التايمز: لهذه الأسباب أرسلت إسرائيل طائرات مسيرة إلى بيروت

نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا لمراسلها ريتشارد سبنسر، تقول فيه إن الهجوم الإسرائيلي بالطائرات المسيرة استهدف مصنعا للصواريخ الإيرانية في بيروت.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "التايمز" علمت أن الهجوم استهدف صناديق تحتوي على معدات لمزج وقود عالي الجودة لاستخدامه في الصواريخ الدقيقة، لافتا إلى أن الهجوم الانتحاري بطائرة مسيرة قد يؤدي إلى تصعيد النزاع بين إسرائيل وإيران وجماعاتها في الشرق الأوسط، في وقت أصدر فيه حزب الله تهديداته بالرد. 

وينقل سبنسر عن زعيم حزب الله حسن نصر الله، قوله إن الطائرتين المسيرتين استهدفتا جنوب بيروت، حيث انفجرت إحداهما متسببة بأضرار طفيفة لمركز إعلامي تابع للحزب، أما الطائرة الثانية "فقد أسقطها شباب كانوا يرمون حجارة"، لكنها كانت محملة بالمتفجرات. 

وتورد الصحيفة نقلا عن مصادر أمنية غربية، قولها إن المخازن القريبة من البناية كانت تحتوي على خلاط يستخدم لمزج الوقود الصلب الضروري للصواريخ الدقيقة، مشيرة إلى أن الصور التي التقطها سكان في بيروت ليلة الهجوم، ونشرت على الإنترنت، أظهرت وجود صندوقين اشتعلت النار في واحد منهما. 

ويلفت التقرير إلى أنه يعتقد أن الصندوق كان يحتوي على معدات الخلاط، فيما كان الصندوق الثاني، الذي تضرر ولم يدمر، يحتوي على الخلاط ذاته.

ويفيد الكاتب بأن حزب الله اعترف بحيازة أكثر من 100 ألف صاروخ، إلا أن عددا قليلا منها من الصواريخ الدقيقة التي تمثل تهديدا حقيقيا على إسرائيل، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني حاول بناء قواعد في سوريا لإنتاج صواريخ من هذا النوع، ومساعدة حزب الله، إلا أن جهوده أحبطتها الغارات الإسرائيلية المتكررة. 

وتنقل الصحيفة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قوله إن حزب الله يطور صواريخه بنفسه في موقع في جنوب بيروت، مشيرة إلى أن نتنياهو أعلن المسؤولية عن غارة إسرائيلية على بلدة قرب دمشق، التي حدثت قبل فترة من هجوم الضاحية في بيروت.

وينوه التقرير إلى أنه تم استهداف عناصر من حزب الله والحرس الثوري قالت إسرائيل إنهم كانوا يخططون لتوجيه طائرات مسيرة قاتلة إلى أهداف إسرائيلية، مشيرا إلى أن عددا من الأشخاص قتلوا، وقال نتنياهو إن اثنين منهما من حزب الله.

ويذكر سبنسر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يعلن المسؤولية عن هجوم الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، إلا أن تقارير محلية وخارجية قالت إنه استهدف مركزا إعلاميا، لافتا إلى أن الطائرة الانتحارية الثانية أسقطها شباب، ووجد أنها تحتوي 121 رطلا من المتفجرات. 

وتقول الصحيفة إن "الهجوم بدا محيرا للطرفين، خاصة أن اتفاقا قائما منذ عام 2006 ويقضي بوقف الاعتداءات المباشرة بين الطرفين، ولهذا يعد تصعيدا مهما في حملة إسرائيل ضد حزب الله وجماعات إيران الأخرى، ومن هنا فإن ضرب مركز إعلامي لا يعد المكان الجيد للتصعيد". 

وبحسب التقرير، فإن المكان احتوى على خلاط لمزج الطاقة الصلبة الضرورية للصواريخ الدقيقة، ويعتقد أنه صناعة إيرانية، مشيرا إلى أن إسرائيل تتعامل مع تهديدات حسن نصر الله بجدية. 

ويورد الكاتب نقلا عن نصر الله، قوله في تجمع من أنصاره إن وقت ضرب إسرائيل هجمات دون ترك تداعيات قد انتهى، ودعا سكان المدن الحدودية في إسرائيل للاستعداد لهجمات مقاتليه، مشيرا إلى أن نتنياهو رد يوم الثلاثاء قائلا: "سمعت ما قاله نصر الله واقترح عليه الهدوء، وهو يعرف جيدا أن إسرائيل تعرف الدفاع عن نفسها، وترد الصاع لأعدائها". 

وتفيد الصحيفة بأن مخاوف الحرب بقيت تتردد في لبنان خلال السنوات الماضية، في وقت ظلت فيه إسرائيل تهاجم قدرات حزب الله في سوريا، إلا أن المخاوف خفتت بعدما أعرب الطرفان عن عدم رغبتهما في الحرب. 

ويشير التقرير إلى أن حزب الله عزز من قوته منذ حرب عام 2006، بالإضافة إلى أن لديه كتلة في البرلمان، لافتا إلى أن الحرب لن تهدد البنى التحتية والاقتصاد المتداعي، بل التوازن الطائفي الهش. 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن صحيفة "ديلي ستار" اللبنانية كشفت عن أن الحزب يخطط لرد محدود، مثل نار قناصة أو كمين، وغير ذلك من الخيارات. 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)