أكد مختصون، أن
التصعيد
الإسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة المحاصر منذ 13 عاما، من شأنه أن يدفع إلى
قرب وقوع حرب جديدة، رغم الجهود التي تبذل للتوصل إلى تثبيت التهدئة بين المقاومة
والاحتلال الإسرائيلي.
وشنت الطائرات الحربية
الإسرائيلية فجر السبت الماضي، نحو 80 غارة على مناطق مختلفة في قطاع غزة،
في حين رصدت "إسرائيل" إطلاق نحو 30 قذيفة صاروخية من قطاع غزة نحوها،
وفق ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك قبيل الإعلان عن وقف إطلاق النار بعد
اتصالات مصرية.
كما استهدفت طائرة
حربية إسرائيلية مساء الأحد، مجموعة من الأطفال شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة،
ما أدى إلى استشهاد ثلاثة أطفال أعمارهم ما بين 14 و13 عاما.
وحول التصعيد
الإسرائيلي الأخير والمتواصل ضد غزة، وتداعياته على نشوب مواجهة جديدة أو التوصل
لتهدئة، في الوقت الذي يشهد القطاع حراكا سياسيا، أوضح الخبير في الأمن القومي،
إبراهيم حبيب، أن "المشهد في قطاع غزة أكثر تعقيدا، فالقضية ليست إما تهدئة
أو حرب، لكن الأمور في أي لحظة من الممكن أن تتدهور بشكل كبير وتوصلنا إلى الحرب".
ورأى في حديثه
لـ"
عربي21"، أن "ما هو قطعي في هذه المرحلة أننا لسنا قريبين من
موضوع التهدئة، لأن حركة
حماس لا تريد بناء تهدئة متبادلة مع الاحتلال؛ الذي يرفض
حتى اللحظة هذا الأمر".
ونوه حبيب، أن
"الحديث يدور عن وقف إطلاق نار من قبل الطرفين، على أن يكون مشروطا برفع أو
تخفيف الحصار عن القطاع"، مضيفا: "يبدو أن الاحتلال لا يريد أن يرفع
الحصار عن غزة، لأن هذه هي الحالة المثالية له، وفي ذات الوقت لا يرد الدخول في
حرب جديدة".
حالة مثالية
وذكر ، أن "شكل
العدوان الإسرائيلي على المقاومة في غزة، تحسبه إسرائيل بشكل دقيق، وكذلك المقاومة
لا تريد حربا وإنما فك الحصار"، مؤكدا أن "المعادلة معقدة، ولا أعتقد
أننا في وارد التوصل لتهدئة، وإذا كان هناك اتفاقا سيحدث، لن يكون إلا بعد حرب تحرير".
وبشأن هذا الواقع
وحالة "لا حرب ولا سلم"، لفت الخبير الأمني، أن "المعطيات تقول أنه
سيستمر على الأقل مدة 6 أشهر وحتى سنة، فالاحتلال يريد أن يسقط قطاع غزة اقتصاديا،
ومن ثم يكون أقرب إلى الانفجار الداخلي من جهة، ومن الأخرى يريد أن يفصل الحاضنة
الشعبية عن المقاومة، حتى إذا ضربها بشكل قاس في أي حرب يحقق الإنجاز الذي فشل في
تحقيقه في الحروب الثلاث السابقة".
وحذر حبيب، من خطورة
"تداعيات الحصار والضغط الاقتصادي الجاري ضد القطاع، وهو الأصعب والذي قد يصل
إلى مرحلة التركيع وتحقيق الأهداف الصهيونية"، مستبعدا في هذه الحالة أن يكون
"الاحتلال معني بالحرب إلا إن فرضت الوقائع حالة جديدة".
وفي ظل هذا الواقع
المعقد، شدد خبير الأمن القومي، على أهمية "الحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني
المقاوم"، مضيفا: "يتوجب على الجميع الانضباط في وحدة ميدانية، تترجم
إلى وحدة سياسية خلال المرحلة القادمة، لأننا على ما يبدو أننا نسير بخطى ثابته
نحو حرب إسرائيلية جديدة".
من جانبه، رأى رئيس معهد
فلسطين للدراسات الاستراتيجية إياد الشوربجي، أن "تصاعد وتيرة المواجهة بين
الاحتلال والمقاومة في غزة من جديد، والتي وقعت نتيجة تغول قوات الاحتلال وقمعها
الإجرامي للمدنيين المشاركين في مسيرة العودة، يُعيدنا مرة أخرى للسير في الهوامش
الحرجة والحواف الخطرة".
المخرج الوحيد
وأوضح في حديثه
لـ"
عربي21"، أن "هذا الوضع يزيد من احتمالات انزلاق الأوضاع إلى
مواجهة واسعة، قد تفرضها تطورات الميدان المتوتر"، منوها أن هذا التصعيد
"يجري بالتزامن من مساعي عدد من الأطراف ومحاولتهم إبرام اتفاق تهدئة لا يرغب
إلى الآن أن يدفع الاحتلال استحقاقاتها".
وأكد الشوربجي، أن
"موجات التصعيد هذه تقربنا بشكل أكبر من الصدام، ما لم يتم تدارك الأمر عبر
الوسطاء ومنع التصعيد"، منوها أن "هذه العواصف وجولات التصعيد لن تنتهي
إلا بانتهاء مسبباتها".
وذكر أن "رفع
الحصار الإسرائيلي بشكل نهائي عن 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، ومنحهم سبل الحياة
الطبيعية الكريمة؛ هو المخرج الوحيد لنزع فتيل التصعيد وتجنب مواجهة دامية قد تطول".
كما ذكرت صحيفة
"هآرتس" العبرية في تقرير لها الثلاثاء، أن "المستوى السياسي
والعسكري الإسرائيلي، يعتقد أن المفاوضات غير المباشرة أفضل من عملية عسكرية في
القطاع"، زاعمة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، "يفضل
مواصلة السعي إلى اتفاق بدلا من تنفيذ عملية عسكرية ضد غزة".
وكشفت أن "التوجيهات لدى جهاز الأمن الإسرائيلي، هي ردع حماس
وإضعافها، في حين يواصل نتنياهو جهوده للتوصل إلى اتفاق تهدئة في الجنوب"،
مؤكدة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، "الذي يتخذ موقفا متشددا تجاه
القطاع وينوي اتخاذ خطوات عقابية ضد حماس، معني باشتعال الوضع، لأن ذلك يخدمه في
مفاوضات المصالحة"، وفق الصحيفة.