نشرت صحيفة
"نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تصريح بنيامين
نتنياهو، الذي أكد من خلاله أن الموضوع الرئيسي للمحادثات مع الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين يتمحور حول الملف السوري.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المفاوضات بين روسيا وإسرائيل التي
عقدت يوم الخميس تناولت الملف السوري. ومن أبرز المؤشرات الدالة على الأهمية التي
يكتسيها الشأن السوري بالنسبة لروسيا وإسرائيل، المحادثات بين سكرتير مجلس الأمن
الروسي نيكولاي باتروشيف ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، اللذين
تبادلا وجهات النظر حول عدد من المواضيع التي تعنى بالتعاون الروسي الإسرائيلي في
مجال الأمن، كما ناقشا الوضع في سوريا.
وأكدت الصحيفة أنه
عشية وصول نتنياهو إلى موسكو، نشرت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل
الهجوم الأخير الذي شنه جيش الدفاع الإسرائيلي على منشآت إيرانية واقعة في محافظة
حلب السورية. وحسب ما ذكرته وسائل الإعلام، استهدفت هذه الضربات أهدافا إيرانية في
منطقتي شيخ نجار وجبرين. وإلى جانب توجيه الضربات من الغرب، نفذت مقاتلة الجيش
الإسرائيلي الهجوم للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب السورية في المجال الجوي السوري،
وتحديدا من المنطقة التي يتمركز فيها الأمريكيون شرقا.
وأفادت الصحيفة بأن
وسائل الإعلام الإسرائيلية تزعم أن أكبر هجوم على المنشآت الإيرانية كان باستخدام
مقاتلات إف-35، التي هاجمت منشآت تقع في حلب مرورا بالمجال الجوي للأردن والعراق.
كما نشرت وسائل الإعلام العربية فيديو عن المنشآت الإيرانية المدمرة.
اقرأ أيضا: نتنياهو: لن نقبل بإدخال إيران لصواريخ فتاكة إلى سوريا
ووفقا لموقع
"أفيا. برو"، فإن الدفاع الجوي السوري قام بتفعيل أنظمة إس-300 السورية
إلا أنه لم يستخدم هذه الأنظمة لإطلاق النار على المقاتلات الإسرائيلية. وحسب
معلومات مؤكدة من جهات عسكرية رسمية، تمكن الجيش السوري من الحصول على أنظمة
إس-300 الروسية، إلا أنه لم يصب مقاتلات إف-35، رغم قدرته على ذلك.
ونقلت الصحيفة عن
خبراء "أفيا برو" أنه على الرغم من تفعيل أنظمة الدفاع الصاروخية إس-300
الموجودة في سوريا، إلا أن ضباط الجيش السوري يخضعون حاليا للتدريب للتمكن من
إدارة الأنظمة، وفيما بعد تنفيذ المهام. كما أن أنظمة الدفاع الجوي إس-400 المركزة
في قاعدة حميميم، تتمتع بقطر أكبر بكثير من أن يتمكن من كشف الأهداف الجوية
القريبة.
ونظرا لدمج نظام
الدفاع الجوي السوري مع مرافق رادار روسي، فإنه كان من المفترض أن يتلقى الجيش
السوري معلومات بوجود الطائرات الإسرائيلية. وفي كل الأحوال، لم تقم الأنظمة
الروسية إس-400 بقصف الطائرات الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي السورية.
وأوردت الصحيفة أن
الإدارة العسكرية الروسية والإسرائيلية لم تقدما أي تعليقات رسمية حول المعلومات
المذكورة آنفا. وفي الوقت نفسه، أكد الموقع الإعلامي والتحليلي الإسرائيلي
"ديبكا" أن الضربات ضد الأهداف الإيرانية في حلب ستكون متعددة.
وذكرت الصحيفة أن مقر
القيادة الإيرانية للحرس الثوري الإيراني نُقل من دمشق إلى حلب. ومن الواضح أن
إسرائيل أنهت محاولاتها لتدمير المنشآت العسكرية الإيرانية في دمشق، وانتقلت إلى
حلب. وفي الحقيقة، تلزم الجغرافيا السورية إسرائيل بتطوير قواعدها للتنسيق مع
القوات الروسية المتمركزة شمال سوريا. وحسب "ديبكا"، أصبح ذلك الدافع
الرئيسي للاتصالات بين نتنياهو وبوتين.
وأكدت الصحيفة أنه
بهذه الطريقة من الجلي أن إسرائيل تحاول التوسط بين موسكو وواشنطن فيما يتعلق
بالملف السوري، لذلك زار نتنياهو موسكو من جديد، علما وأن ذلك سيكون مخالفا لمصالح
إيران. وفي حين أن موسكو مثل دمشق ترفض مطالب واشنطن وتل أبيب المتعلقة بسحب جميع
القوات الشيعية الإيرانية من سوريا، فإن ذلك لا يعني أن زيارة نتنياهو إلى موسكو
لن تحقق بعض المصالح الإسرائيلية، على الأقل على الصعيد العسكري.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أنه طالما أن الوحدات العسكرية الروسية موجودة
على الأراضي السورية، فإن العلاقات رفيعة المستوى بين موسكو وتل أبيب تضمن أمن
الأفراد العسكريين وتقلل من خطر وفاتهم نتيجة الضربات الجوية الصاروخية المحتملة
التي ستُواصل إسرائيل توجيهها ضد المنشآت الإيرانية. ومن المهم بالنسبة لإسرائيل الحفاظ
على علاقات جيدة مع روسيا، علما وأن هذه العلاقات تأثرت بحادثة طائرة إيل-20 التي
وقعت في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
التايمز: مفاعل الرياض يثير مخاوف من سباق نووي
صحيفة: ما مدى استعداد الرياض للدخول في حوار مع طهران؟
فورين أفيرز: هذه هي طرق التعامل الأمريكي الأنسب مع إيران