بدأت حركة حماس فعاليات انطلاقتها الواحدة والثلاثين بعروض عسكرية في مدن مختلفة من قطاع غزة؛ تمهيدا لاحتفال مركزي اليوم الأحد في ساحة الكتيبة وسط مدينة غزة، في ظل تحديات تواجهها الحركة على المستوى الداخلي والإقليمي.
ويستعرض التقرير التالي أبرز المحطات التي مرت بها حركة حماس منذ تأسيسها وحتى ذكرى انطلاقتها في عامها الواحد والثلاثين.
انطلاقة الحركة وميثاقها التأسيسي
تأسست الحركة في الرابع عشر من كانون الأول/ ديسمبر 1987، تزامنا مع انطلاقة انتفاضة الحجارة، على يد الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس الحركة، وصدر عن هذا الاجتماع البيان الأول، الذي دعا إلى تصعيد الانتفاضة بكل الوسائل، واعتبر بذلك بيان الحركة الأول.
صاغت حماس ميثاقها التأسيسي، الذي عبر عن أفكارها وتوجهاتها وكشف هويتها وبيّن موقفها، وأوضح تطلعاتها وأهدافها، في 18 آب/ أغسطس 1988، وتكوّن من 36 مادة، وعدت حماس نفسها امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين.
الإبعاد لمرج الزهور
في 17 من كانون الثاني/ يناير 1992، تعرضت حماس لضربة قاسية، وذلك بصدور قرار إسرائيلي بإبعاد 400 من قادتها إلى منطقة مرج الزهور جنوبي لبنان، وبعد عام قررت إسرائيل السماح لبعض المبعدين بالعودة إلى أراضيهم، في حين أُلزم آخرون بالإبعاد إلى خارج الوطن.
اتفاق أوسلو
عبرت حماس عن رفضها لمفاوضات التسوية التي قادتها منظمة التحرير مع الحكومة الإسرائيلية، والتي أفضت لتوقيع اتفاق أوسلو في العام 1993، ومع قدوم السلطة الفلسطينية في العام 1994، تعرضت حماس لملاحقة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، وجرى اعتقال المئات من كوادر الحركة في ذلك الوقت.
وعلى صعيد آخر، رفضت حماس المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية في العام 1996، بحجة أن هذه السلطة محكومة بسقف اتفاق أوسلو.
اقرأ أيضا: تقديرات إسرائيلية: حماس ذاهبة لتهدئة بغزة وتصعيد بالضفة
انتفاضة الأقصى
مع اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول/ سبتمبر 2000، شاركت حماس بقوة في تنفيذ عمليات اغتيال ضد قوات الجيش الإسرائيلي، كما نجحت في إطلاق أول صاروخ محلي الصنع في العام 2001، بمدى يصل إلى أربعة كيلومترات.
قررت إسرائيل في العام 2005 تنفيذ خطة الانسحاب أحادي الجانب التي تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون من مستوطنات قطاع غزة.
ملف الانتخابات
رفضت حماس مطلع العام 2005 خوض الانتخابات الرئاسية أو دعم أي من المرشحين المستقلين، والتي أسفرت عن فوز محمود عباس برئاسة السلطة، ولكن في ربيع ذلك العام وافقت الحركة على المشاركة في الانتخابات التشريعية للعام 2006، ونجحت في حصد 57 بالمئة من مقاعد المجلس التشريعي، لتكون بداياتها في دخول الحكومة برئاسة إسماعيل هنية.
الحصار والانقسام
فرضت إسرائيل بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية حصارا خانقا على قطاع غزة، تمثل في إغلاق المعابر التجارية، ووقف تصدير واستيراد السلع من وإلى القطاع، وشل حركة سفر المواطنين للخارج، ما أدى إلى وفاة المئات نتيجة تأزم وضعهم الصحي.
