ملفات وتقارير

معارضون للسيسي يشتكون حظرهم بإعلام فرنسا وقنوات تنفي

إذاعة مونت كارلو قالت إنها لا تدعم طرفا دون آخر فيما يتعلق بمناقشة الأوضاع في مصر- جيتي

كشف معارضون مصريون، بعضهم حاصل على الجنسية الفرنسية، أن السلطات الفرنسية لا تزال تحظر ظهورهم كضيوف ومعلقين على الشأن المصري، سواء على شاشات الفضائيات مثل فرانس 24 أو عبر الأثير كراديو مونت كارلو الشهير.

في المقابل، أكدت إذاعة مونت كارلو لـ"عربي21" أنها لا تدعم طرفا دون آخر فيما يتعلق بمناقشة الأوضاع في مصر، وأن سياستها منفتحة على الجميع، وأن مسألة إيقاف البرامج أو استمرارها هو مسألة فنية لا علاقة لها بأية شيء آخر.

ويأتي ذلك الحظر "الشفهي" عقب استقبال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، وتوقيع اتفاقيات تعاون عسكري تضمنت شراء أسلحة كبيرة بمليارات الدولارات، وسط انتقادات جماعات حقوق الإنسان.

وفي شباط/ فبراير 2015، وقعت مصر وفرنسا في القاهرة، صفقة لشراء أسلحة فرنسية بمبلغ 5.2 مليار يورو، تشمل 24 طائرة "رافال" وفرقاطة متعددة المهام للقوات البحرية وصواريخ جو-جو.

وفي حديث خاص لـ"عربي21"، أكد المحلل السياسي والاقتصادي المصري – الفرنسي محمد السيد، "منع المعارضين للانقلاب العسكري من الظهور على شاشات وراديو فرنسا؛ بسبب آراءهم فيما تقوم به داخلية الانقلاب من قتل واغتصاب واختفاء قصري واعتقال"، مشيرا إلى أنه "رغم التقارير الحقوقية التي تدين النظام إلا أن السياسة الإعلامية التي تتبعها القنوات الفرنسية تغيرت لتصبح بوقا للنظام الإجرامي في مصر وستضافتها لمؤيدي السيسي دون المعارضين".

وأردف: "تعود خلفيات منع المعارضين من الظهور في الإعلام الفرنسي عقب زيارة قائد الانقلاب لباريس في نوفمبر 2014، والتي تعد الأولى له، والتي تمت بمساعدة الإمارات، وعقد خلالها صفقة شراء 24 طائرة رافال بمبلغ 5,4 مليار يورو، هذه الصفقة حققت لفرنسا الكثير فباعت بعد ذلك صفة مماثلة لقطر وأخرى للهند، بعدما فشلت في تسويقها على مدار عقدين، وهنا تغيرت السياسة الخارجية الفرنسية بضغوط من وزير الدفاع "جون إيف لودريان "الذي طالب بالحد من ظهور مؤيدي الشرعية وتحجيمهم في الإعلام".

وعن تداعيات تلك الصفقة، وقرار منع ظهور المناوئين للسيسي، قال إن "هذا القرار منح السيسي المزيد من المساحة للتحرك في أوروبا، فالتضييق على رافضي الانقلاب ظهر جليا في زيارة السيسي، واُعتقال العشرات عندما اعترضوا على وجوده مع اتحاد أرباب العمل في الدائرة السابعة بباريس مما دفع الأمن لإخراج قائد الانقلاب من الباب الخلفي لمبنى الاجتماعات".

 

اقرأ أيضا: مصر وفرنسا تتفقان على تعاون عسكري وأمني

وأوضح أن "وزارة الخارحية الفرنسية هي من تنفق على هذه القنوات، وترسل تعليماتها للإدارات لتنفذها حرفيا داخل قنوات فرانس 24 وراديو مونت كارلوا الدولية وراديو آر أف اي"، منتقدا في الوقت نفسه "ارتفاع صوت الصفقات في فرنسا على صوت حقوق الإنسان المهدرة في مصر، وما قاله ماكرون في لقائه العام الماضي مع قائد الانقلاب "إن فرنسا لا تعطي دروسا لأحد في كيفية إدارة البلاد" لهو دليل دامغ على عدم اكتراث فرنسا بانتهاك الحقوق والحريات هناك".

