وسط القلق الأوروبي من المهلة الإيراني التي أعلنها الرئيس، حسن روحاني، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في ذكرى مرور عام على انسحابها من الاتفاق النووي مع إيران عقوبات جديدة.
وأصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمرا تنفيذيا يقضي بفرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف قطاع المعادن؛ الحديد، والألومونيوم، والنحاس، والشركات التي تتعامل مع قطاع التعدين.
ويشكل هذا القطاع أكبر مصدر لإيرادات الصادرات غير البترولية ويمثل عشرة بالمئة من صادرات الجمهورية.
في وقت سابق، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تعتزم فرض مزيد من العقوبات على إيران "قريبا جدا"، في الوقت الذي أعلنت فيه طهران أنها ستقلص بعض القيود المفروضة على برنامجها النووي.
وقال تيم موريسون، المساعد الخاص للرئيس
الأمريكي وكبير مسؤولي شؤون أسلحة الدمار الشامل والدفاع البيولوجي، في مؤتمر صحفي
إن واشنطن لم "تفرغ" بعد من فرض عقوبات على إيران.
وأضاف: "توقعوا المزيد من العقوبات قريبا،
قريبا جدا".
وعرض المبعوث الأمريكي لإيران برايان هوك على الإيرانيين تفاوضا مع الولايات المتحدة الأمريكية على اتفاق جديد.
وقال هوك لفضائية العربية السعودية إن الاتفاق مع إيران إن تم سيعرض على الكونغرس للمصادقة عليه "كمعاهدة".
من جهة أخرى، قال الممثل الأمريكي الخاص لإيران برايان هوك الأربعاء إن أي هجوم إيراني على الولايات المتحدة أو حلفائها سيواجه بالقوة.
وأضاف هوك للصحفيين عبر الهاتف أن الولايات المتحدة لا تريد الحرب مع إيران لكنها ستواصل ممارسة أقصى قدر من الضغوط على الجمهورية الإسلامية إلى أن تغير سلوكها.
وذكر السياسة الخارجية الإيرانية كمجال يمكن تغييره، لكنه لم يخض في التفاصيل، وقال إن تحلل إيران من بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مخالف للقواعد الدولية.
وأعلن روحاني، عن مهلة 60 يومًا قبل الشروع بزيادة مستوى اليورانيوم المخصّب، في حال عدم الحفاظ على مصالح بلاده في الاتفاق النووي.
جاء ذلك في خطاب ألقاه وبثه التلفزيون الإيراني الرسمي الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.
أوروبيا، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية
الأربعاء إن ألمانيا ترى أن تصريحات الحكومة الإيرانية مؤسفة وتحثها على عدم
الإقدام على أي خطوات عدائية.
وذكر المتحدث أن برلين تريد الإبقاء على
الاتفاق النووي الإيراني وقال إنها ستضطلع بالتزاماتها كاملة طالما تفعل إيران
المثل.
وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية،
تيريزا ماي، إن بريطانيا تشعر بقلق بالغ إزاء إعلان إيران الأربعاء أنها ستقلص
القيود المفروضة على برنامجها النووي وفق الاتفاق المبرم عام 2015، وتحث طهران على
عدم اتخاذ خطوات تصعيدية.
وقال المتحدث للصحفيين: "نشعر بقلق بالغ
إزاء هذا الإعلان ونحث إيران على مواصلة تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق وعدم
اتخاذ خطوات تصعيدية".
اقرأ أيضا: تصعيد إيراني بشأن "النووي".. وروحاني يحذر من رد صادم
وأضاف: "هذا اتفاق مهم يجعل العالم أكثر
أمنا وسنضمن أن يظل ساريا ما دامت إيران تفي بالتزاماتها".
من جهة أخرى، قالت وزيرة الدفاع الفرنسي، جان
إيف لودريان: "ليس هناك أسوأ من خروج إيران من الاتفاق النووي والأوروبيون
يريدون إبقاء الاتفاق حيا".
في وقت سابق، قال مصدر في الرئاسة الفرنسية إن
أوروبا ستضطر لإعادة فرض عقوبات على إيران إذا تراجعت طهران عن أجزاء من الاتفاق
النووي المبرم في عام 2015 مع الدول الكبرى.
وقال المصدر بالرئاسة الفرنسية: "لا نريد
أن تعلن طهران غدا إجراءات تخرق الاتفاق النووي لأننا كأوروبيين في هذه الحالة
سنضطر لإعادة فرض العقوبات وفقا لشروط الاتفاق... لا نريد أن نقوم بذلك ونأمل ألا
تتخذ طهران هذا القرار".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
الأربعاء الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت منه
الولايات المتحدة، إلى الالتزام بالاتفاق الذي جرت مفاوضات شاقة قبل توقيعه في
2015.
وقال لافروف في ختام محادثات في موسكو مع نظيره
الإيراني محمد جواد ظريف: "أعتقد أن الإجراءات العملية الوحيدة التي ينبغي
اتخاذها من أجل حل الوضع المتعلق بالاتفاق، هي إقناع كل المشاركين بضرورة تنفيذ
التزاماتهم".
فيما قال الكرملين إن إيران تعرضت لاستفزاز
بسبب تراجعها عن بعض بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بسبب ضغوط خارجية ملقيا
باللوم في ذلك على الولايات المتحدة.