أما على الصعيد الداخلي، فقد توترت العلاقات بين حركتي حماس وفتح، أفضت لاشتباكات شبه يومية استمرت عدة أشهر، إلى أن قررت حماس في منتصف العام 2007 السيطرة على قطاع غزة، وبدأت مرحلة الانقسام الفلسطيني منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
الحروب الإسرائيلية
تعرضت حماس منذ سيطرتها على قطاع غزة لثلاث حروب إسرائيلية مدمرة في الأعوام 2008، و2012، و2014، أدت لارتقاء الآلاف من قياداتها كوادرها، وضرب البنى التحتية للحركة، كمخازن الصواريخ والمواقع العسكرية ومنازل المواطنين، وقصف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع.
الجهاز العسكري
نجحت حماس في تطوير جهازها العسكري (كتائب القسام) بقدرات عسكرية وأمنية واستخبارية، ومن أبرز تلك القدرات إنشاء شبكة من الأنفاق الداخلية، وتطوير الصناعات الصاروخية، حيث وصل مدى تلك الصواريخ إلى 160 كيلو مترا، كما تمكنت حماس من صناعة ثلاثة نماذج من الطائرات دون طيار تحمل اسم (أبابيل)، وتأسيس وحدات من الكوماندوز البحري التي نفذت عملية تسلل إلى شواطئ زيكيم في الحرب الأخيرة على غزة.
حماس في الساحة الدولية
تقيم حماس شبكة علاقات دولية وإقليمية خارج فلسطين، وقد ترجم ذلك بترحيب عدد من الدول في إقامة مكاتب للحركة داخل أراضيها بشكل سري وعلني، ومن أبرز هذه الدول لبنان، وسوريا، وقطر، والأردن، والسودان، وتركيا، وإيران، في حين تجري حماس لقاءات مع مسؤولين ودول أخرى كروسيا وجنوب أفريقيا.
على الصعيد الدولي، أدرج الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري لحماس على قوائم الإرهاب في العام 2001، وبعد عامين أدرج الجناح السياسي للحركة على القائمة ذاتها.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد مارست العديد من أشكال الضغط على الحركة، من بينها تصنيف الحركة على قوائم الإرهاب، وإدراج قادتها على القائمة ذاتها، كان أخرهم نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري.
الوثيقة السياسية
تزامنا مع انتخابات حماس الداخلية مطلع العام 2017، التي أسفرت عن فوز إسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي للحركة خلفا لسابقه خالد مشغل، أطلقت حماس وثيقتها السياسية كمرجع بديل لميثاق الحركة الأول، وبررت الحركة ذلك بأن الوثيقة السياسية الجديدة تتلاءم مع الظروف الراهنة.
وفي تعليقه على ذلك، اعتبر القيادي في حركة حماس، أحمد يوسف، لـ"عربي21"، أن "حركة حماس كأي حركة سياسية مرت بالكثير من المواقف والتقلبات الداخلية، والتي انعكست على أدائها السياسي، ويمكن اعتبار أن نجاح الحركة في الانتخابات التشريعية كانت بمثابة ميلاد جديد للحركة، وقد نجحت في تخطي الكثير من التحديات التي واجهتها خلال 31 عاما على انطلاقها".
أما الكاتب والمحلل السياسي، ذو الفقار سويرجو، فاعتبر في حديثه لـ"عربي21" أن "حماس فرضت نفسها في الساحة الداخلية والإقليمية كتنظيم سياسي متكامل الأركان، لا يتقيد بظروف وتعقيدات الواقع، ويتسم بالمرونة السياسية والدبلوماسية التي مكنته من الاستمرار في قيادة مشروع المقاومة، وهي بذلك استطاعت أن تبقي على قاعدة شعبية داخل فلسطين وخارجها".
تباين إسرائيلي من اعتراف أستراليا بالقدس عاصمة لإسرائيل
ما دلالات خسارة الفلسطينيين لموقف أوروبا بالجمعية العامة؟
كيف ينظر الفلسطينيون لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل؟