ملفات وتقارير

الانتخابات الإسرائيلية.. حزب الليكود: الأيديولوجيا والمواقف والسياسات

من المواقف السياسية الواضحة لحزب الليكود إجماعه على ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية- جيتي
يعرف حزب الليكود بأنه حزب صهيوني من اليمين الليبرالي، وصل إلى السلطة لأول مرة منذ تأسيسه عام 1977، بفوز مناحيم بيغن على زعيم حزب العمل آنذاك شمعون بيريس، حكم إسرائيل بين 1977-1984، ثم بين 1986-1992 بزعامة إسحق شامير، وبين 1996-1999 وصل بنيامين نتنياهو، ثم بين 2001-2005 ترأس الحزب أريئيل شارون، وصولا إلى آخر حقبة برئاسة بنيامين نتنياهو بين 2009-2019.

عارض حزب الليكود الانسحاب من أي أراض احتلتها إسرائيل خلال حروبها مع الدول العربية، ودعم إقامة المستوطنات، لكن عهوده شهدت أهم الانسحابات الإسرائيلية من أراض محتلة، كما حدث في سيناء بعد اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر 1979، وفي قطاع غزة خلال خطة الانفصال أحادي الجانب 2005.

يعلن حزب الليكود أن حق إسرائيل في كامل أرض فلسطين وشرقي الأردن، وفق التصور اليهودي، بجانب إجراء السلام مع العرب عبر مفاوضات مباشرة، واستمرار عمليات الاستيطان واسعة النطاق، والتأكيد على الاقتصاد الحر، والحد من تدخل الدولة.

ومن أسس الحزب منح الفلسطينيين حكما ذاتيا، مع احتفاظ إسرائيل بما يتعلق بالخارجية والأمن، والدخول في مفاوضات مباشرة مع دول الجوار العربية، وتوقيع معاهدات منفردة، إضافة لحرية الاستيطان.

عرف حزب الليكود بعد منتصف التسعينيات تطورا في تركيبته، وانتقل من حزب أيديولوجي عقائدي إلى حزب تهيمن عليه الفئوية، خاصة فئة المستوطنين المتشددين التي دفعت الحزب إلى تبني خطاب وسلوك سياسي صدامي داخليا وخارجيا.

شهدت فترات حكم الليكود اتخاذ قرارات أثارت جدلا داخليا، كالانسحاب من سيناء بعد اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، والانسحاب من طرف واحد من قطاع غزة الذي لم يلق إجماعا داخل الحزب، وكان أحد أسباب حصول انشقاق داخله بانسحاب أريئيل شارون، وتأسيس حزب كاديما في نوفمبر 2005.

كما شهدت آخر ولايتين لحزب الليكود شنّ حربين على غزة، الأولى عام 2012 لمدة ثمانية أيام، وقتلت 190 فلسطينياً، وأصابت 1500 آخرين، وتدمير آلاف المنازل السكنية، والثانية عام 2014 واستمرت 51 يوماً، وقتلت أكثر من ألفي فلسطيني، وأصابت 11 ألفاً آخرين، ودمرت عشرات آلاف المنشآت السكنية.

من المواقف السياسية الواضحة لحزب الليكود إجماعه على ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ما يعني إنهاء أي حل لدولتين إسرائيلية وفلسطينية، حيث تبنى أكثر من ألف من أعضاء الحزب قرارا يدعو إسرائيل لممارسة سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية، واستمرار بناء المستوطنات اليهودية.

فيما دعا عدد من أعضاء حزب الليكود في سنوات سابقة إلى طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية، ودفع مبلغ نصف مليون دولار لكل عائلة فلسطينية في الضفة توافق على الهجرة الطوعية، وهو الاقتراح الذي قوبل بموافقة من قبل عدد من كبار قادة الحزب.

وقد تعهد حزب الليكود بإنشاء طرق التفافية في الضفة الغربية لخدمة المستوطنين، بحيث تخلق مسارات منفصلة للإسرائيليين والفلسطينيين، ورغم أن أنصار المستوطنين داخل الحزب يتذرعون بحماية الإسرائيليين من الهجمات الفلسطينية المسلحة، لكن هذا المشروع يحمل معاني تمييزية، لأنها تؤدي لإنشاء مواقع استيطانية غير قانونية تسير على طول هذه الطرق الجديدة التي تقام أحيانا على أراضي فلسطينية خاصة.

يحظى حزب الليكود اليوم في استطلاعات الرأي بين باقي الأحزاب الإسرائيلية بالأكثر حصولا على أصوات الناخبين في الانتخابات القادمة المقررة في أبريل 2019، في ظل عدم وجود قائد سياسي إسرائيلي لديه القدرة على منافسة نتنياهو بفجوة تصويتية فارقة.