ملفات وتقارير

الإرهاب يضرب قلب العاصمة تونس وأحزاب تدين وتحذر

تأتي الحادثة في ظرف سياسي مشحون قبيل تعديل وزاري مرتقب- جيتي

فجرت امرأة عمرها 30 عاما نفسها وسط العاصمة تونس، الاثنين، فأصابت 15 شخصا، بينهم عشرة من الشرطة، في تفجير كسر هدوءا مستمرا منذ ثلاث سنوات بعد هجمات متشددين قتل فيها العشرات عام 2015.

 

وقالت الداخلية، في بيان لها، إن منفذة العملية هي شابة من منطقة ريفية من معتمدية سيدي علوان في محافظة المهدية، وليس لها أي سوابق عدلية أو شبهات تطرف.

 

ويرى مراقبون للشأن الأمني أن هذه الحادثة تأتي في ظرف سياسي مشحون قبيل تحوير وزاري مرتقب، وتجاذبات بين الأحزاب، لم تخل من كيل الاتهامات بين حركة النهضة ونداء تونس من جهة، والنهضة والجبهة الشعبية من جهة أخرى.

 

ويرى المحلل السياسي سامي براهم، في حديثه لـ"عربي21"، أن توقيت العملية الإرهابية يأتي في ظرف سياسي متأزم ساهم بشكل أو بآخر في خلق بيئة ملائمة لمثل هذه العمليات الإرهابية.
براهم أكد أن الإرهاب يستمد تواجده من ارتباك الأوضاع السياسية، مضيفا: "الإرهاب سقفه الاستراتيجي نظرية إدارة التوحش، أي ضعف الدولة، وغياب الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي".

 

ولم يستبعد براهم أن تتوجه أصابع الاتهام لفصيل سياسي بعينه، في إشارة إلى حركة النهضة، التي طالما تم تحميلها تبعات الهجمات الإرهابية من أحزاب يسارية بعد كل عملية إرهابية.

 

براهم، حذر من استهداف أطراف بعينها المسار الديمقراطي في البلاد، مستبعدا تأثير هذه العملية الإرهابية على التحوير الوزاري المرتقب، الذي سيعلن عنه رئيس الحكومة خلال الأسبوع القادم.

 

أحزاب تدين وتستنكر

 

وسارعت أحزاب تونسية لإدانة الحادثة، حيث نشرت حركة النهضة بلاغا، استنكرت خلاله العملية الإرهابية، داعية التونسيين"إلى التّمسك بالوحدة الوطنية وتعزيزها، ومؤازرة المؤسستين الأمنية والعسكرية لمواصلة جهودهما في سبيل بناء تونس الديمقراطية الآمنة".

 

بدوره، عبر  الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في كلمة مسجلة من العاصمة الألمانية برلين، قبيل مشاركته في "قمة العشرين للاستثمار في أفريقيا"، عن خيبة أمله من عودة الهجمات الإرهابية إلى البلاد، قائلا: "كنا نظن أننا قضينا على الإرهاب، لكن نتمنى ألّا يقضي هو علينا".

 

السبسي ربط  عودة الإرهاب إلى تونس بما أسماه "المناخ السياسي السيئ والصراع بين الأحزاب على الكرسي، وانشغالهم في معارك السلطة، فيما يدفع الأمنيون الضريبة"، حسب قوله.

 

 

وفي السياق ذاته، أدان حزب نداء تونس الحادثة، مشددا في بيان له على ضرورة "إبعاد المؤسسة الأمنيّة ووزارة الدّاخليّة عن التجاذبات والمصالح والصراعات السياسيّة، حتى تتفرّغ كليّا للحفاظ على سلامة المواطنين وأمن الوطن ضدّ أعدائه في الدّاخل والخارج".

 

وحملت الجبهة الشعبية، يسار معارض، منظومة الحكم الحالية مسؤولية الحادثة من خلال "خلق مناخ سياسي متأزّم ومتعفّن، تستغله الجماعات الإرهابية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، وأعداء الحرية والديمقراطية لضرب الحريات والحقوق، ومساومة المجتمع في التنازل عن حريته مقابل توفير الأمن". حسب نص البيان.


استقطاب العنصر النسائي


واعتبر المحلل السياسي، الخبير في الشأن الأمني، فيصل الشريف، في تصريح لـ"عربي21"، أن المعطى الجديد في العملية الإرهابية التي استهدفت قلب العاصمة التونسية وشارع الحبيب بورقيبة لما له من رمزية سياسية وتاريخية، يتمثل في استعمال الجماعات الإرهابية للعنصر النسائي لتنفيذ عملياتهم داخل المدن.

 

ولفت إلى أن الطوق الأمني بدأ يضيق بهذه الجماعات، ما دفعها للاستعانة بالنساء لإبعاد الشبهات، مشددا على أن الحزام الناسف الذي تمت به العملية كان بدائي الصنع، وبقيت جثة الفتاة مكتملة بعد تفجير نفسها، ما يرجح فرضية "الذئاب المنفردة" التي تقف وراء هذه العملية.