قال ضابط إسرائيلي سابق إن "العملية الهجومية التي خططت لها حماس خلال فترة الانتخابات الأخيرة، وأحبطتها المخابرات الإسرائيلية قبل أيام، تشير إلى واقع جديد في الضفة الغربية، وتكشف عن فجوة كبيرة بين الخطط المعدة والواقع التنفيذي على الأرض".
وأضاف تال ليف-رام في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمتها "عربي21"، أن "عشرة أيام فقط فصلت بين إحباط البنية التحتية واعتقال المنفذ المفترض للعملية يحيى أبو دية من قرية الزعيم، وبين تنفيذ العملية الانتحارية التي كانت ستنفذ بمستوطنة معاليه أدوميم قرب القدس عشية الانتخابات الإسرائيلية يوم التاسع من أبريل، وهذه العملية لو قدر لها أن تحصل فإنها ستترك تأثيرها السلبي على الواقع السياسي والحزبي في إسرائيل".
وأشار ليف-رام، المحرر العسكري بالصحيفة، إلى أنه "فيما كان نموذج الانتحاريين الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات تفجيرية في أواسط سنوات التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين يتم توجيههم من قبل المنظمات المسلحة، فإن السنوات الأخيرة شهدت تغيرا في طبيعة وشكل منفذي تلك العمليات، حيث بدأوا يخططون وينفذون بصورة فردية ذاتية، وليست جزءا من بنية تحتية عسكرية عملياتية".
وأكد أن "الكشف عن الخلية الأخيرة التي تم توجيهها من قطاع غزة، حيث توجد قيادة حماس، تختلف عما تم كشفه في السنوات الماضية، مع العلم أن حماس أدركت أن احتمالية كشف إعداداتها وتخطيطها لإقامة بنية تحتية عسكرية في الضفة الغربية، ومن ثم إحباط هذه العمليات قبل تنفيذها، احتمال كبير جدا، لذلك بدأت تمنح المنفذين المحليين إمكانية التخطيط والتنفيذ الفردي".
وأوضح أن "إسرائيل استطاعت في السنوات السابقة وضع يدها على معظم الخلايا التي تم تحضيرها لتنفيذ العملية بانتظار إشارة الانطلاق، مع أن تنفيذ العملية الأخيرة من خلال تفجير سيارة مفخخة كان سيترك تبعات ونتائج قاسية جدا، مع قتلى ومصابين إسرائيليين كثر".
وأشار إلى أن "اختيار حماس لمستوطنة معاليه أدوميم لم يكن عفويا، لأننا أمام مستوطنة قريبة جدا من مكان سكن المنفذ المحتمل، ما يعني أن خط سير السيارة المفخخة سيكون قصيرا جدا، في حين أن المنفذ يعرف المنطقة جيدا، ومع ذلك فقد كشف التحضير للعملية عن وجود فجوة كبيرة بين التخطيط النظري للعملية، وبين إخراجها إلى حيز التطبيق على الأرض، في ظل ما تتطلبه من احتياجات ودعم لوجستي".
وأكد أن "المنفذ كان عليه أن يشتري سيارة، ويستأجر مخزنا لوضع السيارة فيه، وحيازة وسائل قتالية لتحضير العبوة الناسفة والمواد المتفجرة، مع أن هذه العملية تم إحباطها في مرحلة مبكرة جدا، وهناك شكوك كبيرة في مدى قدرة هذه المراحل الأولية على تنفيذ هذه العملية عشية الانتخابات".
وأضاف أن "كل ذلك يشير إلى أن السيطرة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية على الضفة الغربية ما زالت في ذروتها؛ لأنه في مرحلة ما قبل شراء السيارة والمواد المتفجرة والتحضيرات العملياتية تم كشف العملية في مرحلة مبكرة؛ لأنه عند تجهيز هذه الأمور فإن جهاز الأمن العام "الشاباك" كان سيصل للمزيد من أطرافها الضالعة".
وختم بالقول إن "هذا يعني أن حماس ستواصل جهودها، وبذل إمكانياتها لزعزعة الاستقرار الأمني في الضفة الغربية، والشهور القليلة المتبقية ستؤكد هل أننا أمام جولة جديدة من العمليات، أم هي عملية عابرة ليس أكثر".
زيادة أعداد السياح الإسرائيليين لمصر والأردن بعيد الفصح
مراقبون يحذرون من انهيار اقتصادي بالقدس بسبب إجراءات إسرائيل
هل تلبي الحكومة الجديدة طموحات الفلسطينيين؟!