ملفات وتقارير

باحث إسرائيلي: شبكات تواصل سعودية للتقارب مع إسرائيل

هوفمان: شبكات التواصل تمنح السعوديين قناة اتصال مباشرة مع الجمهور الإسرائيلي- جيتي

قال باحث إسرائيلي إن "السعودية، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، تنشط فيها شبكات التواصل لإجراء حوارات مع الإسرائيليين، من أجل تهيئة الرأي العام السعودي، تحضيرا لترتيبات سياسية قادمة بين البلدين".


وأضاف آدم هوفمان، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، "أنه بعد مقتل مستوطنة إسرائيلية مؤخرا، كتب محمد القحطاني الناشط السعودي تغريدة على تويتر: "باسم الشعب السعودي، أرسل تعازيّ الحارة للشعب الإسرائيلي لموت الفتاة الإسرائيلية على يد إرهابي فلسطيني، ونطلب الرحمة لها، ونثني على الاعتقال السريع للمنفذ. وفي التغريدة ذاتها، وضع صورة للمستوطنة وبجانبها عَلَما السعودية وإسرائيل".


وأشار هوفمان الباحث بالعلوم السياسية بالجامعة العبرية، إلى أن "التغريدة حظيت بتعاطف نسبي، أكثر من 240 إعجابا وإعادة تغريد، وبعد أن ترجمتها للغة العبرية، وصلتني ردود من نشطاء سعوديين بكلمات دافئة تجاه إسرائيل، أحدهم كتب: نحن ضد حماس، وأخرى كتبت: السعودية وإسرائيل معا، وتشير ردود الفعل السعودية الإيجابية عبر شبكات التواصل إلى تقارب غير رسمي بين الرياض وتل أبيب، وتعبير عن تقارب أوسع".

 

وأكد أن "توجه أوساط سعودية نحو الإسرائيليين ليس ظاهرة جديدة، فقد توجه لؤي الشريف الصحفي السعودي، ويتحدث العبرية، في مارس 2018، بمقطع فيديو للإسرائيليين، هدأ من روعهم بأن السعودية لا تنوي تهديد إسرائيل. وفي نوفمبر 2018، صدر مقطع فيديو آخر، تحدث فيه أن السعوديين يريدون التوصل لسلام مع إسرائيل، وأبدى رغبته بزيارة تل أبيب".

 

وأوضح هوفمان، المتخصص في شبكات التواصل الشرق أوسطية بمركز موشيه ديان التابع لجامعة تل أبيب، أنه "في عصر التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة، فإن مثل هذه الرسائل الإعلامية تطرح أسئلة حول مدى تمثيل هذه التغريدات ومقاطع الفيديو للرأي العام السعودي".

 

وأشار إلى أن "مثل هذه التغريدات لا تصدر عن حسابات رسمية سعودية، لكنها لا تصدر دون أخذ موافقات بصورة أو بأخرى من الجهات العليا في المملكة التي تعيش نظاما من الملكية المطلقة، والنقاشات الحرة التي قامت سابقا تقلصت كثيرا في العامين الأخيرين تحت نظام ولي العهد محمد بن سلمان".


وبين أنه "يمكن النظر لهذه التغريدات على شبكات التواصل باعتبارها رسائل غير مباشرة من النظام السعودي تجاه الجمهور الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، حيث توجد للسعودية وإسرائيل مصالح مشتركة للتقارب، في ظل تعاظم النفوذ الإيراني، وتزايد قوى الإسلام السياسي، وترى الرياض في تقاربها من تل أبيب خطوة مقبولة، رغم غياب حل قريب للقضية الفلسطينية".

 

وأكد أن "عدم حل القضية الفلسطينية لا يمنح السعوديين مشروعية في التقارب العلني من إسرائيل، ويعني أن التوصل لحل هذه القضية يعدّ شرطا لازما لأي حالة تطبيع إسرائيلي مع العالم العربي، ويبدو أن هذا الشرط لم يتغير بعد".

 

وأوضح أن "شبكات التواصل تمنح السعوديين قناة اتصال مباشرة مع الجمهور الإسرائيلي، وتفسح المجال لحصول تطبيع إسرائيلي تدريجي مع السعودية كدولة تعارض الهجمات الفلسطينية المسلحة وضد سلطة حماس في قطاع غزة، وفي الوقت ذاته معنية بالتوصل لسلام مع السعودية".

 

وختم بالقول إنه "طالما أن هذه الحسابات السعودية على شبكات التواصل غير رسمية، فهي لا تتسبب بحرج للمملكة، لكنها تلعب دورا مهما في تهيئة الرأي العام السعودي والإسرائيلي لتطبيع العلاقات الثنائية نتيجة لصفقة القرن التي يجري العمل على إنجازها، وطالما لم يتم التوصل لحل القضية الفلسطينية فسنشهد استمرارا لتفاعل النشطاء السعوديين والإسرائيليين على شبكات التواصل، بجانب استمرار العلاقات السرية بين الدولتين".