توقع خبراء ومحللون أن يستغل رئيس سلطة الانقلاب عبدالفتاح السيسي، حادث قطار "محطة مصر" الكارثي، الذي راح ضحيته 26 شخصا حتى الآن وعشرات المصابين، في خصخصة مرفق السكة الحديدية، أحد أقدم المرافق في مصر .
وفي آذار/ مارس 2018، وافق البرلمان المصري على مشروع قانون إشراك القطاع الخاص بإدارة السكة الحديدية من خلال إمكانية اشتراك الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين مع الهيئة القومية لسكك حديد مصر في إدارة وتشغيل وصيانة شبكات السكك الحديدية.
وبلغ إجمالي الحوادث في الفترة بين كانون الثاني/ يناير 2018 وتموز/ يوليو 2018 نحو 1197 حادثة، وفق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. فيما بلغ إجمالي حوادث القطارات في الفترة من 2003 إلى تموز/ يوليو 2018 إلى 17361 حادثة، وفق نفس الجهاز.
تكلفة التطوير
وقدًر السيسي تكلفة تطوير السكك الحديدية ما بين 200 و250 مليار جنيه، مضيفا أن "فلوس إعادة التأهيل مش موجودة، ولا بد من مواجهة الواقع بتاعنا بشكل حقيقي.. والناس ممكن تقول أنتم سايبين السكة الحديد (خربانة)، وبتعملوا مدن جديدة ليه؟ ".
وفي 14 أيار/ مايو 2017، قال السيسي في معرض حديثه عن حاجة تطوير نظام الإشارات الكهربية بمبلغ 10 مليارات جنيه، "العشرة مليارات دول لو حطيتهم في البنك هأخد عليهم فايدة مليار جنيه في السنة، ولو المواطن يقولي أنا غلبان أديك (أعطيك) منين، هأقوله ما أنا كمان غلبان!".
وخلال السنوات الماضية أقرت الحكومة المصرية زيادات كبيرة في أسعار تذاكر القطارات، بنسب بلغت 200% للقطارات العادية، و40% لقطارات الدرجة الأولى (مكيفة)، و60% للدرجة الثانية، و20% لقطارات الدرجة الفاخرة".
اقرأ أيضا: حوادث القطارات في مصر.. نزيف مستمر (إنفوغرافك)
مرفق منهار
وقال عضو لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان المصري السابق، محمد فرج: "لا أعتقد أنه سينجح موضوع الخصخصة؛ لأن من المستحيل أن تجد مستثمرا يقبل على الاستثمار في مرفق بهذه الضخامة، وهو على هذه الحالة السيئة".
وأعرب عن اعتقاده بأن "يحاول السيسي إرضاء الرأي العام ويعلن عن ضخ مليارات الجنيهات فى مرفق السكك الحديدية لتطوير الورش، وأجهزة الأمن والسلامة على مسارات الخطوط؛ ليبرز أمام الإعلام أنه سيتدخل شخصيا لحل المشكلة".
وأكد أنه بسبب عدم وجود الدراسة الكافية والشاملة وعدم وضوح الأولويات للمرفق فإن "الحكومة تجنح لاستيراد 1300 عربة من روسيا ستورد في منتصف 2020 تتكلف 1.2 مليار يورو، في حين لا توجد قطع غيار لصيانة عشرات الجرارات والعربات المتهالكة".
ورأى عضو لجنة النقل في البرلمان السابق، أن "الحل فى عمل رؤية علمية للتطوير العاجل والسريع، للعربات والجرارات، وورش الصيانة الذى تستنثمر فيه كل الشركات التى لها علاقة بالسكك الحديدية، والاستيراد السريع لقطع الغيار والمعدات اللازمة لذلك".
اقرأ أيضا: إندبندنت: حريق مصر.. فشل رسمي وبطل ينقذ الضحايا (شاهد)
استغلال الحادث
ولم يستبعد المحلل السياسي، سيد أمين، استغلال الحادثة في التأكيد على ضرورة الخصخصة، قائلا: "بالطبع سوف يتم استغلال الحادث لخصخصة هذا المرفق الخطير، وللحقيقة فإن تخريب القطاع العام كان عملا ممنهجا كأحد شروط اتفاقية السلام (بين إسرائيل ومصر) السرية أو الضمنية".
وأوضح لـ"عربي21": "لاحظ الأمريكان أن الجيش المصري صمد في حرب أكتوبر 1973، لنحو الشهر بسبب الدعم المالي الذي كان يوفره القطاع العام؛ لذلك طلبوا من السادات بيعه، وحينما سألهم عن الطريق الذي سيوفر الدعم المالي للجيش وعدوا بمنحه مليار و300 مليون دولار كرواتب وصيانة وخلافه سنويا".
وأضاف: "وكان ذلك هو ثمن تخريب القطاع العام، حيث يتم تعقب الشركات الناجحة، ويتم تصفيتها وبيعها للأجانب بشكل مباشر أو عبر وسطاء .. وأعتقد أن الدور قد حان على المرافق الحيوية كالسكة الحديد والمياه والكهرباء".
وأرجع أمين فشل المنظومة الجديدة التي قالت وزارة النقل أنها استحدثتها في الآونة الأخيرة إلى "أنها منظومة دعائية فقط لاغير، ولا تغير على أرض الواقع شيء؛ فالقطارات متهالكة، وصياناتها روتينية ووهمية، والمزلقانات كما هي والعمال كما هم فقط تغيرت اللافتات".
حوادث سابقة
وشهد مرفق القطارات حوادث كثيرا في السنوات الأخيرة؛ نتيجة عقود من الاهمال، كان آخرها مقتل 12 وإصابة 39 في حادث بمنطقة كوم حمادة بمحافظة البحيرة في شباط/ فبراير 2018 ، ومقتل 42 وإصابة 179 في حادث بمحطة خورشيد بالإسكندرية في آب/ أغسطس 2017.
وأعاد نشطاء ومواطنون نشر مقطع فيديو لـ"السيسي" يرفض فيه تطوير السكك الحديدية، بسبب ارتفاع التكلفة، في كلمته أثناء افتتاحه مشروعات تنموية في الصعيد في آيار/ مايو 2017، عن تطوير قطاع السكك الحديدية.
النائب العام المصري يوضح أسباب حادث قطار "محطة مصر"
معلقون: السيسي يرفض تطوير سكك الحديد فيتفحم 25 مواطنا بها
لماذا لم تغضب مصر من زيارة سفير إسرائيل لمعرض الكتاب؟