دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى توفير حماية دولية للاجئين السوريين في لبنان وبلدان أخرى لمنع أي استغلال لملف اللاجئين سياسياً، والتأكيد على حقهم في العودة بشكل طوعي وآمن، بإشراف الأمم المتحدة، كما نصت على القرارات الدولية وفي مقدمتها بيان جنيف والقرار 2254.
وأكدت رئيسة دائرة شؤون اللاجئين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمل شيخو أن أحد الأسباب الرئيسة لبقاء اللاجئين السوريين في لبنان هو مشاركة حزب الله لقوات الأسد في ارتكاب مجازر بشعة بحق المدنيين وتهجيرهم من منازلهم في القلمون والقصير ومناطق أخرى، وأشارت إلى أن "مليشيات حزب الله جزء من استمرار المأساة السورية ومعاناتهم في المخيمات".
وأضافت شيخو خلال اجتماع اليوم الثلاثاء مع وزير الدولة اللبناني السابق لشؤون النازحين معين المرعبي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أن النظام سعى منذ بداية الثورة السورية إلى تهجير السكان برفقة ميليشيات إيران الإرهابية، معتبرة ذلك يندرج ضمن خطة شاملة للتهجير القسري والتغيير الديموغرافي واستثمار ملف اللاجئين في الضغط على المجتمع الدولي.
إقرأ أيضا: اللاجئون السوريون في لبنان.. عودة أم ترحيل في عام 2019؟
وأوضح رئيس دائرة الإعلام والاتصال في الائتلاف الوطني أحمد رمضان، أن الائتلاف الوطني يسعى إلى عقد لقاءات مع ممثلي الأحزاب والقوى اللبنانية والإعلاميين والمفكرين اللبنانيين لشرح رؤية المعارضة حول عدم وجود نية لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان وحرصهم الكامل على عودتهم إلى سورية بما يتفق مع القرارات الدولية.
من جهته شدد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني عبد المجيد بركات على أن الائتلاف الوطني يعتبر أن مكان النازحين واللاجئين هو في بلدهم سورية، ولكنه يعبر عن قلقه من خطة إعادة اللاجئين بشكل قسري بهدف وضعهم في معسكرات اعتقال جماعية في مناطق مختلفة، إضافة إلى تجنيد الشبان ضمن قوات النظام واستخدامهم وقوداً لحربه ضد السوريين.
إقرأ أيضا: ما مصير اللاجئين السوريين بعد استعادة العرب علاقتهم بالنظام؟
من جانبه أكد السيد المرعبي أن الخطة التي تبنتها روسيا لإعادة اللاجئين السوريين لا تتضمن عودتهم إلى مناطق سكنهم الأصلية بل إلى مخيمات خارج المدن، واعتبر أن ذلك "غير مقبول"، وأكد أنه بحث ملف اللاجئين في عدة لقاءات مع مسؤولين روس وكانت التوقعات أن العودة ستكون إلى مخيمات إيواء في عدة مناطق من سورية وليس إلى مناطق السكن الأصلية للاجئين.
ولفت إلى أن ما يحدث حالياً من إعادة للاجئين لا يخضع لمعايير وشروط الأمم المتحدة، والتي تتضمن العودة الآمنة والطوعية الكريمة، وأضاف أنه كان قد استمع إلى شهادات وحصل على وثائق تؤكد تعرض عدد من اللاجئين العائدين من لبنان لسورية، إلى أعمال قتل وحشية وتصفية على يد عناصر من قوات الأسد، وفق تعبيره.
وكانت السلطات اللبنانية قد أعلنت نهاية العام الماضي عودة أكثر من 87 ألف نازح سوري إلى بلادهم منذ تموز (يوليو) الماضي، ضمن العودة الطوعية التي تنظمها بيروت بالتنسيق مع النظام السوري.
ويقدر لبنان عدد السوريين اللاجئين على أراضيه جراء الحرب المستمرة بهذا البلد منذ عام 2011، بنحو مليون ونصف المليون، بينما تقول الأمم المتحدة إنهم أقل من مليون.
إقرأ أيضا: ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان.. هل الأسباب "طائفية"؟
الحريري: الموازنات المقبلة لن تضم تمويل النازحين السوريين