وبيًن أنه "في إحدى المرات، كان من المقرر إجراء مناظرة مع أحد مؤيدي الانقلاب، وتحدثت إلي معدة البرنامج قبلها بثلاثة أيّام، وكان هولاند في مصر يشهد افتتاح قناة السويس الجيدة، وقبيل الموعد المحدد للمناظرة بثلاث ساعات، اتصلت بي المعدة تعتذر بشدة وكادت تتوسل لي لكي اتفهم موقفها، فلما سألتها من الذي المناظرة؟ أجابت رئيس التحرير، وهو أيضا مجبر لإنه ينفذ تعليمات فوقية".

من جهته؛ أكد رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو، أندريه مهاوج، أن سياسة الإذاعة الفرنسية لم تتغير تجاه الضيوف من جميع الأطراف، قائلا: "نحن لسنا ضد طرف أو معه عند مناقشة الأوضاع في مصر، نحن منفتحون على الجميع".

وأضاف: "نستقبل كل الأطراف سواء المؤيد (للنظام بمصر) أو معارض، نحن لا ندعم أحد، نحن نقوم بعملنا الصحفي كما ينبغي".

وبسؤاله عن سبب إغلاق برنامج القاهرة – باريس الذي كان يقدمه كمال طرابيه من القاهرة، وأكد المحلل السياسي محمد السيد، إغلاقه بسبب استضافته لمعارضين مصريين وأن من أبلغه بوقف البرنامج نائب رئيس التحرير آنذاك، وليد عباس، أجاب أنه "كان هناك برنامج القاهرة –باريس والجزائر- باريس وتم وقفهما بالفعل، ولكن لأسباب لا تتعلق بضغوط سياسية، إنما بأسباب فنية".

بينما لم ترد إدارة المقابلات في قناة فرانس 24 برئاسة بشار درايدي، على اتصالات مراسل عربي21 للتعليق على استفسارات بخصوص تغير سياستها البرامجية في استقبال ضيوف من المعارضين المصريين كما كان في السابق.

الأديب والفنان المسرحي، المصري – الفرنسي هشام جاد، روى لـ"عربي21" تجربته الشخصية مع وسائل الإعلام الفرنسية التي لا تزال تحظر في مجملها ظهور معارضي الانقلاب، قائلا: "شهادتي الخاصة...أثناء الثوره المصرية كنت أدعى دائما فى قناة الجزيرة وفرانس 24 وامتد التواصل إلى مابعد انتخابات الرئاسة المصرية، لكن تغير الحال تماما بعد الانقلاب العسكري، وأصبحت لا أُدعى على الإطلاق فى الوقت الذى فتح فيه المجال لمؤيدي الانقلاب العسكري".

وأضاف: "حاولت أكثر من مرة التواصل لمعرفة عدم دعوة أمثالي من مؤيدي اختيار الشعب المصري لكن دون جدوى أو جواب رسمي، لكن بعض الأصدقاء الذين يعملون فى فرنس 24 وغيرها أكدوا لي أني ومن معي غير مرغوب في استضافتهم، إضافة إلى دفاعي الدائم والمستمر عن فلسطين".

 

اقرأ أيضا: ليبيراسيون: هل تخلت فرنسا عن الديمقراطيين في مصر؟

ولم يستبعد الأديب والفنان المصري أن تكون فرنسا ضحت بالمبادئ من أجل المصالح، قائلا: "مما لاشك فيه أن الأموال الطائلة التي اشترت بها العصابة التى تتحكم في مصر طائرات ومعدات تجسس وتنصت على شعبنا المصري لعبت دور فى منع أمثالي من الظهور".

وتساءل "هل وجود إعلام الإرهابي السيسي بكثافه هنا جعل البعض لايرغب فى سماع أي صوت معارض له ؟ هل أصبح دفاعي عن روح فلسطين 1948 المحتلة من إرهابيين متعددي الجنسيات يهودي الديانة حجه لاستبعادي ؟ لله درك يا فرنسا، ماذا جرى لك؟.