قضت محكمة تونسية، بمنع دخول وفد إسرائيلي، للمشاركة في مؤتمر عالمي حول حوار الأديان، تنظمه الكشافة التونسية، بالتعاون مع "الاتحاد العالمي للكشاف المسلم" ومقره جدة بالسعودية.
وكانت الكشافة التونسية، قد أعلنت خلال ندوة صحفية، عن تنظيم فعاليات "الملتقى العالمي لسفراء الحوار بين الأديان" بمدينة الحمامات، من 4 إلى 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، بمشاركة وفود دولية بينها إسرائيل وبحضور الأمين العام "للاتحاد العالمي للكشاف المسلم" السعودي زهير حسين غنيم.
وسارعت "الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية" وأحزاب تونسية معارضة، لرفع قضية استعجالية الجمعة، لمنع دخول أو إيواء وفد عن الكشافة الإسرائيلية، لتصدر الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة قرار المنع.
واعتبر المحامي أحمد بن حمدان، وهو واحد من عشرة محامين ترافعوا في القضية، في تصريح لـ"عربي21" أن مقاومة التطبيع قضائيا، هو مسار متواصل يخوضه ثلة من المحامين التونسيين، منذ نحو سنتين في ظل رفض البرلمان التونسي سن قانون يجرم التطبيع".
بن حمدان شدد أن "هيئة الدفاع، استندت خلال مرافعتها على توطئة الدستور التونسي، التي تفرض على الدولة التونسية، مقاومة كل أشكال الاحتلال والعنصرية، ودعم كل حركات التحرر، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فضلا عن المعاهدات الدولية التي أبرمتها تونس حول تهويد القدس ومناهضة الصهيونية والاحتلال".
ولفت محدثنا، إلى أن "غياب قانون صريح في تونس يجرم التطبيع، ليس بالإشكال الكبير، في ظل وجود إرادة محامين وقضاء له من الذوق القانوني لفهم إرادة المجتمع وروح الشعب التونسي المساند للقضايا العادلة"، حسب وصفه.
ونشرت "التنسيقية الوطنية لتجريم التطبيع مع العدو الصهيوني " بتونس تقريرا يكشف علاقة المنظمة الكشفية الإسرائيلية بالكيان الصهيوني مشيرة إلى أنها تأسست في إسرائيل و سكرتيرها العام مكلفة بمهمة في صلب وزارة الإدماج الصهيوني و انضمت إلى الاتحاد العالمي للكشافة عام 2009".
وفي السياق ذاته، أكد رئيس "منظمة الشباب المناهض للتطبيع" أحمد الكحلاوي في حديثه لـ"عربي21 " أن التطبيع الرياضي والثقافي، أصبح بديلا لبعض الأحزاب الحاكمة في تونس في ظل استحالة التطبيع السياسي، لافتا إلى تقدم المنظمة بقضايا سابقة ضد تواجد وفود صهيونية في تونس تحت مسميات رياضية وثقافية.
حماس ترحب بالقرار
وعبر الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الفلسطيينية "حماس"، سامي أبو زهري، في تغريدة له عبر حسابه على "تويتر"، عن ترحيب الحركة بقرار المحكمة الابتدائية في تونس القاضي بمنع دخول وفد إسرائيلي للأراضي التونسية للمشاركة في مؤتمر خاص بالأديان، مشيدا بالشعب التونسي والمنظمات التي دفعت لاستصدار هذا القرار.
الكشافة التونسية ترد
وفي تعليقها على القرار القضائي الموجه ضدها ، نشرت القيادة العامة للكشافة التونسية بيانا في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، أعربت خلاله عن "احترامها الكلي لنص القرار القضائي الاستعجالي، وتقيدها بمنطوقه".
وأشارت إلى "أنها لم توجه الدعوة لأي أطراف إسرائيلية لحضور الملتقى، وأن الدعوة وجهت لممثلي الهيئات الدينية المعترف بها رسميا كهيئات استشارية ضمن المنظمة الكشفية العالمية".
وشددت على دعمها الغير مشروط للقضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس.
يشار إلى أن منع وفود إسرائيلية، من دخول تونس بقرار قضائي ليس بالجديد، حيث سبق وأن نجح محامون وحقوقيون في كسب معارك قضائية ضد التطبيع آخرها منع 4 لاعبين إسرائيلين من المشاركة في بطولة العالم للتايكواندو للناشئين نظمتها تونس في نيسان/أبريل 2018.