لا يعود إلا وقد انتصر لنفسه، وأخذ حقه ممن أهانه أو أفقره وجوعه".
وحول دلالة مثل تلك الأخبار، أكد أن "السيسي بات في موقف المدافع، بعد أن فضحه محمد علي ومن يقف خلفه، وبعد أن نفض الشعب غبار الخوف وخرج مرة أخرى في الشوارع غير عابئ بما قد يلاقي من قتل أو اعتقال، وربما تضحي به أذرعه قبل أن يقطعها".
قطط فداء
شكك الإعلامي المصري، حسام الشوربجي، أن "يركن الشارع إلى مثل هذه الأخبار التي فحواها أن هؤلاء الأشخاص الذين كانوا موظفين في مؤسسة الرئاسة منذ عهد (المخلوع) مبارك، ولا علاقة لهم بالسيسي، أدينوا في قضايا فساد بمؤسسة مثل مؤسسة الرئاسة، وأنه لا أحد فوق المحاسبة".
وأكد لـ"عربي21": السيسي يحتاج في هذا الوقت إلى أن يضحي بأي شيء ممن ليس لهم نفوذ، لكنه على أرض الواقع لم يلق أي قبول لدى الشارع المصري، ولفت انتباهنا إلى أن هناك ردة فعل تكشف أن نظامه يريد تجميل صورته".
وأشار إلى أنه "حتى الآن لم نلمس أي محاولة ناجحة لتبييض وجهه بعد أن أساء لنفسه ولمصر في تصريحاته الأخيرة بمؤتمر الشباب، ولو كان صمت لكان أفضل له"، مؤكدا أن "هذا النوع من الأخبار لن يفيد، فالشارع المصري لا يستجيب لهذه الدعوات، ووصل لمرحلة متقدمة من الوعي وقراءة المشهد السياسي بشكل جيد، ولن يسمح بتكرار مشهد السيسي الذي يحاول تجميل نفسه".
اتفاق مصري إسباني على "التعاون الأمني".. ومحمد علي يحذر
السيسي يقر بفشله بملف سد النهضة ويستنجد بالأمم المتحدة
سناتور أمريكي يعلق على تظاهرات مصر ضد السيسي